الارتقاء في الطلب
اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 8 لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. «9 أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاً يُعْطِيهِ حَجَراً؟ 10 وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ 11 فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.
«12 فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ، لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ» (متى 7: 7-12).
1- ضرورة الطلب: (آيتا 7، .
تحدَّث المسيح في الموعظة على الجبل عن الارتقاء في صلاة المخدع حيث يرانا الله ويسمعنا (متى 6: 5-، وأعطانا نموذجاً للصلاة المستجابة (متى 6: 9-13)، ووضع أمامنا شرط الاستجابة، وهو الغفران للآخرين (متى 6: 14، 15). وفي الآيات التي نتأملها هنا يشجعنا أن نصلي، فنسأل، ونطلب، ونقرع، ونقول: « يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ» (مزمور 65: 2).
في السؤال نتساءل إن كان سيعطينا شيئاً، وفي الطلب نوضح الحاجة ونطلبها، وفي القرع نعلن إلحاحنا وشديد احتياجنا لما نطلبه، وهذا يعني أننا نستمر في الطلب بغير يأس. صحيحٌ أن الله «أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.. (وهو) يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا» (متى 6: 8، 32) ولكنه يشتاق إلى سماع طلباتكم لأنها تدل على محبتكم له وثقتكم فيه وانتظاركم له. وقد عبَّر المرنم عن طرق مختلفة لارتقائه في الصلاة، من كلمات إلى صراخ إلى دعاء وهو يقول: «لِكَلِمَاتِي أَصْغِ يَا رَبُّ. تَأَمَّلْ صُرَاخِي. اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلَهِي، لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي. يَا رَبُّ، بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ، وَأَنْتَظِرُ» (مزمور 5: 1-3).
ونتعلم من أمر المسيح: « اِسْأَلُوا.. اطْلُبُوا.. اقْرَعُوا» أن هناك صلوات تُستجاب فوراً يقول الله عنها: «وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَعْدُ أَنَا أَسْمَعُ» (إشعياء 65: 24)؛ كما أن هناك صلوات تُسمع بعد لجاجة، فقد ضرب المسيح مَثَل الأرملة والقاضي الظالم الذي أنصفها بسبب إلحاحها، وبدأه بالقول: «يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ». ثم علَّق على المثل بالقول: «أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعاً» (لوقا 18: 1-.
سأل خليل الله إبراهيم الرب، وطلب وقرع وهو يصلي لأجل نجاة سدوم وعمورة، فقال: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ» (تكوين 18: 32)، وسأل يعقوب أب الأسباط وطلب وقرع باب الله قائلاً: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي» (تكوين 32: 26)، وصلَّت الكنيسة الأولى لما « كَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوساً فِي السِّجْنِ.. فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ» (أعمال 12: 5).
ولا يقصد المسيح أن الله سيستجيب كل طلباتنا، كما نطلبها، إن سألنا وطلبنا وقرعنا، ولكنه يعلِّمنا أن « هَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلْبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ» (1يوحنا 5: 14، 15).
انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
|