يسعد ربك ما أحلاك و أحلى كلامك كريمبو، ألك وحشة يا زلمة.. و المهم أنك بألف صحة و سلامة
أخ محمد ، يعني الصراع بين الإبداع و رجال الدين صراع أزلي.. رجال الدين عادة (الغالبية الساحقة) ناس يتضلعون (يعني ضليعين إذا خربطت بالتهجية) بحفظ نصوص و يكتسبون قوتهم من قوة النصوص ، ليس بالضرورة أن تكون هذه النصوص مقدسة بحد ذاتها (يعني مو نصوص إلهية، لكن مداخلات لرجالات دين سابقين) و بالتالي فهن شديدي التمسك بهذه النصوص و الخروج عنها يحرجهم و يشعرهم بالإفلاس، و التهجم على أناس مثل نزار قباني أو غيره هو نابع أساسا من شعور داخلي بالنقص و هم (المهاجمين) يستمدون شعورهم بأهميتهم من إدانة الآخرين و التحقير بهم ، يعني عندما يتم إثبات أن الشاعر (نزار مثلا) ملحد أو مجذف أو مخالف للنص أو سمه ما شأت بالنسبة لهم من جهة، يثبت ضمنيا مدى علمهم و من جهة أخرى (من وجهة نظرهم أيضا) يلبي حاجة لدى من وظفهم لتكفير الآخر و الحط من إبداعه و تميزه
الإبداع قضية فيك تقول عنها تحشيشية ، و الفن هو محاولات أولى لقول شيء غير مألوف نوع من استشراف المستقبل، حالة استرفاعية (إذا جاز لنا التعبير) يعني محاولة لقراءة الواقع و نقده أو الإضافة إليه تتمخض عن إبداع قد لا يكون إبداع سهل الإدراك بالحواس المباشرة و كلما كان أكثر تعقيدا و ناجم عن تراكم معرفي و موهبة متميزة و مسقولة كان أكثر صعوبة على الفهم بشكل مسطح ، يعني مثل الشعر العمودي أو الفن التكعيبي أو التعبيري أو المسرح حتى أحيانا قد يبدون الفن بسيطا أو رخيصا بكلمة أخرى بسيط (و هذه موهبة أهم في التعبير عن إبداع كبير بلغة بسيطة) مثل مسرح زياد الرحباني الذي يبدو ساخرا تحشيشي ظاهريا و لكنه عميق و يصيب مقتلا من كثير من السلبيات الحياتية.. لنتقل هنا لمثال زياد الرحباني: مثال الملحد الشيوعي المدمن (مدمن حشيش رسمي سابقا) لكن الحقيقة أنه أضاف للأجيال إضافة أهم للأجيال التي استمعت له و حتى أدمنته (انتقد الطائفية الرياء السياسي المتاجرة بالأوطان) محمد الماغوط : أستاذ بالحرية ارعب الطغاة بمسرحياته و شعره و عواميده ، و هو شبه مدمن كحول و غالبا يمكن تصنيفه بحسب الدراسة السابقة في خانة الملحدين، سعدالله ونوس: أيضا بحسب معايير الدراسة و المفكرين سوبر ملحد، لكنه أيضا و بقلمه كان مرعبا أكثر من جيوش أخوان المسلمين في حماه التي دحرتها الدبابات، بينما و دون أن يذرف أي من المبدعين السابقين و آلاف غيرهم قطرة دم واحدة سوى عند دمهم و أجسادهم التي أهلكها السرطان و أتعبها النفي و أرواحهم التي عانت لأجل أخوانهم ، كل ذلك كان أعمق أثرا و أكثر خطرا على السلاطين و الحكام
مثلا ابن الباز أشهر مفتيي الديار المقدسة، لم أسمع عن أي إضافة جوهرية له لهذه الحياة الإنسانية و لأمته المسلمة و العربية عدا عن إطلاق الفتوى الممعنة في تناقضها مع العلم و العقل، أنا لا أقصد أن أقول أن جميع المفكرين الدينيين متخلفين على العكس فهناك أسماء مهمة و لكن تم تغييبها و حتى تكفيرها و الأمثلة كثير أستحضر أهمها :
الصادق النيهوم ، نصر حامد أبو زيد ، فرج فودة ، محمد شحرور
هؤلاء مفكرين اسلاميين معاصرين و بدلا من الإصغاء إلى فكرهم النقدي الممنهج العلمي ترى الملايين تسبهم دون حتى أن تقرأ سطرا واحد من إنتاجهم الذي أقل ما يمكن وصفه بالرائع و كل ذلك لأن أحد رجالات الدين الذي لا يمكن تصنيفه إلا في خانة موظف وزارة أوقاف قد نسفه معلقة في خطبة يوم الجمعة
قد يبدو هجومي مركزا على رجالات الدين الإسلام و لكن أرجو منك أن تقرأ بتمعن ما كتبته ليس بهدف الرد عليي و لكن بهدف الإطلاع على وجهة نظري كما هي ، مجردة و مختلفة و قاسية و ربما نابعة من مرارة الهزيمة التي نجترها جميعنا مسلمين و مسيحيين و ملحدين و لا دينيين
تحية
تحيا سوريا!
الحرية لسوريا و السوريين
I'm going to buy this place and start a fire
Stand here until I fill all your heart's desires
Because I'm going to buy this place and see it burn
Do back the things it did to you in return
|