بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
يا أخ سامولب لا أعتقد أنني ذكرت شيئا ينصر رأيك بل آثرت السكوت عن مثل هذه المواضيع لعدم ورود نص صريح في عقيدتنا يثبت من هو الذبيح وإن كانت الأدلة ترجح أن يكون إسماعيل ولكنني آثرت ما أراده الله لنا من كتمان شخصية الذبيح لحكمة يعلمها جل وعلا ولو كان هناك فائدة من وراء معرفتنا لذلك لذكرها الله عز وجل لنا
المهم في القصة هو مغزاها واتباع سبل الأنبياء في تنفيذهم لأمر الله عز وجل بدون اعتراض أو استفهام للحكمة
وأما نصيحة الأخت بأننا بهذا الكلام لن نعود لذبح الخرفان فلم أفهم وجه الربط بين هذا وذاك
كل ما في الأمر أن ركن الحج في شريعة الإسلام يطبق كما طبق إبراهيم عليه السلام أمر الله عز وجل بذبح ولده أي بدون استفهام لحكمة وإن كان الحاج يدرك كثيرا من الحكم وهو ينفذ الأمر بل ويفتح الله عليه من المفاهيم ما يعجز غير الحاج عن فهمها ولذلك شرِّع ولو بالعمر مرة واحدة لأنه بذلك يثبت عبوديته لله عز وجل وبدون لماذا
أما قضية الذبح فهي أيضا تنفيذا لأمر الله جل وعلا ولا تمت بصلة لإسماعيل عليه السلام فلو كان الذبيح إسحاق أو إسماعيل فلن يغير ذلك من اعتقادنا شيئا ولن يؤثر ذلك على أفضلية أحدهما على الآخر فالأنبياء جميعا بالنسبة لنا أطهار أبرار
وأما ما نسب من أن سبب ترجيح إسماعيل عليه السلام هو ليكون للعرب الفخر على بني إسرائيل بأن أباهم هو الذبيح فليس في ذلك أي مفخرة فكما ذكرت هم بالنسبة لنا من الأطهار الأبرار بشهادة الله عز وجل لهم جميعا بذلك في كتابه العزيز صلوات الله عليهم وسلامه
ولا بد أن نذكر هنا أن الأفضلية في الإسلام في التقوى وليس في النسب فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وبذلك كان سلمان الفارسي رضي الله عنه ( سلمان منا آل البيت ) كما شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بتطبيقه لأمر الله عز وجل والمسارعة بما يرضي الله وأبو لهب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم ( تبت يدا أبي لهب وتب ) حيث شهد الله عز وجل له بالنار فلم ينفعه نسبه لكفره وعناده
فلم يفضل الله بني إسرائيل لأنهم من أولاد إسحاق عليه السلام وإنما اختصهم ليحملوا أمانة الرسالة ويكونوا عونا لأنبيائهم ولما تخلوا عن حمل هذه الأمانة وقتلوا رسلهم وحرفوا كتبهم غضب الله عليهم واستبدلهم بأولاد إسماعيل عليه السلام وأيضا لم تكن أفضليتهم إلا باختيار الله لهم لحمل هذه الأمانة وتوعدهم إن هم تخلوا عنها ليصيبنهم ما أصاب بني إسرائيل وأن الله قادر على استبدالهم نرجو من الله أن يعيننا على الاستعمال وأن يبعد عنا الاستبدال قال تعالى مخاطبا أمة محمد عليه الصلاة والسلام : ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) محمد 38
نسأل الله الثبات حتى الممات
اللهم آمين ......
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|