للفصاعين يلي عم يفوتوا و باكلوا هوا بمواضيعي و يقلبوها تشات انقلعوا من هون
و أذا حدا بدو يسأل ليش ؟
لانوا هيك بدو المعلم
في سورية يمكنك أن تصف أيا كان "بالمعلم" و إذا كنت لا تعرف أسم أحدهم فكلمة "معلم" مثالية في هذا الظرف لأنها تنوب مناب الأسم يمكنك أن تصف الرجل العادي فتناديه "معلم" و يرد عليك بأريحية و بدون زعل يمكنك أن تنادي الحلاق معلم صاحب ورشة تصليح السيارات سائق التاكسي صغار رجال الأمن ينادون رئيس دوريتهم بالمعلم و قد ينفش ريشه إذا وصف بهذا الأسم سائقي كبار الضباط ينعتون قادتهم بالمعلم فيقول لك "عندي مناوبة اليوم ببيت المعلم" و المعلم هنا هو رئيسه و قد يكون برتبة لواء أو اكثر ,نواب الوزراء ينادون وزرائهم بالمعلم و الوزراء ينادون رئيس الوزراء معلم أنا رئيس الوزراء و كبار القادة العسكريون و الأمنيون ينادون الرئيس نفسه بالمعلم ,الشخص الوحيد الذي لا يطلق عليهه لفظة "معلم" هو معلم المدرسة لأنه يسمى "أستاز" و الأستاز تتحول الى معنى غير لائق في الأوساط العسكرية ففي الجيش المقابل المعنوي للأستاز هو "الحمار".
تجاوزت كلمة "المعلم" معناها اللغوي و اصبحت ثقافة أو مؤسسة لأن البعض قد يهددك بالمعلم كما يهدد بالشرطة يعني قد يدب خلاف يتطور الى تماسك بالأيدي فيقول احد "المتهاوشين" للآخر بفرجيك للمعلم المفارقة أن الثاني قد يرد و بنفس الغل و كمية الحقد الموجوده لدى الأول و أنا بفرجيك للمعلم و للعلم هنا فإن المعلم الأول غير المعلم الثاني و ربما تتطور المشكلة و تكبر ليتواجه المعلمان و المعلم "و هذا من حسن الحظ" لا يرضى لأحد من "تحته" بالإهانة كرامة من يقعون تحت إمرة المعلم من كرامة المعلم ذاته و هذا مبدأ هام من مبادىء "الثقافة المعلمية" فلتكون في آمان و أطمئنان و راحة بال يجب أن يكون عندك معلم.
المعلم لا يقبل الخطأ و لا الهفوات و قد يثور عند أقل "خطأ" لا يمكن أبدا التنبؤ بردود فعله على الإطلاق قد يمسح احدهم عن وجه الأرض لسبب تافه و قد يمنح أحدهم مكافئة ضخمة لسبب أكثر تفاهة ,فليس للمعلم مزاج واحد يمكن الركون أليه هو دائم التقلب ربما يضحك في وقت تتوقع منه الغضب و قد يغضب في وقت تتوقع منه الضحك و يجب أن يبقى كل من حول المعلم جاهزين لتلقي ما تجود به نفسية المعلم.هذا لا يعني أن المعلم رجل ليس لديه حالات صفاء ذهني لأنه قد يقضي الليل ساهرا مفكرا دون أن يشعر بوجوده أحد و ربما خرج ليلا بمفرده دون مرافقة أحد,هذه التصرفات تحولة الى شخص خيالي تنسج حولة الأقوال و الأفعال و قد يتحول الى أسطورة أو صورة مثالية.
المعلم رجل عائلي الى درجة كبيرة فهو يشرك زوجته و أولادة و ابناء منطقته في كل ما تحت "معلميته" و عائلته بالمقابل لا تقصر في التصرف على نحو يوحي "بمعلمية",و تختفي هنا الأسماء و الصفات و يتحول الأبن الى أبن المعلم و الأخ الى أخو المعلم و الزوجة الى "مرت المعلم" أما العشيقة في "صاحبة المعلم" و لكل هؤلاء من الحقوق ما للمعلم نفسه و قد يفوض المعلم أحد مقربيه ببعض صلاحياته فيصبح معلم و قد يقال له المعلم الصغير, و كلمة الصغير هنا ليست شتيمة و لكنها تمميزا عن المعلم الكبير فقط علما أن المعلم الصغير قد يقوف الكبير "نشاطا" و غضبا و فرحا للأسباب المذكورة أعلاه عينها.
طبعا قد يتغير المعلم فيذهب المعلم القديم الى المنفى أو الى بيته أو حتى الى السجين فيأتي معلم جديد ربما لا تلحظ تغييرا كثيرا إلا فيما يخص مزاج المعلم فقد يكون ذا طبع مختلف فيضحك عندما كان المعلم القديم يغضب و العكس صحيحا,و تبقى الأحوال الأخرى كما هي من حيث ابن المعلم و زوجته و خلافه..و تحتار كمراقب محايد لماذا ذهب ذلك المعلم و جاء المعلم الجديد و كلاهما معلم أخو أخته..
تبقى إرادة المعلم التي لا تعلوها إرادة...و التي يجب تنفيذها حتى آخر قطرة و مهما كلف الأمر و أن عارض أحد تلك الإرادة يمكن أن نجيبه بشكل مختصر و مفحم "المعلم هيك بدو".
منقول
عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
|