الموضوع: إنجيل برنابا (9)
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/05/2004   #1
شب و شيخ الشباب Fares
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Fares
Fares is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
1,346

إرسال خطاب MSN إلى Fares
افتراضي إنجيل برنابا (9)


رابعاً- المحرّف يتهم الكتب المنزلة كلها بالتحريف، ناقضاً الإنجيل والقرآن:

إن إنجيل برنابا المنحول يزوّر على الكتاب المقدس كله. ويشعر بردة الفعل السريعة. فينسب التحريف والتصحيف إلى الكتب المقدسة كلها:"أجاب يسع متأوهاً: أجل
هذا هو المكتوب؟ ولكن موسى لم يكتبه،ولا يشوع،بل أحبارنا الذين لا يخافون الله" (44: 1-4).

وينسب التحريف، لا بل التدنيس إلى إنجيل المسيح :" ولكن احذروا أن تغشوا: لأنه سيأتي بعدي أنبياء كذبة كثيرون يأخذون كلامي وينجسون إنجيلي" (72: 11).
وفي نظره لقد فسدت كل نبوة قبل إنجيله المنحول: ولكن ما بالي أتكلم عن كتاب موسى وكتاب داود؟ لقد فسدت كل نبوة" (189: 9-11).
فالمحرف الأكبر يتهم الكتب المنزلة كلها بالتحريف! والمزوّر الأكبر يتهم التوراة والإنجيل بالتزوير! يا له من أفاك أثيم.
جاء في صحيح البخاري: "يحرفون الكلام عن مواضعه أي يزيلونه. وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله؛ ولكنهم يحرفونه أي يؤولونه على غير تأويله". وقال الرازي: "التحريف يحتمل التأويل الباطل، ويحتمل تغيير اللفظ. وقد بينّا فيما تقدم أن الأول أولى، لأن الكتاب المنقول بالتواتر لا يتأتى فيه تغيير اللفظ"! وعن التحريف اللفظي يضيف: "عند المتكلمين هذا ممتنع لأنهما (التوراة والإنجيل) كانا كتابين بلغا في الشهرة والتواتر إلى حيث يتعذر ذلك فيهما".
فالقرآن لا يقول على الإطلاق بتحريف الإنجيل. وها إنجيل برنابا المنحول يقول بتحريفه جملة وتفصيلاً، ويزوّر عليه إنجيلاً من عنده. فالمحرف الأكبر يتهم بالتحريف ناقضاً الإنجيل والقرآن. يا قوم ألا قليلاً من الحرمة لكتب الله المتواترة منذ آلاف السنين والتي عاشت منها الملايين!



خامساً- وجهة نظر علماء المسلمين بإنجيل برنابا


- الأستاذ عباس محمود العقاد :
كتب (جريدة الأخبار بتاريخ 26/10/1959) قائلا:
1. إن الكثير من عبارات الإنجيل المذكور كتبت بصيغة لم تكن معروفة قبل شيوع اللغة العربية في الأندلس ما جاورها.
2. وإن وصف الجحيم في إنجيل برنابا يستند إلى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود في عصر المسيح.
3. إن بعض العبارات الواردة به كانت قد تسربت إلى القارة الأوربية نقلا عن مصادر عربية.
4. ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم "محمد رسول الله".
5. تتكرر في هذا الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن، مثل القول عن محمد أنه المسيا أو المسيح.


- الأستاذ خليل سعادة :
الذي ترجم إنجيل برنابا إلى اللغة العربية سنة 1908م، كتب في المقدمة التي وضعها لهذا الكتاب المزور قائلا:
[إن الثُّقاة مجمعون على أن إنجيل برنابا كتب في العصور الوسطى]


- جميع المؤرخين المسلمين :
ويشهد علماء المسلمين أيضا أن إنجيل برنابا هذا لم يكن موجودا حتى القرن الرابع عشر الميلادي، يتضح ذلك مما يلي:
أن جميع المؤرخين المسلمين حتى آخر القرن الرابع عشر الميلادي سجلوا أن إنجيل المسيحيين هو الإنجيل المكتوب بواسطة متى ومرقس ولوقا ويوحنا (مروج الذهب لأبي الحسن المسعودي الجزء 1 ص161) وكتاب (البداية والنهاية للإمام عماد الدين الجزء الثاني ص100) وكتاب (القول الإبريزي للعلامة أحمد المقريزي ص1وكتاب (التاريخ الكامل لأبن الأثير الجزء الأول ص 12.

وفي نهاية هذه الجلسة من المحاكمة، والتي جلبت فيها كلاً من القرآن والمسلمين للشهادة، يتضح لنا مما لا مجال للشك فيه أن إنجيل برنابا لم يستطع أن يهدم المسيحية ولا هو كان بقادر على خدمة الإسلام. فالقرآن والإسلام يرفضان هذا الإنجيل المزور جملة وتفصيلا.
 
 
Page generated in 0.03112 seconds with 10 queries