بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وجميع المرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا مباركا طيبا كما ينبغي لجلال قدرك وعظيم سلطانك
لك الحمد على كل حال حتى ترضى
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
اللهم تقبل كل من جاءك ملبيا قد تجرد من كل متاع الدنيا ليلبي نداءك وجعل نداءه مدويا في أرجاء مكة وما حولها ( لبيك اللهم لبيك لبيك , لبيك لا شريك لك لبيك , إن الحمد والنعمة لك والملك , لا شريك لك لبيك )
لبى نداءك كما لبى خليلك إبراهيم عليه السلام أمرك بذبح ولده وسار على خطا من رضيت عنهم لترضى عنه يا أكرم الأكرمين
اللهم فمن قبضته منهم فاجعله في كنفك وحفظك وأمانك فقد جاءك طاهرا مطهرا قد عاد كيوم ولدته أمه – كما نعلم ولا نزكي على الله أحدا – فهنيئا لهم هذا اللقاء
اللهم إن حبستنا أجسادنا عن الحج فلا تحجب أرواحنا واجعلنا من المأجورين واجعلنا ممن قال فيهم حبيبك محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام : ( هناك قوم ما قطعنا واديا إلا كانوا معنا حبسهم العذر )
اللهم اجعل لنا نصيبا في حجهم وعمرتهم وطوافهم وسعيهم ودعائهم يا الله يا الله يا أرحم الراحمين
اللهم آمين .... آمين ..... والحمد لله رب العالمين
سبحان الله ....
يقول الله تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) 2 / الملك
ويقول أيضا : (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ) 20/ الفرقان
المشكلة في فهمنا لواقع هذه الحياة وكيف أنها ابتلاء وفتنة سواء كانت في السراء أم في الضراء
عندما يتجلى الله علينا بالمنعم والحافظ والواهب والمعطي و.....و....... يكون هذا التجلي ابتلاء وامتحانا في السراء لير أنشكر أم نكفر وهو أعلم بما يصلح شأننا كله
وعندما يتجلى الله بالمانع والضار والقابض و .......و ........ أيضا يكون هذا التجلي ابتلاء وامتحانا ولكن بالضراء ليجد حالنا أنصبر أم نكفر وهو أيضا عالم بما سيؤول إليه حالنا ولكن ليقيم علينا الحجة جل وعلا
وأيضا من نعم الله في البلاء على الإنسان أن يجعله يعيد حساباته وأن يستفيق من رقاده كالنائم وسط الحريق فتهريق عليه الماء ليصحو فعليه أول ما يصحو أن يبحث عن أسباب النجاة
الأخت السورية المشتاقة قالت كلمة رائعة في هذا المعنى جزاها الله كل خير :
هل تعاليم الاسلام الها يد بموتهم ؟؟؟
الرسول علم المسلمين كل صغيرة وكبيرة ....علمهم انه لما يحجو يكونوا رفقاء ببعض
وما يتتدافعوا ..
لكن سبحان الله قدرهم ولاقوه ...رحمهم الله
أختي الغالية الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه علم المسلمين أن يكونوا رفقاء ببعضهم وبغيرهم وفي كل الأحوال إلا من رفض الرفق وأبى إلا السيف قال عليه الصلاة والسلام : ( الخلق عيال الله وأقربهم إلى الله أرحمهم بعياله ) وقال أيضا : ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ) فالذي لم يتمثل الرفق في كل مجالات حياته كيف سيتمثل بها في الحج حيث التعب والمشقة
الحج درس عملي وشاهد عيان لما عليه حال المسلمين فالذي تعود اللطف والرفق مع أهله ومع زوجه ومع أولاده وأصدقائه ومخالفيه في المذهب ومخالفيه في العقيدة بل حتى مع الحيوانات والجمادات بالتأكيد سيكون أكثر رفقا ولطفا وهو يؤدي شعائر الله في الحج والفيوضات الربانية تغمره غمرا ولكن للأسف عندما تنعدم قيم الإسلام ومبادئه في الواقع العملي ولا يبقى منها إلا الظاهر بالتأكيد ستكون أكثر انعداما في حال السفر والترحال وسيكون أبعد ما يكون عن مغزى الحج وفيوضاته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نسأل الله أن يكون ذلك دافعا للمسلمين ليعودوا ويلتزموا بتعاليم دينهم الحنيف الذي ارتضاه لهم
