عرض مشاركة واحدة
قديم 26/11/2003   #1
fr.samir
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ fr.samir
fr.samir is offline
 
نورنا ب:
Nov 2003
المطرح:
استراليا
مشاركات:
62

إرسال خطاب MSN إلى fr.samir
افتراضي ** الله هو واحد مـنّا **


** الله هو واحد مـنّا **
[b]الله هو واحد منّا: علينا أن نفكّر الآن بسرّ الاسم هذا.
ما هو الاسم ؟ ماذا نفهم عندما نرى الله يوحي اسمه ؟
إعطاء شيء أو شخص اسماً يختلف تماماً على تحديده، أي إعطاء فكرة عنه أو "معنى مجرّداً". عندما نتّفق على إعطاء اسم لمكان ما، لزهرة، لجبل، أصبح بالإمكان التكلّم عنه، والتسلّط عليه. هكذا يُرينا الكتاب آدم يتسلّط على النبات والحيوان بفرضه اسماً عليها. وبالنسبة إلى الأشخاص، الاسم هو قبل كلّ شيء قضيّة علاقات: إن عرفتُ اسم شخص، أصبح بوسعي دعوته، استجوابه، مراسلته، وبكلمة نسج علاقات معه. لم يعد بالنسبة إليَّ غريب أو مجرّد رقم.
وإذا ما سمّى الله ذاته، فذلك يعني أولاً أنّه حلّ بيننا كشخص، كإله شخصي: "أنا فلان". وبذلك يسمح للناس بالتلفّظ باسمه: لكي يسلّمهم ذاته هكذا، لكي يصبح بإمكانهم دعوته. بهذا يصبح واحداً من جماعة، واحداً منّا، يمكننا الكلام عنه، يمكننا الوصول إليه، يمكننا الصلاة له، فهو هنا لأجلنا.
مَن كان يتصوّر هذه الطواعيّة الرائعة لدى إلهنا ؟
شخص "ماثل هنا": قد ظنَّ بعضهم أنّهم وجدوا في العبارة "أنا هو الكائن" تحديداً لله كالذي يبحثون عنه لقواميسهم: "الله هو الكائن" الكائن المطلق القائم بذاته". إنّ شرّاح الكتاب مجمعون على رفض هذا المفهوم الخاطئ.
- ليس للاسم الموحى هنا أيّة صفة تحديديّة. فهو اسم علم، اسم شخص محسوس، شخص "ماثل هنا" شخص نلتقيه، على عكس الآلهة المبهمة. الضبابيّة المنتشرة في قوى الطبيعة أو الروح.
- هو اسم حضور وقرب وخلاص: "أنا هنا".. أنا هنا لأجلكم وسوف ترونني في العمل. أنا هنا قربكم ولن أترككم أبداً. أنا هنا معكم وسط تقلّبات تاريخكم. أنا هنا.
أنا هنا "ولو قليلاً" بإمكانكم الاتكال عليّ".
- وأخيراً هو اسم يعني الأمانة والصمود: "أنا هنا ودائماً وإلى الأبد. بينما آلهة جيرانكم الوثنيين المتعددة والصغيرة تمضي وتتلاشى وسط دائرةٍ من الذباب". وسط مظاهر الدمار العام وسلاطين يوم واحد وجميلات يوم واحد وثروات يوم واحد، "أنا هو": أنا يهوه، أنا الأوّل وسأكون أيضاً مع الآخرين..".
وتمرّ العصور حيث يدعو إسرائيل "يهوه" وينسى "يهوه" ـ أنا هو ـ لكي يعبد من "لا كيان لهم". فيعود إلى يهوه ويمدح يهوه "الذي صنعَ العظائم" هذه حياة المراهق الصاخبة مع أبيه..
وفي الوقت المعيّن سوف يولد في بيت لحم ولدٌ بُشِّرَ به، وهو منتظر منذ الدهور. يأتي رسول من قبل يهوه ليخبر يوسف: "سوف تدعو اسمه يسوع (ومعناه: الله يخلّص) لأنّه سوف يخلّص شعبه من خطاياهم" (متى 1/ 21). ويسوع هذا سوف يعلن يوماً: "إن لم تؤمنوا أنّي أنا هو، فسوف تموتون في خطاياكم.."
"عندما ترفعونَ ابن الإنسان، عندئذٍ تعلمونَ أنّي أنا هو.." (يو 8/ 24 )
هكذا يبدو يسوع تلك العليقة الملتهبة حيث يحقق الله وحي اسمه للبشر، لا من خلال كلمةٍ فهمها الشارحونَ كفكرةٍ بدلَ من أن يروا فيها شخصاً، بل في شخص من لحم ودم، الله المتجسّد الذي اقتربَ بعضهم منه ورأوه ولمسوه، "الله معنا" عمنوئيل.. ويسوع، قبل موته وقيامته، اختصرَ حياته ورسالته بقوله: "يا أبتِ، قد أظهرتُ سمكَ للناس" (يو 17/ 6).
فيظهر الربّ يسوع إذاً في قمّة الوحي كاسم الله الحقيقي والحيّ، به صارَ الله حقاً "الشخص" الذي أصبحَ بإمكاننا أن نلتقيه، والذي أصبح بإمكاننا أن ندعوه. فيه أصبح الله منذ الآن فصاعداً واحداً من جمهورنا بكلّ معنى الكلمة، واحداً منّا.
"الله لم يره أحد قطّ، الابن الوحيد الكائن في حضنه، هو أظهره لنا.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03096 seconds with 10 queries