بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
الأخ jesus_love_me كتب :
وكلنا نعرف الحقيقة المتداولة "النفس أمارة بالسوء" مع أن الله لم يخلقها هكذا ولكنها فسدت بالسقوط
من أين جئتم بهذه الفكرة ؟؟؟؟
كيف يمكن لمخلوق أن يغير من طبيعته فيجعل فيها أشياء لم يخلقه الله عليها ؟؟؟؟
إن استطاع فهو شريك للإله في الخلق وهذا ينافي الوحدانية وأن الله هو القاهر فوق عباده والخلق لا يملكون أن يحركوا في الكون ساكنا إلا من بعد مشيئته فهذه الفكرة الأساسية تتنافى مع التصور الحقيقي للإله مدبر الكون العليم بما هو كائن وما سيكون
ثم أن يكون ذلك قد أجبر الله تعالى الذي يحبنا أن يقتل نفسه أو ابنه ليخلصنا كما ذكرت :
رأينا فيما سلف أنه لا يمكن للإنسان تمجيد الله ومحو الإهانة التي لحقته بسبب العصيان، كما لا يمكنه تخليص نفسه من عواقب سقوطه، والحصول على التبرير والقبول لديه تعالى. ومن ثم لزم موت المسيح لفدائه ولتحقيق هذه الأغراض
يا أخي لا يوجد شيء لا زم بحق الله تعالى أو مجبِر وملزِم له جل وعلا
ولكن اللازم يكون في حقنا بأمر من الله تعالى
والله عزوجل لا يلحقه إهانة من عصياننا لأنه قادر علينا وعالم بضعفنا كالوالد عندما يشتمه طفله الصغير فهو بالتأكيد سيضحك بينه وبين نفسه لكنه يأخذه بشيء من العقوبة ليربيه ويعلمه ولكن بالنسبة للأب فهو واثق بأن إهانة هذا الولد الصغير لم تؤثر في نفسه في شيء فالعقوبة ليست للإهانة الحاصلة ولكن لمصلحة الولد حتى لا يكبر وهو معتقد أنه لم يخطئ
والابتلاء والتوبة تكفي لرد العبد الآبق عن مولاه إن كان فعلا يسعى لرضى مولاه
وباعتقاد المسلمين خلق الله الإنسان – آدم عليه السلام - وفي طبيعته الخير والشر وإن كانت في بداية الأمر مستورة عنه وتنقصه الخبرة والمعرفة بهذه الطبيعة ولهذا أسكنه الله عز وجل الجنة ليكسبه الخبرة والتجربة
ومثّل الله عز وجل الشر ( بالشجرة ) فالشر هو الأمر المنهي عنه ولا يوجد شيء هو شر بذاته والخير هو الأمر الذي أمر الله به وكذلك لا يوجد شيء هو خير بذاته
وجعل الله النفس ( الشهوات ) والشيطان هما دليله إلى الشر وهو ما نهاه عنه وقلبه الحي هو دليله إلى الخير وهو ما أمره به ومهما فعل العبد فلا بد له من الخطأ ولكن يميز العبد الطائع عن العاصي المسارعة بالتوبة وعدم الإصرار على الذنب وبذلك يكون العبد دائما مشمولا برحمة الله جل وعلا أما المصر على المعصية فمهما تجبر وتكبر فلا بد أن يقف يوما بين يدي ربه ومولاه شاء أم أبى ليدينه ويعامله بالمنتقم الجبار وبهذا يتبين لنا عدل الله عزوجل المحسن وإن أخطأ لكنه لا يصر على خطئه فيقابل بالرحمة والمسيء المصر على خطئه يقابل بالانتقام وقد مثّل الله عزو جل لنا هذين الصنفين بآدم عليه السلام – مثال العبد المذنب التائب – والشيطان لعنه الله – مثال العبد العاصي المتكبر المصر على ذنبه –
قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (1 وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف
وكتبت :
وكان تقديم الذبائح هو طريق العبادة المقبولة لدى الله كما نرى في نوح حيث نقرأ أنه "أَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا" (تكوين 8: 21). وكان إبراهيم يقيم المذبح ملازماً لخيمته. كما نقرأ عن أيوب الذي كان معاصراً لإبراهيم أنه كان يقدم ذبائح بعدد بنيه لفدائهم من القصاص على ما قد يكون صدر منهم من خطايا ولو بالفكر. وقال الله "أَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ" (لاويين17: 10) ولذلك قال الرسول بولس "بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" (عبرانيين 9: 22
مسألة سفك الدم هي تنفيذ لأمر الله فقط
مثلا الله عز وجل فرض على بني إسرائيل عندما عبدوا العجل أن يقتلوا أنفسهم مع أن قتل النفس جريمة في الأصل ولكنها صارت توبة بصريح أمر الله وليس بإشارة وما إلى ذلك
قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) 54 البقرة
وأنت كتبت :
وتقديم الذبائح يفيد الاعتراف بالخطايا وباستحقاق الموت.
نعم هذا صحيح .....
وهذه هي الحكمة من الذبائح أو الحدود ( امتثال الأمر ) فحين تسارع لامتثال الأمر فأنت تعلن التوبة وترجو من الله قبولها فالتوبة هي أساس المغفرة ولكنها يجب أن تكون على مراد الله تعالى فحين يأمر بالاستغفار نستغفر وحين يأمر بالذبح نذبح وحين يأمر بالقصاص نقتص وهكذا ....
وللأسف حتى الآن لم أجد تبريرا مقنعا لقضية الصلب والفداء ....
وبالعكس فإن التوبة إعلان للعبودية والمحبة التي خلقنا لأجلها فبها نستحق الثواب وبدونها نستحق العقاب وهذه هي فلسفة الإسلام وببساطة
أسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|