وتمت فصول الاحداث وفق ما رسم لها ، وسيطرت قوى ما يسمى 14 آذار على الوضع السياسي العام بفعل الصدمة الغير متوقعة التي احدثتها عملية الاغتيال ، وبدأت بوادر الفتنة تطل برأسها على الساحة مدعمة بعدد من المتفجرات والاغتيالات المدروسة الاهداف والاشخاص ، لتأمين ولاء شرائح طائفية أخرى ومشاركتها بالحدث .
ولكن ممانعة شرائح كبيرة من الشعب التي رفضت ان تكون وقودا للفتنة ، اضافة الى خروج الجنرال عون عن الصف المتآمر على لبنان، ربما لوصول المعلومة اليه وعواقبها على الوطن الذي اظهر الجنرال ولائه الاوحد له رغم التباين في وجهات النظر ، اضافة الى تعامل المقاومة مع الواقع باسلوب حضاري ومدروس ، فوتت الفرصة على المؤامرة واضطرت اركانها وعلى راسهم جنبلاط وسعد الى تبديل السيناريو قليلا ريثما تتاتى ظروف انسب للتنفيذ. فتقربا من المقاومة واعلنا دعمهما لها صوريا مع اضمار الغدر الذي ظهر لاحقا .
وعند وصول الامور الى طريق اللاعودة ، ظهرت بعض المبادرات العربية بواسطة السودان ، ثم عمرو موسى وكانت تواجه كلها بالرفض من قبل جنبلاط أولا ،ثم من قوى 14 آذار تتابعا ...
وهنا كان لا بد من تدخل الامير عبد الله شخصيا ، ومع الرئيس حسني مبارك ، اللذان ظنا ان قرارهما سيكون بمثابة الامر للشيخ سعد ( من باب المونة على الاقل ) ، فقطع جنبلاط الطريق على هذه المبادرة فورا وحتى قبل ظهورها ومعرفة محتوباتها ، ليعلن الحرب الشعواء على المقاومة ويرفع سقف المواجهة ، وجاءت كلمة السر للسيد الحريري بالتوجه فورا الى امريكا عن طريق فرنسا ... ليخيب امل الملك عبدالله ولتسجل له فشل اول مبادرة لمحاولة راب الصدع في الصراعات العربية ، وكانهم يقولون له انهم لا يريدون دورا له بالمنطقة .
وهنا كان لابد من الاسراع بتفعيل بنود السياريو الامريكي الاسرائيلي الجنبلاطي بالمنطقة ، وقد بدأـ بوادره بسرعة اثناء زيارة سعد لامريكا وموافقتها كما صرح على مد لبنان بالدعم العسكري والعتاد ( الواضح توجهه ضد من ؟ ) وقد صرح خليله جنبلاط بان اسرائيل ليست عدوته وهذا سيكون ديدنه من باب الولاء التام والتنسيق العام المشترك .
هذا الاسراع باعلان النوايا كان لا بد منه بسبب الظروف المتفاقمة والتي لم يحسبوا حسابها بالمنطقة والتي تتمثل بالتالي :
• فقدان السيد جنبلاط للتأييد الدرزي المطلق له ، والذي نصب نفسه حاكما عليه ومتكلما باسمه بالقوة ولفترة طويلة . وذلك من خلال خروج كم كبير من ابناء بني معروف الموحدين ( والذي يسميهم هو دروزا ) عليه ، ورفض رؤيته وطروحاته .. وكشف مؤامرته على الطائفة والوطن ، وذلك عن طريق سياسييين ورجال دين وحتى مقاومين كانوا مؤيدين له كالاسير البطل سمير قنطار .
• تحرك قوى سنية وطنية في جميع المناطق اللبنانية لاعادة الصوت الحر، واعلان أهل بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع لتوجهات الحريري الابن والمصير الاسود الذي يجر البلاد اليه بفعل اعماله الصبيانية وانجراره خلف جنبلاط .
• ممانعة الجنرال عون بالانجرار وراء الفتنة التي يتم تحضيرها للبلاد ، وسقوط كل محاولات تطبيعه ... رغم كل مخاولات التهديد والترغيب . وإظهار هذا الرجل بانه بالفعل ورغم اختلاف وجهات النظر بالاسلوب ، فانه يريد مصلحة البلاد فوق كل مصلحة .
• سقوط نظرية اسقاط النظام الشامي من الداخل والتفاف الشعب بكل اطيافه مع قيادته ، والتي اظهر من خلالها الشعب انه وان كان ضد النظام او أركانه فان ذلك ينطلق من باب تحسين الوضع والانماء مع الحرص الشديد ان لا يكون ذلك على حساب تدميرالوطن وخلق الفوضى فيه . اضافة الى تفعيل التعاون مع ايران وخلق جبهة ممانعة قوية بوجه ما يحاك للمنطقة من خلال الدعم المطلق من ايران لسوريا .
• التفاف الشعب اللبناني اكثر واكثر مع مقاومتهم ، وعودة العديد من الاحزاب الوطنية والقومية للفعل بقوة على الساحة من خلال تحريك قوى الممانعة ورفض المؤامرات والذي ابدى قياديها مرونة وحنكة سياسية فوتت الفرض العديدة على من اراد ان يلعب بالماء العكر .
• تنامي المقاومة العراقية ، وتكبيد امريكا الكثير من الخسائر في الارواح والمعدات ، وتطور اساليب المقاومة التي اصبحت تطال الطائرات والمعدات العسكرية الضخمة التي ظن الامريكيون انها ستكون بمنأى عن وصول يد المقاموة اليها ...
اضافة الى وصول قناعة لدى العديد من اصحاب الراي وقوى القرار الامريكي بضرورة الانسحاب من المستنقع العراقي ، وإعلان الفشل في الحرب التي اقاموها على العراق ، مما يجعل الامريكيين مستعجلين لغيجاد انتصار بديل ولومعنوي بالمنطقة يعيد هيبتهم المفقودة ويؤمن الاستقرار لحليفتهم اسرائيل ويبقيهم لاعبين اساسيين في المنطقة في حال اضطرارهم المتوقع للخروج من العلااق .
• سقوط نظرية تصدير الديمقراطية الامريكية الى المنطقة ، وفشل كل اساليب الضغط والاغراء والترهيب والترغيب ، وذلك بعد نجاح المقاومة الفلسطينية باستقطاب جميع شرائح الشعب الفلسطيني وسقوط كل نظريات الاستسلام والسلام التي ترعاها عدوة السلام في منطقتنا .
انتبهوا ايها اللبنانيون ، انتبهوا ايها السوريون ، انتبهوا ايها العرب ، فالمؤامرة كبيرة والتصدي لها واجب ، وتعلموا ان قرار الشعب هو القضاء والقدر .
منقول.............
Nothing Else Matters
عندما قرر ادم اكل التفاحة لم يكتفي بقضمها بل اكلها كلها ربما كان يعرف انه ليس هناك فرق بين انصاف خطايا وخطايا
jesus i trust in you
|