وجدت سؤال بموقع إسلام أون لاين في قسم الفتاوى شبيه جدا بأسئلتك والجواب كان حسب ما قرأته
بيغطي كل التساؤلات التي أثيرت ..الجواب طويل و أتمنى أن يقرأه goodheart لأنني أعتقد انه لم
يقرأ آخر مشاركة لي أو قرأها بتعجل ...
نص السؤال:
يقال أن الإسلام وضع خطة تدريجية للتخلص من مشكلة الرق لكن لماذا لم يغلق الرافد الرئيسي الذي يدخل منه الرق وهو جواز استرقاق أسرى الحروب؟ وهل للمسلمين اليوم أن يسترقوا أسرى عدوهم إبان ما ينشب بينهم من حروب؟
سؤال إلى القائمين على الموقع نرغب لو تحدثونا بالتفصيل عن استرقاق أسارى الحرب والجواري بين المنع والجواز في الاسلام
نص الجواب:
جاء الإسلام فوجد نظام الرق قائما ، فوضع له تدابير لإلغائه تدريجيا ؛ فأباح لمن كان عنده جارية أن يعاشرها معاشرة الأزواج ، فإذا ولدت كان ولدها حرا ، ولا يجوز لصاحبها أن يبيعها بعد ذلك ؛ لأنها صارت أم ولد ، وقد كانت الجواري يتمنين أن يجامعهن أزواجهن ليفلتن من البيع والشراء ، وحتى يقضين شهواتهن بالحلال مع أصحابهن بدلا من أن يتزوجن عبيدا مثلهن فيقع أولادهن في أسر الرق .
كما جعل الإسلام عتق العبيد كفارة لكثير من الأخطاء الشرعية، فجفف ينابيع الرق، وأطلق أبواب العتق والتحرير منذ أربعة عشر قرنا من الزمان بينما تأخر غير المسلمين كثيرا في العمل على إلغاء الرق.
وقد جعل الفقهاء استرقاق أسارى الحرب خيارا لإمام المسلمين من بين عدة خيارات، ولم يعد هذا الخيار من حق المسلمين احتراما للاتفاقيات الدولية التي تمنع نظام الرق.
يقول الشيخ المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث:-
أحبّ أن أوضح هذه المسألة ضمن نقاط محدّدة وبكثير من الاختصار فأقول:-
1- الإنسان مكرّم في الإسلام من حيث هو إنسان، قال تعالى: {ولقد كرّمنا بني آدم ..} [سورة الإسراء، الآية 7] ومنحه الحرّية الكاملة في كلّ أعماله الاختيارية، وأهمّها: الإيمان أو الكفر. قال تعالى:
{وقل الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..} [سورة الكهف، الآية 26] وطلب منه أن يكون عبداً لله وحده {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ..} [سورة النساء، الآية 36]. لذلك فاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان لا يمكن أن يكون مقبولاً في الإسلام الذي لا يرضى أن يكون الإنسان عبداً إلاّ لخالقه عزّ وجلّ.
2-عندما بُعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان الرقّ نظاماً معمولاً به في كلّ أنحاء الأرض، فتعامل معه كواقع، ولكنّه سعى إلى تخليص الناس منه بمجموعة كبيرة من الأحكام الشرعية:
أ- شرع عقد المكاتبة بين العبد وسيّده، يشتري العبد نفسه من سيّده بمبلغ من المال، ثمّ ينصرف إلى العمل لتحصيل هذا المبلغ، ويساعده المسلمون من زكاة أموالهم - التي جعل الله أحد مصارفها عتق الرقيق - حتّى إذا دفع المبلغ نال حرّيته. ولم يكن هذا الأمر معروفاً في ذلك العصر.
ب- شرع للمسلم الكفّارة بعتق رقبة (أي تحرير الرقيق)، وذلك إذا حلف يميناً و نكث به وإذا قتل مسلماً خطأً، وإذا أفطر يوماً من رمضان عمداً بالجماع فعليه الكفّارة أيضاً وهو تحرير رقيق.
جـ - شجّع المسلم على عتق الرقيق كباب من أبواب الخير يحبّه الله عزّ وجلّ، وقد جعله سبباً لتجاوز عقبة النار يوم القيامة ودخول الجنّة، قال تعالى: {فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فكّ رقبة ..} [سورة البلد، الآيات 11-12-13]
فكّ رقبة: أي تحرير الرقيق.
د- فرض العقوبة على السيّد وهي وجوب تحرير عبده إذا ضربه ضرباً فاحشاً، أمّا إذا كان ضرباً غير فاحش فيُستحبّ له عتقه كما فعل أبو عبيدة عندما كان يضرب عبداً له، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
(الله أقدر عليك منك عليه)
فأدرك أبو عبيدة خطأه وقال فوراً: يا رسول الله، هو حرّ لوجه الله. فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
(أما لو لم تفعل للفحتك نار جهنم) رواه مسلم
3 -ليس في كتاب الله تعالى أو في سنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم نصّ يبيح الرقّ، مع أنّ هناك آيات وأحاديث كثيرة تنصّ على إباحة أحكام شرعية، ممّا يؤكّد أنّ إباحة الرقيق لم تكن إلاّ من قبيل التعامل مع الواقع للتخلّص منه.
4 -وإذا كان الإسلام تعامل مع الرقيق الموجود، معاملة إنسانية أخوية، وسعى إلى تحريره فإنّه لم يوافق أبداً على استرقاق أيّ إنسان حرّ. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
(ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثمّ غدر، ورجل باع حراً وأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يُعطه أجره) رواه البخاري.
((( و في هذه الفقرة جواب على سؤال goodheart من أنه يمكن إعتبار الفتاة التي تعمل في الدعارة
جارية والنوم معها مقابل مبلغ تدفعه فهذا غير جائز لأنها أولا حرة ثانيا أنت بالمال تعتبرها جارية وتستمتع بثمنها )))
أما أسرى الحرب :
فاالقوانين والأعراف الدولية اليوم تمنع استرقاق الأسرى وتفرض إطلاقهم عن طريق التبادل، و هذا الأمر نقبله
كمسملين لأنّه الأفضل للبشر والأكثر انسجاماً مع الأحكام الشرعية الاسلامية .
yvision
|