عرض مشاركة واحدة
قديم 19/01/2005   #1
صبيّة و ست الصبايا Espaniol
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Espaniol
Espaniol is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
FROM HEART OF FLAMINGO
مشاركات:
1,166

افتراضي علاقات التعاون بين المسيحيين والمسلمين في الحاضر والمستقبل


علاقات التعاون بين المسيحيين والمسلمين في الحاضر والمستقبل

* المطران كيرلس سليم
إن التعاون بين المسيحيين والمسلمين نراه ضرورياً على الصعيد العالمي وعلى صعيد المشرق العربي.
أ ـ على الصعيد العالمي:
إن المشكلات التي يعاني منها البشر اليوم أصبحت متشابهة في مختلف بلدان العالم، وتتطلب لحلها جهوداً متضافرة من قبل المسيحيين والمسلمين. نقرأ في ((توجيهات في سبيل الحوار بين المسيحيين والمسلمين)) أصدرتها أمانة السر الكاثوليكية في رومة للعلاقات بغير المسيحيين: ((يختبر الناس اليوم تحولاً اجتماعياً وثقافياً حقيقياً تنعكس نتائجه حتى على الحياة الدينية)). وكيف لا يأخذهم الدوار حيال التناقضات الرهيبة التي يثيرونها ويعانونها في آن واحد. فالغنى والفقر، والترف والعوز، والقوة والضعف، والجرأة والاستسلام، والحرية والاستعباد، والعلم والجهل، والتقنية المتقدمة والعجز المتخلف، والصحة والمرض، والحياة والموت، تلك هي أبرز وجوه الاختلال في التوازن، التي تفعل في العالم الحديث فعلها، وتفسد كل العلاقات بين الأمم والجماعات والأشخاص. أوَليس من واجب المؤمنين، سواء مسلمين كانوا أم مسيحيين، أن يأتوا مع جميع الناس ذوي النية الصادقة، مهما كان انتماؤهم الديني والايديولوجي، بجواب متوافق، وأن يعرضوا رسالة موحدة، ويقدموا عملاً منسقاً؟ فالمشاكل الأساسية التي يجب على المؤمنين أن يجدوا لها، بأعمالهم ثم بأقوالهم وشروحاتهم، الحلول التي يمليها عليهم الإيمان بالله والمحبة للناس، إنما هي ذاتها: ((ما هو الإنسان؟ ما معنى الألم والشر والموت، تلك الأمور التي ما زالت قائمة على ما حصل من تقدم عظيم؟ ماذا يستطيع الانسان أن يقدم للمجتمع؟ وماذا يستطيع أن ينتظر منه؟ وما هو المصير بعد هذه الحياة؟)).
يطلب من المسيحيين والمسلمين، لكونهم مؤمنين، أن يعملوا معاً انطلاقاً من إيمانهم بالله لإكمال خليقة الله وخدمة البشر ونمو المجتمعات وازدهارها:
1 ـ التعاون في إكمال الخليقة:
المسيحيون والمسلمون يؤمنون بأن الله هو خالق الكون بأسره. فالإنسان مدعو، في نظر المسيحيين والمسلمين، إلى إكمال عمل الخلق، فيتوافق أخيراً، على أكمل وجه، مع ما خلقه الله لأجله ومجالات التعاون في هذا الموضوع كثيرة. ((فمن شأن المؤمنين أن يبتدعوا علاقات جديدة بين الإنسان والطبيعة، تغلب فيها كلمات الاحترام والخضوع والتكيف على كلمات التلويث والعنف والاستعباد. ويتبع ذلك أيضاً علاقات جديدة بين التقنية والطبيعة، حتى تصير السمات الغالبة على الحياة الحديثة، المسماة بالتمدن والتصنيع والاستهلاك، دليلاً على سيطرة الإنسان على غرائزه، وتعهده الحكيم للطبيعة التي منها يستخرج خيراته)).
2 ـ التعاون في صيانة كرامة الإنسان:
إن كرامة الإنسان تأتي من كونه ((خلق على صورة الله))، ليس في جسده طبعاً، لأن الله لا جسد له، ولكن في روحه الخالدة التي بها يشترك في أبدية الله، وفي عقله الذي به يفكر ويشترك في نور العقل الإلهي، وفي إرادته التي بها يمارس حريته ويضطلع باختياراته ويشترك في حرية الله. إلا أن كرامة الإنسان معرضة للامتهان. فعلى المسيحيين والمسلمين أن يتعاونوا من أجل احترامها وصيانتها ومساعدة جميع الناس على وعيها والعيش بموجبها.
