الموضوع: بذل الذات
عرض مشاركة واحدة
قديم 18/01/2006   #5
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي كيف نبلغ إلى حياة التسليم؟


أمامنا نموذج العذراء التي لم تتعلَّل وسلَّمت حياتها للاختيار الإلهي قائلة: "هوذا أنا أَمَة الرب. ليكن لي كقولك" (لو 1: 3 (إنجيل الأحد الثاني من كيهك). فالتسليم هنا كامل وعلى الفور.
ولكن ربما لا يكون هذا نهج الكثيرين، الذين يبلغون إلى حياة التسليم عَبْرَ رحلة تطول أو تقصر، في مسيرتها الروحية، وهي تكتشف عجزها وقصورها ومحدوديتها، فضلاً عن عجز العالم وأدواته وأمواله في أن يهب السلام والطمأنينة، مقابل قوة الله ومحبته وحكمته واهتمامه وصدق مواعيده وتوقه لخلاص جميع الناس (1تي 2: 4) ودعوته أن يُريح كل المتعبين والثقيلي الأحمال (مت 11: 2؛ تأخذ النفس المؤمنة في التخلِّي عن ذاتها شيئاً فشيئاً لكي تقترب أكثر من مخلِّصها، فتزداد معرفتها به، وتتعمَّق توبتها. ومع الزمن وتراكم الاختبارات تتزايد ثقتها ومحبتها لإلهها، فتتخفَّف من حذرها وتحفُّظها واعتدادها بفكرها واتكالها على إمكانياتها والحياة المحكومة بالتوازنات والأرقام والحسابات والمنطق البشري. وبنمو الشركة والإيمان والتوبة يأتي وقت تُلقي النفس بكل أثقالها وذاتها وهمومها واهتماماتها على القدير. ومنذ هذه اللحظة لا تعود ترتد إلى ذاتها إلا بتجربة العدو.
فتسليم الذات هو خاتمة المطاف في العلاقة الحميمة بين النفس وإلهها، حيث تذوب النفس في الله ولا يعود لها شيء تملكه. على أن الله قد يسمح بالتعثُّر والانكفاء والضعف لكي يُجرِّد النفس تماماً من تحفُّظها أو بقايا اتكال على إمكانياتها، ولكي يكمل اتضاعها فتُلقي بالعبء كله على الله. وقد تظل الهموم والمشاغل اليومية لبعض الوقت عائقاً عن تواصُل العلاقة مع الله، إلى أن تفتقدنا النعمة ونرى في كل اهتماماتنا تتميماً للمشيئة الإلهية، وتتحوَّل لحساب الله ومجده.
ومع هذا فنحن لا نقدر وحدنا أن نُسلِّم حياتنا لله. إنها مغامرة عسيرة لا يجرؤ عليها الإنسان بإمكانياته وشكوكه وحرصه وحذره وتحفُّظاته. وملايين الناس تمرُّ بهم مفاجآت الحياة القاسية وتجاربها المُرَّة دون أن تؤدِّي بهم إلى تسليم حياتهم لله، وإنما لقبول واقعي بما يجري، ومواصلة الحياة من جديد (أحياناً في شجاعة جديرة بالتقدير)، أو للتذمُّر وعدم الرضا (كسلوك بني إسرائيل في البرية)، أو لرفض حكمة الله أو عدم اكتشافها، أو الشكّ في وجود إله عادل في هذا الكون. وأسباب ردود الأفعال هذه ليست خافية وتتنوَّع بين الجهل والكبرياء ومحبة الذات والاعتداد بالفكر، والرؤية الجسدية وعدم الإيمان، وحياة الخطية، والحسابات المادية، والاتكال على ذراع البشر، وغيرها. وإذا استمر هؤلاء في رفضهم لله وحجب نفوسهم عنه، فإنهم يفقدون النور ويتخبطون في الظلام، كما يفتقدون السلام، ويتملَّكهم الهمّ والخوف والقلق مهما تظاهروا بغير ذلك. وبتغرُّبهم الإرادي عن الله واتكالهم على ذواتهم، يخضعون للعنة (إر 17: 5)، ونهايتهم المأساوية هي الموت الأبدي.

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02955 seconds with 10 queries