رابعاً : هذا الاستهزاء لا يخدم مصالح الدنمارك ولا مصالح أوروبا :
إن العقلاء في البلاد الغربية النصرانية ينبغي أن يدركوا كم في تلك الكلمات والاستفزاز من الأخطار الكبيرة على رعاياهم ومصالحهم في أقطار الأرض ، بل وفي بلدانهم ، وأنها قد تؤدي لمزيد التوتر ، بما يتعين معه الكف عن هذا الغيِّ والبهتان .
فقد تأخذ الحميةُ بعض المتحمسين للثأر ممن وقع في رسول رب العالمين ، ومئات الملايين يفرحون أن يموتوا دفاعاً عن نبيهم وعن مكانته الشريفة أن تمتهن . ولكن من ضمن هؤلاء من لا يَقْدِر أن يصفِّي حسابه مع من استهزأ وقال الإفك والبهتان لبُعده عنه ؛ فيعمد إلى من يراهم يدينون بالنصرانية حوله فينتقم منهم ومن ممتلكاتهم لقربه منهم ، مع أن هذا العمل الأخير لا يجوز ، وقد حرمه ومنع منه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فقال : " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة " رواه البخاري .
والمراد بالمعاهد : من له عهد مع المسلمين ، سواء كان بعقد جزية أو هُدنة من سلطان ، أو أمانٍ من مسلم ، ويدخل في ذلك ما له صلةٌ بالأعراف الديبلوماسية التي التزمت بها الدول وتعارفت عليها .
وأعمال التحريض والاستفزاز تلك ستؤدي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح ومزيد الاضطراب والتوتر .
ونذكر في هذا المقام بالقرار الذي تبنته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ، ( بتاريخ 3/3/1426 هـ - الموافق12/4/2005 م ) الداعي إلى محاربة تشويه الأديان ، لاسيما الإسلام ، الذي زادت وتيرة تشويهه في الأعوام الأخيرة .
إلاهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
كم زلت لي في البرايا وأنت ذو عطف ومني
|