ما المانع ان يبقى كل شخص على ايمانه من غير ان يلغي الآخر
.
بصراحه ..تعبنا من الاختلاف ومللنا ويأسنا ان نكون كاملين ...والواقع ان مافي انسان الا وهو فيه نواقص من اكبر كبير لأصغر صغير
كلنا يؤمن انه لم يخلق ذاته وانه خليقة الله وهذه حقيقه رائعه تكفي الانسان وهذا اول ماتوصل له الانسان بالفطره
البعض يؤمن ان الخالق هي قوه عظمى وهي التي تسيطر على الكون واختلفوا في ماهيتها لكن الاساس عندهم صحيح ولكن الانسان استخدم خياله احيانا بدون يقين او علم اخذه من الاعالي ومع الزمن والفراغ القاتل اخذ الانسان يتوسع في الاله وينسب له الصفات
والبعض الاخر آمن باله واحد ويقينه مع الانبياء والرسل ورأى انه الأمان الحقيقي في السير مع هذا الاله وترك كل ما قام البشر باختراعه باعتبار انه كلام البشر ليس اساس يبنى عليه ...وان الحق الثابت هو الذي قام الله بايصاله للبشر عن طريق انبياء وبالطبع الله حرص ان يصدق الناس انبياءه فاعطاهم معجزات تؤكد كلامهم
وبعد ذلك الانسان لم يبقى ثابتا وروتينيا في تقربه الى الله وبدأ رحلة استكشاف اخرى
قد يكون الانسان معذور فيها لان هذه هي طبيعة الانسان فهو متطور متحرك لا يبقى في مكان واحد طويلا ..يسعى دائما ان يكون ارقى وان يرى الامور من حوله تتحسن وتتغير
وبدأ الانسان يتكلم في ذات الله وماهيته وطبيعته وكيف يفكر....مع ايمانه اليقين ان الله واحد
والبعض الاخر ترك الكلام في ذات الإله وجعلها من المحاذير فهو امر صعب وقد يدخلنا في متاهات
وفي كلا الحالتين لا يمكن ان يدرك ماهية وكمال الله الا الله ...فالمحدود لايحتوى الغير محدود
وهذا هو الانسان محدود وايضا غير قائم بذاته ..وبالتالي كل الاشياء التي لديه هي في الواقع أعطيت له بما فيها الحياه ..وهي الاهم ثم الاشياء الاخرى
والإنسان عندما يلغي انسان اخر مثله فهو يلغي انسان مرتبط معه بكثير من الصفات المشتركه اذا لم يكن كلها
فهنا الذي يلغي الاخر هو في حكم من يلغي نفسه وكما تدين غيرك فبنفس المقياس الذي وضعته ستضطر ان تقيس عليه نفسك وهذا دليل اخر على ان الاصل هو اننا كلنا من نفس انسان واحد
مهما اختلفنا لانستطيع ان نلغي ذلك ..حتى لو انحاز الانسان الى الجماعه والكتله التي هو فيها فاصل الجماعات والامم يعود ايضا الى واحد ... فهنا يكون التفرق والاختلاف ماهو الا ضروره من ضرورات الحياه لايمكننا الهروب منها ودائما ينتج عنها التميز والتفوق واحيان اخرى ينتج عنها الصراع والتصادم
فما هو المانع ان يبقى كل شخص على ايمانه من غير ان يلغي الآخر
|