عرض مشاركة واحدة
قديم 03/01/2006   #5
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


هل الرجل السوري بحاجة لدورات لتحسين أسلوبه في التعامل مع المرأة..!




- آيار 31, 2005 - 16:23
بقلم: شمس الدين العجلاني


** مقدمة لابد منها:

سورية كما (هو معروف) هي التي اخترعت أول أبجدية في العالم – وهي مهد الحضارات, بها تفاعلت وتمازجت, ومنها انطلقت إلى كل بقاع الأرض وشواطئها. وكان للمرأة دور بارز في كل ذلك, ففيها عُبدت الآلهة الأنثوية, وفيها كانت المرأة أماً للآلهة أو إلهة أو حاكمة أو ملكة. وشارل فيرولو، وهو من أهم علماء الآثار في العالم، يقول في عظمة وعراقة سورية: (لكل إنسان في العالم وطنان: الوطن الذي ينتمي إلية, وسورية).

لذلك كانت سورية السباقة في مجال حقوق المرأة! واستطاعت المرأة السورية الحصول على حقوقها كاملة... فمنذ مطلع السبعينات اقر الدستور السوري حقوق المرأة كاملة كما أُقر في سورية إلزامية التعليم حتى الشهادة الإعدادية للذكور والإناث, والتعليم مجاني في كل مراحله بما فيها الجامعية, ولا يوجد فرع أو وظيفة تُمنع عن المرأة, فهي طبيبة ومحامية ومديرة وسفيرة وقائدة طائرة, تتطوع منذ مطلع السبعينات في الجيش والشرطة, وهي قاضي ووزيرة منذ أكثر من ثلاثين عاما, ونائب في البرلمان, وزعيمة أحزاب سياسية فهي زعيمة أهم فصيل شيوعي في المنطقة العربية. ويحق لها خلع زوجها, وتوريث راتبها التقاعدي, ومن حقها الحصول على جواز سفر, والسفر, دون الحاجة إلى موافقة أحد, تمارس الرياضة بكل أنواعها في المدارس والأندية, وتتقاضى تعويضا عائليا عن أولادها, وتمُنح إجازة أمومة مأجورة طويلة, وساعة رضاعة يومية, كما أن عيد الأم عطلة رسمية في سورية.

وعلى الصعيد البرلماني شهدت سورية أول صيغة برلمانية في الوطن العربي عام 1919, ولكن المرأة السورية لم تنل حق التصويت إلا في عام 1947, وحق الترشيح في عام1950. ولم تدخل المرأة السورية إلى المجالس النيابية إلا زمن الوحدة مع مصر عام 1960 من خلال مجلس الأمة. وكان عدد النساء في هذا المجلس (2) من اصل 200 عضوا عن الإقليم الشمالي (سورية). ثم تمثلت في المجلس الوطني للثورة عام 1965 (هذا المجلس تعيين) ب 8 أعضاء من اصل 95 عضوا وازداد عددهن في العام التالي إلى 13 عضوا من اصل 134 عضوا.

وازدادت نسبة تمثيل المرأة السورية في مجلس الشعب دورا بعد دور ويؤكد دخول المرأة في سورية إلى البرلمان الثقة بالنفس ودعم القيادة السياسية لدفع النساء إلى موقع اتخاذ القرار. فكان الإقبال على الترشيح في الدور التشريعي السابع (1998- 2002) واضحا من قبل النساء حيث بلغ عددهن ما يزيد عن 518 امرأة. وللدور التشريعي الثامن (الحالي) بلغ عدد المرشحات (849) مرشحة. وتنامى حضور المرأة في مجلس الشعب مع كل دور تشريعي منذ عام 1971 حتى الآن حيث كان عدد أعضاء مجلس الشعب من النساء في أول دور تشريعي (دور التعيين) 4 من اصل عدد أعضاء المجلس 173 عضوا وفي الدور التشريعي الأول كان عدد النساء اللواتي وصلن إلى مقاعد المجلس خمس نساء من اصل عدد الأعضاء البالغ 186 عضوا ارتفع في الدور الثاني إلى ست نساء, من اصل 195 عضوا أما في الدور الثالث فقد بلغ عددهن 13 عضوا من اصل 195 عضوا وفي الدور التشريعي الرابع وصل عدد النساء في المجلس إلى 18 عضوا وفي الدور الخامس إلى 21 عضواً من اصل 250 بعد رفع عدد أعضاء المجلس.. أما في الدور التشريعي السابع فقد بلغ عددهن 26 عضواً أي بنسبة تصل إلى أكثر من 10% إلى أن وصل الآن في الدور التشريعي الثامن إلى 30 عضوا يمثلن أعلى نسبة في التمثيل التشريعي العربي حتى بدايات عام 2..5 حيث تفوقت المراة المغربيه في هذه النسبة.

