الموضوع: بذل الذات
عرض مشاركة واحدة
قديم 18/01/2006   #2
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


يُقصد ببذل الذات (أو إيهاب النفس لله) أن يُسلِّم المؤمن لله، بكل وعيه وإرادته، حياته كلها: أي الجسد والنفس، بكل طاعة وثقة، ودون خوف أو شك؛ كي يقودها الله ويوجِّهها حسب مشيئته الصالحة المرضية الكاملة (رو 12: 2)، أو حسب تعبير معلِّمنا بطرس الرسول: "يستودع نفسه كما لخالقٍ أمين في عمل الخير" (1بط 4: 19). فتنسحب المشيئة خاضعة وتتوارى الذات، ويحتل الله الكيان، وتصير النفس عرشاً للرب، وشعارها الطِّلْبَة التي علَّمنا إيـَّاها الرب: "لتكن مشيئتك" (مت 6: 10، لو 11: 2). وتسليم الحياة بهذا المعنى لا يمكن أن يكون أمراً عارضاً يأتي ويذهب، وإنما هو موقف ثابت حملت النفس إليه - في نهاية المطاف - اختبارات الحياة، وينعكس على الحياة اليومية ومواقفها، ويُمتحن في التجارب والشدائد والآلام والأمراض واقتراب الموت.
وفي حياتنا اليومية توجد أمثلة لتسليم الحياة لآخر. فالطفل الصغير وهو يمسك بيد أبيه (أو أُمه) الذي يَعْبُر به الطريق، يستسلم له تماماً مطمئناً غير خائف، فقد وضع ثقته في أبيه الذي لا يشكُّ في محبته ورعايته وقدرته. فإذا كان الوالدان لا يمكن أن يدعا ابنهما للخطر، فالله بالأَوْلَى. وها هي كلمات الكتاب المقدس تعبِّر عن عِظَم محبة الله للنفس بما لا يُقاس:
"هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء يَنْسَيْنَ، وأنا لا أنساكِ. هوذا على كفَّيَّ نقشتُكِ"
(إش 49: 15و16). فإذا كانت محبة الله بهذا المقدار، فالمطلوب أن نُسلِّم له حياتنا كأننا أطفال.
ولكن حياة التسليم، مع هذا، ليست رخصة للتوقُّف عن ممارسة السهر والعبادة وطلب المعونة، أو الكفّ عن التفكير، أو التخلِّي عن العمل أو أداء الواجب أو بذل الجهد بكل أمانة، كأنما هي دعوة للتواكل والكسل والتهرُّب من الجهاد وممارسة الحياة، أو اتجاه يدفع إليه اليأس والضعف وقلة الحيلة؛ لكن المؤمن المتكل على الله يؤدي ما عليه طائعاً: يُلقي الشِّبَاك (لو 5: 4)، ويذهب إلى سلوام (يو 9: 7)، ويرفع الحجر (يو 11: 41) (وهو ما أوجب الرب أن يفعله المؤمنون الذين صنع معهم معجزاته)، ويُقدِّم ما لديه من إمكانيات ومواهب (ولو كانت فلسين - لو 21: 2)، أو خمس خبزات وسمكتين (مت 14: 17، مر 6: 38، لو 9: 13، يو 6: 9)، أو قليل من الدقيق والزيت (1مل 17: 12)، ويسأل الله أن يستخدمها لمجد اسمه، يفتح الأبواب أو يغلقها (رؤ 3: 7).

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03047 seconds with 10 queries