في تلك الليلة كان منزويا في غرفته مستلقيا على فراشه ناظرا من خلال نافذته إلى البعيد البعيد باتجاه القمرولا أعلم يقينا هل كان ينظر إلى القمر أم ما به أعظم من أن يراه.
لم يستطع أن ينام تلك الليلة لم يحاول حتى أن ينام كان كالجماد في فراشه ولكن بين فترة وأخرى تراه تارة تخرج منه آهه مخترقة حاجز الصمت الموجود في تلك الليلة التي إن دلت على شيء فعلى عظيم الأمرالذي هو به وتارة أخرى ترى عيناه تدمعان
غدا يوم السفر..يوم الرحيل....غدا يوم الفراق إلى بلاد الغربة إلى بلاد لا يعرف بها أحد..غدا ستغرورق عيناه بالدمع..غدا سيودع الأب والأم..الأخوة والأصدقاء..البحر والقمر.. الحدائق وصوت العصافير..نسمات بلاده العليلة.. غدا سيودع كل ذكرى موجودة في بلاده..كان يتسائل ترى هل من لقاء أخر..هل من عوده إلى بلاده هل سيعود يوم إلى البحر الذي لطالما كان كاتما لأسراره إلى شرفة منزله إلى ليالي بلادة أم كتب الزمان عليه ألا عوده