قال ابن قتيبة :
فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم - بمحلها عنده، و ما أحب من ائتلافهما، ونفي الوحشة عنهما - أن يزيل عن أبي حذيفة هذه الكراهة، و يطيب نفسه بدخوله فقال لها “أرضعيه”.
و لم يرد: ضعي ثديك في فيه، كما يفعل بالأطفال.
و لكن أراد: احلبي له من لبنك شيئا، ثم ادفعيه إليه ليشربه.
ليس يجوز غير هذا، لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها، إلى أن يقع الرضاع،فكيف يبيح له ما لا يحل له و ما لا يؤمن معه من الشهوة؟
( تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص308-309)
فما رأي أدعياء العلم النصارى ؟!
أليس يقول تعالى ” قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْوَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَايَصْنَعُونَ ” (النور : 30) ؟ فكيف يسمح النبي حتى يُرتكب مثل هذا الفعل الشائنالمحرم ؟؟
النبي هو الذي قال: أرضعيه تحرمي عليه . النص لم يصرح بأن الإرضاع كان بملامسةالثدي.
سياق الحديث متعلق بالحرج من الدخول على بيت أبي حذيفة فكيف يرضى بالرضاعالمباشر بزعم سفهاء النصارى ؟
وإذا كان أبو حذيفة يتغير وجهه من مجرد دخول سالم إلى بيته : فما ظنكم بحاله وقدكشفت امرأته ثديها لسالم ليرضع منه ؟!!!
أو نسي - أو جهل - هؤلاء أن النبي - صلى اله عليه و سلم - حرم المصافحة ؟ فكيفيجيز لمس الثدي بينما يحرم لمس اليد لليد ؟!
و آخر درس نعلمه للمسيحيين أن الحجة لا تقوم على الخصم بما فهمه خصمه وانما تقومبنص صريح يكون هو الحجة.
و السلام .
————————————————
المصادر …
رضاع الكبير للشيخ عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
أحكام الرضاع في الإسلام د/ سعد الدين بن محمد الكبي
تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري
شرح الزرقاني على الموطأ CD
والرجاء تسكير الموضوع لأن الردود واضحة على القليل بالنسبة لنا نحن المسلمين