نلاحظ لديك عدم رضى عن الموقف الشيعي العراقي، فإلى ماذا ترد هذا الموقف؟
الشارع الشيعي في العراق، مثل اي شارع آخر تتحكم به عوامل كثيرة قبل ان يتحكم به عقله. القرى والمدن الشيعية في جنوب لبنان استقبلت الاسرائيلي بالورود والارز جراء بعض الممارسات التي قامت بها فصائل فلسطينية، لكن هذه القرى نفسها بعد سنتين كانت في طليعة المقاومة. ولهذا اعتقد ان الوضع في الساحة الشيعية سيتحول بعد أمد غير طويل. لكن المشكلة في السياسيين، ذلك ان معظم التيارات الدينية السياسية منضوية تحت راية التيار الايراني المتواطئ مع الاميركيين. وهو الذي يأمر القيادات السياسية الشيعية بقبول مجلس الحكم وان تكون اعضاء فيه.
الا ترى تعارضاً في ما تتحدث به عن التواطؤ الايراني وبين الضغوط التي تمارس اميركياً وغربيا على ايران؟
حتى لا نخدع انفسنا، اقول لا شك في ان هناك حواراً اميركياً ـ ايرانياً بدأ قبل غزو العراق. وان وفداً من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية المؤيد لايران زار واشنطن لهذه الغاية. والتيارات الايرانية في العراق هي جزء من التركيبة التي تضعها الولايات المتحدة في العراق. حتى ان احد كبار خطباء الجمعة في العاصمة الايرانية قال في خطبة صلاة الجمعة انه لولا ايران لغرقت اميركا في وحل افغانستان. فالايرانيون سهلوا للاميركيين دخول افغانستان ويسهلون بقاءهم الآن. اما القول عن اعتقال سفير سابق هنا او حديث عن سلاح نووي هناك فهو يدخل من باب السعي الاميركي لتحسين شروط التعاون الايراني. التشيع يستخدم الآن في ايران لدعم المشروع الاميركي في افغانستان. ومن هنا اقول لكل الشيعة في العالم ان ما يجري باسمهم لا علاقة له بهم. وهذه اعمال المتضرر الاكبر منها الاسلام والتشيع.
اتقول ان هناك خطراً على التشيع من ايران؟
نعم، لأنه يمكن ان بعض القوى تريد ان تثبت سلطانها. وانا مطمئن الى انه سيأتي اليوم الذي يهزم فيه الاميركي، وعندها سيكون هناك غضب على كل من سار في مشروعه. وقد تجري انتقامات وتصفيات يذهب ضحيتها شيعة الاقليات لأن ايران دولة قوية تستطيع ان تحمي نفسها. نحن بما نمثل من تشيع حقيقي نعلن صراحة وبوضوح اننا نرفض اي سياسة من ايران وغيرها بدعم الغزو الكافر لبلادنا. ونعتبر هذا الفعل عملاً عدوانياً على امتنا. ولا يجوز لهذا الشعب الطيب الذي اتى بالامام الخميني ان يكبل ويمنع من القيام بواجباته. واتوجه الى كل المسلمين في العالم لأقول لهم ان اي عمل يدفعكم للتناحر يخدم العدو.
نلاحظ ان حركتكم \\\"ثورة الجياع\\\" انكفأت بعد ملاحقتكم قضائياً، فهل انتهت؟
في البداية حاولت السلطة اظهار حركتنا على انها خلاف داخلي في \\\"حزب الله\\\"، ثم ظنوا انهم يستطيعون استيعابنا، لكنهم شعروا بجدية المشكلة وفتشوا عن وسائل لاحباطنا، الى ان جاء الضوء الاخضر الايراني فقمعت الحركة وضربت. نحن كنا نقصد من حركتنا حماية الفقراء وانقاذهم ولهذا حين استخدمت السلطة السلاح، وجدت ان لا فائدة من الاستمرار في المواجهة. اما العودة الى التحرك فهي لا تعني شيئاً الآن لأن الدين العام اصبح مشكلة بلا حل، بينما في حينها كان الانقاذ ممكناً. الحل الآن هو واحد ان يُجمع (بضم الياء) الذين نهبوا اموال الدولة وتسترد منهم او يرموا في السجن. وانا مستعد لأكون وزيراً للعدل او مسؤولاً عن القضاء الذي سيقوم بهذه الحملة. وانا اعرف ان الاموال المنهوبة اكبر بكثير من الدين العام فهي تبلغ نحو 60 ملياراً من الدولارات.
وفي نهاية الحديث سألنا الشيخ صبحي الطفيلي عما يتوقعه لوضعه بعد خروجه الى العلن مجدداً،
فقال ضاحكاً: \\\"ربما اذهب الى الجرود. ثم استدرك: عندما تزوجت قبل نحو 35 عاماً قلت لزوجتي اني لن اقدم لها عشاً زوجياًً هانئاً، بل ربما اقدم لها حياة شقاء وتشرد. وانا اقلق، اكثر ما اقلق، من الموت على فراشي وأن يحرمني الله من الاستشهاد في سبيله\\\".
سيرة ذاتية:
ـ ولد الشيخ صبحي ملحم الطفيلي في بلدة بريتال (جنوب مدينة بعلبك) في نهاية العام 1947.
ـ درس الفقه في العراق من اوائل الستينات الى اوساط السبعينات عندما خرج هرباً من العراق بسبب ملاحقة النظام العراقي له بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة.
ـ مكث فترة في لبنان وعاد الى ايران لمتابعة الدرس والتدريس في حوزات قم، حتى انتصار الخمينيين على نظام الشاه حيث شارك في التحركات المناهضة لهذا النظام وتعرض للاستجواب والتوقيف.
ـ عاد الى لبنان نهائياً عام 1979 وساهم عام 1982 في تأسيس \\\"حزب الله\\\" وكان ابرز اعضاء مجلس الشورى الذي كان يقود الحزب.
ـ عام1989 انتخب كأول امين عام للحزب واستمر في موقعه حتى العام 1991 عندما خرج من الحزب.
ـ عام 1997 اطلق \\\"ثورة الجياع\\\" احتجاجاً على تردي الاوضاع الاقتصادية والحياتية في البقاع. وانشأ مجلساً للاعيان (يوازي البرلمان) وهدد بمنع الوزراء والنواب من زيارة المنطقة.
ـ عام 1998 اعتصم وانصاره في حوزة دينية تابعة لـ\\\"حزب الله\\\" في بلدة عين بورضاي (جنوب بعلبك). وانتهى الامر بمعركة قتل فيها ضابط في الجيش وبعض انصار الطفيلي، لتبدأ الملاحقة القضائية بحقه
منقول
|