لقد كانت المرأة السورية على مر الأيام متواجدة على الساحة الأدبية والعلمية والسياسية وشوارع دمشق ومدارسها وجامعتها شاهده على نضال المرأة ومقارعتها للاستعمار, فنازك العابد, الفتاة الدمشقية الشجاعة التي تحدّت الاستبداد العثماني والانتداب الفرنسي, والملقبة بـ(جان دارك الشرق) تيمناً بالبطلة الفرنسية التي قاومت الإنكليز, حاربت في طليعة الجيش العربي السوري ضد الفرنسيين وخرجت إلى ميسلون مع وزير الحربية آنذاك الشهيد البطل يوسف العظمة. وقد منحتها حكومة الملك فيصل رتبة نقيب فخرية في الجيش العربي السوري, فكانت تتفقد الجنود بثوبها العسكري وكلها ثقة واعتداد وإيمان برسالتها, كما رافقت زينب الغزاوي, من غوطة دمشق, القوات العربية إلى ميسلون متنكرة بثياب رجل, وأقسمت قبل ذهابها إلى المعركة أن تقاوم المستعمرين بكل طاقاتها, وكان لها شرف المشاركة في المعركة مع مناضلات أُخر مثل فاطمة بنت كبكب وأم سعيد عواد.

وفي دمشق اقيم عام 1930 الاجتماع الشرقي الثاني للمرأة العربية, وفي جامعه دمشق اضرب الطلبة والطالبات احتجاجا على تخفيض 75 ألف ليرة سورية من ميزانية الجامعة السورية بدمشق وذلك يوم 9 نيسان 1929 وكانت الطالبة السورية هي التي تقود هذه المظاهرات والاحتجاجات. وفي سوريه تخرجت أول طبيبه عام 1930 وهي لوريس ماهر. وفي طهران شاركت المرأة السورية في كانون الأول عام 1932 في المؤتمر النسائي العام وترأست المؤتمر السورية نور حماده وشارك فيه السيدتان حنينه خوري وفاطمه مراد.

أردت قول كل ذلك لأؤكد على الدور الجوهري الذي قامت وتقوم به المرأة السورية وان ظهرت هنالك بعض الحالات الشاذة التي تعيق عمل المرأة فإنها في النتيجة لاتشكل سوى فقاعات مياه..؟

** صحيفة النور الشيوعية:

أردت قول كل ذلك أيضا بعد أن لفت نظري ما كتبته صحيفة النور الصادرة عن الحزب الشيوعي السوري (فصيل: يوسف فيصل) بقلم السيد محمود الوهب تحت عنوان "برلمانيون ونساء وعنف". والمقالة عبارة عن صور ومشاهد من مؤتمر الجمعية الثاني عشر بعد المئة للاتحاد البرلماني الدولي الذي عقد في مانيلا, الفلبين..... من 3 إلى 8 نيسان 2005 ولنستعرض معا ما ورد في المقال المذكور لنتبين كيف تهمش المراة السورية في المحافل الدولية يقول كاتب المقال: [طرح في المؤتمر البرلماني الدولي الذي توقف هذه المرة وبحسب برنامجه عند قضايا المرأة, إذ فتح نقاشاً عاماً في جلسته العامة حول (تأثير السياسات المحلية والدولية على وضع النساء).

