14/01/2005
|
#18
|
عضو
-- أخ لهلوب --
نورنا ب: |
Jan 2005 |
مشاركات: |
162 |
|
والذي يؤكد أيضا أن الإصحاح 22 كان المستهدف بالتحريف, أنه عندما تكرر ذكر عبارة مماثلة وهي "سأباركه حقا وأجعله مثمرا وأكثر ذريته جداًّ", كان المشار إليه هو إسماعيل لا إسحاق:
(أَمَّا إسماعيل، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً) [تكوين 17/ 20].
وكذلك عبارة "سأجعله أمة عظيمة", في (تكوين 21/1 :
(قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً) [تكوين 18 / 21], كان المشار إليه واحدا هو "إسماعيل".
كما تؤكده أيضا عبارة: (وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ) [تكوين 21/ 13].
عبد المسيح : ولكن اليهود والمسيحيين يعتبرون إسحاق أعلى مكانة من إسماعيل.
عبد الله : هذا ما يقولون, ولكن الكتاب المقدس يخالف ذلك, ففي سفر التكوين (15/ 4):
(فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لَنْ يَكُونَ هَذَا لَكَ وَرِيثاً، بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ يَكُونُ وَرِيثَكَ) [تكوين 15/ 4].
أي أن إسماعيل أيضا يرث إبراهيم, وكذلك ما جاء أيضا في النصوص التالية:
(وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلاَ يَعُودُ يُحْصَى«) [تكوين 16/ 10].
(أَمَّا إسماعيل، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً) [تكوين17/ 20].
(وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ) [تكوين 21/ 13].
(قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً) [تكوين 21/ 18].
(إِنْ كَانَ رَجُلٌ مُتَزَوِّجاً مِنِ امْرَأَتَيْنِ، يُؤْثِرُ إِحْدَاهُمَا وَيَنْفُرُ مِنَ الأُخْرَى، فَوَلَدَتْ كِلْتَاهُمَا لَهُ أَبْنَاءً، وَكَانَ الابْنُ الْبِكْرُ مِنْ إِنْجَابِ الْمَكْرُوهَةِ . فَحِينَ يُوَزِّعُ مِيرَاثَهُ عَلَى أَبْنَائِهِ، لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ الزَّوْجَةِ الأَثِيرَةِ لِيَجْعَلَهُ بِكْرَهُ فِي الْمِيرَاثِ عَلَى بِكْرِهِ ابْنِ الزَّوْجَةِ الْمَكْرُوهَةِ. بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَرِفَ بِبَكُورِيَّةِ ابْنِ الْمَكْرُوهَةِ، وَيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يَمْلِكُهُ، لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ مَظْهَرِ قُدْرَتِهِ، وَلَهُ حَقُّ الْبَكُورِيَّةِ) [تثنية 21/ 15-17].
والإسلام لا ينكر نعمة الله على إسحق وذريته, ولكن الابن الموعود كان إسماعيل, ليخرج من ذريته فيما بعد خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام.
عبد المسيح : ولكن اليهود والمسيحيين يعتبرون إسماعيل ابنا غير شرعي?
عبد الله : هذا أيضا ما يرجفون وليس ما يقوله الكتاب المقدس. بالله عليك كيف يكون زواج أبي الأنبياء; وابنه من هذا الزواج; غير شرعي, ففي سفر التكوين (16/ 3):
(وَهَكَذَا بَعْدَ إِقَامَةِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، أَخَذَتْ سَارَايُ جَارِيَتَهَا الْمِصْرِيَّةَ هَاجَرَ وَأَعْطَتْهَا لِرَجُلِهَا أَبْرَامَ لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ) [تكوين 16/ 3].
فكيف يكون الزواج مشروعا والذرية غير ذلك, أم كان الزواج باطلاً لأنه بين كلدانيّ ومصرية; وهل مثل هذا الزواج أقل مشروعية من زواج إبراهيم بسارة, التي يقول عنها سفر التكوين (20/ 12) أنها أخته من أبيه : (وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي) [تكوين 20/ 12]. وحاشا لله أن تكون الرواية الأخيرة صحيحة.
ومن ناحية أخرى كرَّم اللهُ إسماعيل باختياره تعالي لاسمه "إسماعيل", ومعني الاسم: "الله يسمع". ولكن دعني اسألك أوَّلاً هل مرت عليك في الكتاب المقدس أي عبارة تسيء إلى إسماعيل و شرعية بنوته?
عبد المسيح : أبداً لا.
عبد الله : أمر آخر, يتعلق بأبناء إسماعيل وأبناء إسحاق, هو ما جاء بخصوص أرض الميعاد: فقبل أن يولد أي منهما أعطى الله عهده إلى إبراهيم أن يجعل لذريته أرض الميعاد من النيل إلى الفرات, وهي ذاتها بلاد العرب التي استقر فيها أبناء إسماعيل:
(فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ) [تكوين 18/15] .
عبد المسيح : هل تقصد أن الله لم يَعِدْ إسحاق وذريته بأي شيء.
عبد الله : ليس هذا ما أقصد, وإنما سيتبين لك ما أريد بعدما تقرأ سفر التكوين (8/17):
(وَأَهَبُكَ أَنْتَ وَذُرِّيَّتَكَ مِنْ بَعْدِكَ جَمِيعَ أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي نَزَلْتَ فِيهَا غَرِيباً، مُلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً) [تكوين 8/17].
هل تبينت الآن الفرق بين العبارتين, فإن إبراهيم كان "غريبا " وهو في أرض كنعان بينما لم يكن كذلك فيما بين النيل والفرات - أرض العرب - فقد كان وهو من كلدان أقرب لأن يكون عربياًّ من أن يكون يهودياًّ أوغير ذلك، وارجع إلى ما ناقشناه في بداية الحوار (الفصل الأول).
عبد المسيح : ولكن العهد من الله كان مع إسحاق كما جاء في سفر التكوين (17/ 21) :
(غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ) [تكوين 17/ 21].
عبد الله : وهل في هذه العبارة ما يجعل العهد مقتصرا على إسحق وحده دون إسماعيل ?
عبد المسيح : لا بالطبع.
عبد الله : دعني الآن أسرد لك عرضا مفصلا لما جاء في الكتاب المقدس مشيرا إلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم, ومبشرا ومؤكدا لبعثته إلى العالمين.
لا تَقُل ما لا تعلَم ، بل لا تقُل كلَّ ما تعلم
|
|
|