وعلى رغم بعض «الخروق» التي يقوم بها بعض المعارضينأمثال رئيس «الحزب الشيوعي - المكتب السياسي» السابق رياض الترك الذي اجتمعتلفزيونياً مع المراقب العام لـ «الاخوان» صدر الدين البيانوني، تم الكشف في الأشهرالاخيرة عن الرسالة الرسمية التالية: ممنوع بتاتاً، أي علاقة بين «الاخوان» كتنظيمسياسي محظور والشارع الاسلامي والمحافظ الذي يبحث عن حاضنة سياسية، وأيضاً بين «الاخوان» وشخصيات «المعارضة» التي تكاد شعبيتها تنحصر في كوادرها الناصريةوالشيوعية والقومية الطاعنة في السن والقليلة العدد. وكانت إحدى تجليات ذلك، عمليةاعتقال الكاتب علي عبد الله لمجرد انه قرأ بياناً باسم «الاخوان» في منتدى ثقافيدمشقي، قبل إطلاقه عشية عيد الفطر المبارك الاخير.
اقبال لافت على الكتبالدينية في العاصمة السورية
«الخط الاحمر» عززته توجيهات المؤتمر العاشر لحزب «البعث» بضرورة «فضح وتعرية» تنظيم «الاخوان» الذي يتعامل مع الخارج، بحسب نصالتقرير. وعاد وأكد على ذلك الرئيس بشار الأسد في جلسة مغلقة عقدت في نهاية مؤتمرالحزب الحاكم، بحسب مصادر حضرت الاجتماع. كما ان المسودة المطروحة لقانون الاحزابالسياسية، تمنع ترخيص أي حزب على أساس ديني أو طائفي أو عرقي أو مناطقي.
لكنكل ذلك، لا ينفي زيادة اتجاه السوريين نحو التدين ولا يلغي الواقع الذي يشهد اتساعرقعة المتدينين وبدء ظهور بقع سلفية ونتوءات تكفيرية او مسلحة. وما يحصل في العراقيزيد هذا التعقيد، إذ ان نزعات طائفية وعرقية ومناطقية ودينية بدأت بالظهور علىخلفية اعادة تشكيل النظام السياسي في العراق، لا شك في انها كانت من اسبابالتعبيرات العنفية التي ظهرت في أوساط أكراد سورية واسلامييها في السنتينالاخيرتين.
لذلك، فإن معالجة ظاهرة الاسلام السياسي معقدة ومتشابكة، ويمكنان تكون وفق النموذج الذي اقترحه الرئيس بشار الاسد في محاضرة ألقاها في موسكو فيكانون الثاني (يناير) 2005، ويتضمن ست خطوات:»حل بؤر التوتر في العالم وفي مقدمهاقضية الصراع العربي - الاسرائيلي، تحسين الاداء السياسي، الحوار، مكافحة الجهلوالتنمية وتحسين الوضع الاقتصادي، العمل الامني الذي يجب ان يتوازى مع المحاورالاخرى».
على الصعيد الواقعي، هذا يعني اجراء اصلاحات اقتصادية وسياسيةعميقة وفق رؤية واضحة، تسمح بحرية التعبير وبالتعددية السياسية والحزبية، إضافة الىحل مشاكل البطالة وردم الهوة بين الطبقتين الدنيا والعليا. ولا شك في ان توقيعالحكومة اتفاقاً مع «البرنامج الانمائي للأمم المتحدة» لتدريب الشيوخ ورجال الدينعلى «محاربة التعصب» خطوة أساسية خصوصاً اذا تزامنت مع تعديل المناهج التربوية فيالمدارس والمساجد من جهة ومع تحقيق الاصلاحات المذكورة من جهة أخرى.
وعلىالصعيد النظري، لا بد من القول ان الفراغ العقائدي الذي أوجده الجمود القوميوالعلماني وعمل الإسلام السياسي على ملئه، يحتاج في سورية الى دارسة متفحصة بعمق. هذا اذا أريد للتعددية السياسية والحزبية ان تكون بحق مرآة تعكس التوجهات المتجذرةفي أعماق المجتمع السوري. والمقصود التوجه العروبي والنزوع الى الاعتدال والوسطيةفي فهم المعتقد الديني وتناوله.
ويقول مسؤول سوري لـ «الحياة» ان «التوجهالعروبي يستدعي موقفا تجديدياً للفكر القومي يستوعب متطلبات الحاضر والمستقبل. والنزوع الى الاعتدال يتعزز بتحسين الأداء العام وبالحوار الوطني المفتوح الهادفالى الوصول الى قواسم مشتركة بناءة».
عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
|