ولو كان أصحاب الحق دائما ظاهرين على الناس بالأفضلية لما كان هناك معنى للابتلاء والمطالبة بالإيمان بالغيب فيصبح الأمر ظاهرا للعيان ولا يحتاج لتمييز بين الحق والباطل فهو ظاهر بين ولكن الله عز وجل يحدث مثل هذه الأشياء ابتلاء وامتحانا فالصادق والموقن يعلم أنه ابتلاء من الله فيصبر ويحتسب والمتشكك تدعوه هذه الابتلاءات لزيادة شكوكه ووساوسه ولو أنه التجأ إلى الله وطلب منه وحده أن يدله على الصواب والرشاد لأذاقه الله جل وعلا برد اليقين ذوقا ولله الحمد
ويكفي المؤمن نعمة أن يشعر حلاوة الأنس مع الله فوالله لو لم يخلقنا الله إلا لنشعر بهذه اللذة لكفت ولعجزنا عن الشكر عن هذه النعمة وحدها
وأحب أن أشكر الأخ أبو النسيم الذي قيضه الله للدفاع عن هذا الموضوع من غير مصلحة
سبحان الله ما الذي دعاه ليقول ما قال في هذا الموضوع وهناك المئات من مثل هذه المواضيع بل وأقبح
بل والله إني لأشعر بأن فطرة الإنسان لتدعوه للإيمان بإله مهما ادعى عدم مصداقية ذلك وتعالى وتكبر ولكنك تجد ذلك في سقطات كلامه
أخي الكريم ألا ترى معي أنك كثيرا ما تحتاج لأن تحمد أو تشكر أو تلتجئ إلى جهة لا تدري ما كنهها ولكنك تشعر بأنك محتاج لأن تطلب الرحمة ممن يستطيع منحها للجميع وبدون حدود
نحن نسمي ذلك الشيء ( الله ) فإن استقر في وجدانك حقيقة وجود هذا الشيء فعليك بالبحث والتنقيب عما وراءه لأنك لم توجد عبثا ولو فرضنا أن وجودنا ضرب من العبث والصدفة فهذا ينافي الدقة في الخلق التي نراها حقيقة ماثلة أمام عيوننا في كل المخلوقات وإن وجد بعض ما نراه من ظلم بل وظهور للظلم على الحق ففي باطنه الكثير من الحكمة لو دققنا النظر فيها لتجلت لنا حكم لا تعد ولا تحصى ولكن لقصور عقولنا عن إدراك الحقائق بحذافيرها نظن بأن الناس من حولنا يتخبطون بعشوائية فهذا غني وهذا فقير وهذا طويل وهذا قصير وهذا جميل وهذا قبيح بل نرى أحيانا بعيوننا القاصرة من يملك كل شيء وفي رأينا هو لا يستحق هذه النعم وهي في الحقيقة بالنسبة له نقم ولكن قصور فهمنا يجعلنا ننظر للأشياء بمنظار أسود لا يري إلا لونا واحدا ولو سلمنا الأمر لمدبر الأمر لوجدنا أن الوجود يسير بدقة متناهية وحكم عجيبة وإن أدركنا فلا نستطيع أن ندرك إلا القليل القليل منها
ولكن أخي هل تعلم ماذا ينتظرك بعد الموت ؟؟؟؟
بل هل وصلت لنتيجة حتمية تجعلك تنتظر النهاية بكل طمانينة ؟؟؟؟
بالتأكيد لا تستطيع أن تجزم بشيء فهذا كله من الأمور الغيبية التي خفيت حقيقتها على العباد ولم يعلموا منها إلا ما وصلهم عن طريق رسل الله الذين وُصفوا بكل الصفات الحسنة وأولها الصدق فالذي يصدق مع الناس ويتخذ الصدق مسلكا أغلب حياته كيف تسول له نفسه أن يكذب على ربه
إذن أستطيع أن أقول لك إن كان ما أقوله صحيحا من وجود إله حكيم عادل خالق خلقنا لامتحان نؤديه وسيأتي يوم ليجازينا عليه فنكون بذلك قد فزنا ونجونا ولكن لن ينفعك الندم حينها لأن الفرصة تكون قد ذهبت ولم يبق أمامك إلا أن تلقى جزاءك الحتمي
وإن كان ما تقول صحيحا بأنه لا بعث ولا حساب فلن نخسر شيئا حيث أننا سعدنا بإيماننا في حياتنا الدنيا ولم يكن الإيمان في حال من الأحوال سببا لشقائنا بل كنا أبعد الناس عن التوتر والقلق وكل ما يخالف الفطرة السليمة ولله الحمد
نسأل الله أن يهدينا وإياكم سبيل الرشاد
وأن يدلنا إلى أقرب الطرق الموصلة إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه
اللهم أرنا الحق حقا وحببنا فيه وأرنا الباطل باطلا وكرهنا فيه
والحمد لله رب العالمين
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|