وكرامة الإنسان متنوعة الوجوه: فهناك أولاً كرامة الحياة التي تجب صيانتها ((بإجلال الأمومة ورفض الإجهاض، والتقدير الصحيح لما يقتضيه الجسم البشري، والاعتراف الحكيم بمعانيه السامية، بتوفير أقصى العناية للمرضى، مع الاحترام الكامل لوظائف جسمهم الحيوية، والاهتمام المستمر بإعادة تأهيل المعوقين جسماً أو عقلاً وتخفيف معاناتهم، والحب النير الذي يحوَّط به المحتضرون، والرفض الجريء لكل أنواع القتل الرحيم)). وهناك أيضاً كرامة الروح التي تقتضي أن توفر لجميع الناس الوسائل الوافية للتعلم والتربية وبلوغ الثروات الثقافية في كل أشكالها. وهناك أيضاً كرامة الضمير الذي يجب العمل على إنمائه ليصير أكثر دقة ونبلاً وسمواً ليحمل إلى سلوك أخلاقي يتأصل ضمن الحرية الواعية في مشيئة الله المحبة للإنسان وللخليقة. وهناك أيضاً كرامة الحرية التي يجب التعاون على صيانتها ((فلا يرغم إنسان على فعل ما يخالف ضميره في الشؤون الدينية، ولا يمنع من العمل ضمن الحدود الصحيحة بحسب ضميره، في السر أو في العلن، وسواء كان فردياً أو جماعياً)). ((ويعرف المؤمنون بالخبرة أن ممارسة الحرية بحكمة تفترض تنشئة وافية، وضمانات قانونية واجتماعية. فعليهم إذن أن يعملوا معاً حيثما تكون الحريات مهددة بالشطط أو بالإلغاء، فيوفروا لها التربية الضرورية والضمانات المطلوبة)).
3 ـ التعاون في العمل على تقدم المجتمع البشري وازدهاره:
من كرامة الإنسان أيضاً أن يتاح لجميع الناس الإفادة أولاً من تقدم المجتمع البشري وازدهاره، والإسهام ثانياً على قدم المساواة في هذا التقدم وفي بناء الأوطان وتطوير مؤسساتها. وعلى المسيحيين والمسلمين أن يتعاونوا ليوفر المناخ الملائم للأسرة لتنمو في الكرامة وللمرأة لتصان حقوقها. كما عليهم أيضاً التعاون ليكون النمو الاقتصادي لخدمة جميع الناس يزول الفقر والحرمان من العالم. وهذا التعاون يدعوهم إلى استنباط مذاهب اجتماعية بالتوافق تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الوطنية الواقعية والعوائد المحلية في العمل، وتعمل على توزيع الثروات توزيعاً أكثر إنصافاً، حتى يصير الاقتصاد سبيلاً إلى ((تنمية الإنسان الكاملة)).
4 ـ التعاون في المجال السياسي:
ينتج أيضاً من كرامة الإنسان المخلوق على صورة الله أن جميع الناس مدعوون إلى الإسهام على قدم المساواة في بناء الدولة ومؤسساتها السياسية. إن الكلام على ((دولة إسلامية)) أو ((دولة مسيحية)) نعتبره من مخلفات العصور الوسطى. ولذلك ندعو جميع الأصوليين، من مسلمين ومسيحيين، إلى أن يميزوا بين أصول الدين وعقائده الثابتة التي يجب التمسك بها إلى أبد الآبدين، والنظم السياسية التي هي نتيجة أوضاع تاريخية واجتماعية معينة، ولابد لها من أن تتغير وتتبدل وفقاً لتغير الأوضاع التاريخية والاجتماعية على مرّ العصور. فالدين يجب ألا يكون عنصر تجميد للإنسان بل هو عنصر دينامي يدفع الإنسان دوماً إلى استنباط أطر جديدة ونظم جديدة، وذلك استناداً إلى مبادئ الدين الثابتة التي هي مشتركة بين المسيحية والإسلام.
إن وجود المسيحيين والمسلمين في دولة واحدة، لا يمكن أن يثبت في سلام إلا إذا كان الجميع متساوين في نقطة الانطلاق. فلا يمكن أن يكون تعايش في دولة واحدة بين مسيحية تحمل في ذاتها إمكانية التطور في الأنظمة السياسية والاقتصادية، وإسلام يحمل في عقيدته نظاماً جامداً يعتبره منزلاً من الله، وفي نيته أن يفرضه على المسيحيين عاجلاً أم آجلاً. المسيحيون والمسلمون مسؤولون عن تطوير الفكر السياسي لينتقل من الرغبة في إنشاء ((دولة دينية)) إلى التعاون معاً لإنشاء ((دولة الإنسان)) المخلوق على صورة الله والمدعو إلى أن يسعى في حياته الشخصية وفي حياته الاجتماعية إلى تحقيق كمال تلك الصورة الإلهية فيه.

-------
بتمنى تكون وصلت الرسالة للجميع

jesus i trust in u

فإذا يأس الإنسان من الله ...سقط في بحر الإلحاد
و إذا يأس الإنسان من الناس ..سقط في بحر العداوة و البغضة..
و إذا يأس الإنسان من نفسه ..انتهت المعركة بالاستسلام
 
 
Page generated in 0.03704 seconds with 10 queries