اهلا بك:
أما عن تفسيرك أنه روح الله، فهذا منتفي لعدة أمور:
1ـ أن المسيح عليه السلام ذكر أنه "فارقليط آخر" وهذا يدل على أنه ثاني لأول كان قبله، وعيسى عليه السلام كان بشراً اي الذي يأتي بعده نظيره وهو بشر.
2ـ أن المسيح عليه السلام قال: "لأنه ليس ينطق من عنده، بل يتكلم بما يسمع" وقال: "لا يتكلم من قبل نفسه، إنما هو كما يقال له"،فالله سبحانه وتعالى يأمر من تلقاء نفسه ولا يحتاج إلى أن يسمع من غيره فهو غني عن العالمين ـ سبحانه ـ.
3ـ أن المسيح عليه السلام قال: "وإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة" وهذا أيضاً يدل دلالة واضحة وصريحة على أنها ليست روح الله، وأنها لم تنزل على الحواريين بصفة خاصة والمسيحيين عموما، لأمرين:
1ـ أن الحواريين كانوا مؤمنين بالمسيح عليه السلام، فياليت شعري هل يوبخهم على أنهم مؤمنين به؟!!
2ـ ان المسيح عليه السلام عبر بقول:"العالم" وهذا يفيد جميع البشر.
4ـ وأما قولك: "ولا يكون دخوله إلى قلب كل من يؤمن بالمسيح أمراً منظوراً"، فهذا امر منتفي لعدة أمور:
1ـ أن الله سبحانه فوق السماء، كما جاء في متى: "ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السموات(10)".
2ـ أن هذا القول أي: دخول روح الله سبحانه في قلوب المؤمنين بالمسيح، يستوجب أحد أمرين لا ثالث لهما وكلاهما باطل وممتنع:
1ـ إما أن يكون الله سبحانه وتعالى متعدد، بتعدد المسيحيين، وهذا محال.
2ـ وإما أن يكون متجزئ، بحيث يكون جزء منه هنا.. وهناك..، هذا محال.
2ـ أن يستوجب هذا القول، بأن يصبح جميع المسيحيين ألهه!! لأنه كما حل في جسد المسيح ـ كما تقولون ـ أصبح إلهاً!! فتصبحون أنتم أيضاً ألهه!! لأن روح الله حلت فيكم!! وهذا محال وممتنع.
|