ويتابع كاتب المقال: وفي هذا الإطار جرت نقاشات مستفيضة عكست واقع المرأة في العالم أجمع..0 إنّ ظلماً ما, أو عنفاً ما, ما يزال يمارس ضد المرأة والطفل معاً.. وقد يقع الظلم رغم وجود القوانين التي تضمن حقوق المرأة وتصونها, وثمة أسباب كثيرة منها الفقر والحروب وتخلّف القوانين وانعدام الديموقراطية, ومنها أيضاً ما يتعلّق بالتقاليد والعادات, أو بفعل الهجرة, إذ ينقل المهاجرون أحياناً قيماً أخرى إلى بلدان المهجر المتحضرة.. كما أشارت إلى ذلك مندوبة البرلمان الهولندي (50% من سكان أمستردام غير هولنديين) التي رأت أهمية إخضاع الرجل لدورات يتحسن معها أسلوبه في التعامل مع المرأة..! وقالت بأن تلك القيم تمارس سراً, فالقاضي الهولندي يمكنه منع الرجل الذي يمارس عنفاً ما ضد المرأة, ومع ذلك يمارس العنف, وتحدثت عن فظاعات الزواج الجبري وختان البنات..إلخ.

ورغم ذلك فحجر الزاوية يكمن في القوانين الضرورية التي يمكن الاعتماد عليها لتثبيت الحقوق المهدورة. القوانين أولاً, ثمّ السعي لتحقيقها على أرض الواقع].

وتؤكد صحيفة النور على لسان الكاتب: أن وفد مجلس الشعب السوري إلى هذا المؤتمر قدم: (عدة مداخلات في المواضيع المطروحة, ومنها موضوع المرأة. تناولت المداخلات واقع المرأة السورية والأشواط التي قطعتها والطموحات الذاهبة نحوها, كما أشارت المداخلات في مجال الحديث عن العنف الواقع على المرأة في زمن النزاعات إلى ما عانته وتعانيه النساء في العراق وفلسطين بسبب الاحتلال القائم في البلدين الشقيقين.)

والى هنا انتهى كاتب المقال من سرد مشاهداته على هذا المؤتمر البرلماني الدولي. وبطبيعة الحال يتوقع القارئ أن الوفد السوري البرلماني ضم العديد من البرلمانيات السوريات في هذا اللقاء البرلماني الدولي الذي تشارك فيه نساء العالم بما فيه العربي والأجنبي, خاصة إذا تذكرنا أن مجلس الشعب يضم في عضويته ثلاثين امرأة منهن المحاميات والقاضيات والمهندسات والأديبات والطبيبات و.. وباختصار إن البرلمانيات السوريات يجمعن بين التكنوقراط والسياسة. ولكن الإجابة تكون في نهاية المقال حين تقول الصحيفة الشيوعية على لسان كاتب المقال: (ويبقى أن أشير في نهاية هذه المشاهدات الخاطفة إلى أنّ سورية مثّلها وفد مجلس الشعب الذي رأسه (..), وكان في عضويته كل من السادة (....)). ولم يتضمن الوفد حسب صحيفة النور الشيوعية أي برلمانيه سورية..؟ وهنا يتبادر إلى ذهن القارئ أمرين لا ثالث لهما: إما أن هنالك خطأ ما، وان البرلمانيات السوريات شاركن في هذا اللقاء ولم يرغبن بذكر أسمائهن على صفحات الجرائد لأمر يتعلّق بالتقاليد والعادات! أو أن البرلمانيات السوريات عبارة عن رقم في مجلس الشعب ولا حول ولا قوة لهن! فهل هذه هي حقيقة البرلمانية السورية في مجلس الشعب..؟

وهنا لن أدافع عن مكانه البرلمانية السورية ودورها في مجلس الشعب وكيف تفوقت على الرجال في انتخابات مجلس الشعب وحصدت أضعاف أضعاف الأصوات التي حصل عليها الرجال, وسأترك لهن الدور في الدفاع عن أنفسهن.. إنما أريد الحديث عن هذا اللقاء البرلماني الدولي مؤتمر الجمعية الثاني عشر بعد المئة للاتحاد البرلماني الدولي لأوضح كيف يتم تهميش وتغيب البرلمانية السورية وكيف يحل الرجل السوري مكان المرأة السورية, وأتساءل: هل الرجل( السوري) بحاجه إلى إخضاع لدورات يتحسن معها أسلوبه في التعامل مع المرأة..! على حد قول مندوبة البرلمان الهولندي؟

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04906 seconds with 10 queries