ولم أقف عند هذا الحد . . لابد أن أضرب المدير المسيحية ضربة قاضية، وأخذت انتهز الفرص لكي أنفرد بها. مكثت أراقبها . . متى تحضر إلى المدرسة ومتى تتصرف، ولاحظت أنها تأتي مبكرة، فرسمت خطتي على هذا الأساس وأحكمتها بحيث انفرد بها فور وصولها إلى المدرسة وقبل حضور الجميع. في صباح اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة مبكرة جداً، وبعد لحظات حضرت ودخلت إلى مكتبها المجاور لمكتبي، فدخلت عليها في مكتبها وعلامات الشر واضحة على وجهي. وعندما نظرت هي إلي بدى عليها الخوف والرعب، فزادني هذا شجاعة، وقلت لها في حدة: "ماذا تفعلين هنا؟ أنا لا أطيق وجودك معي في هذه المدرسة، ولا أريد أن تبقي هيا أخرجي." ولم تصدق نفسها ولم تصدق ما سمعت ونظرت إلي في ذهول وقالت: "ماذا تقولين؟ هل جننت يا ناهد؟" قلت لها: "أنا جننت!! أنت المجنونة ولن يجمعنا مكان، هيا اخرجي." لاحظت أنها تحاول الهروب من أمامي، فمددت يدي وكأني سأضربها وقلت لها: "إن مكثت هنا سوف أقتلك!" وإذ بها تجري من أمامي باكية، رفعت صوتها تطلب نجدة، فجريت إلى مكتبي وجلست وكأن شيئاً لم يحدث، وسمعتها تصرخ وتقول: "الحقوني ناهد تريد أن تضربني وتقتلني." تجمع بعض المدرسين ووجدوني جالسة في مكتبي هادئة مبتسمة ونظرت إليها مشفقة وقلت: "ما هذا الذي تقولينه؟ لن يصدقك أحد . . لماذا تتهميني بهذه الحماقة؟" لكنها خرجت مسرعة من المدرسة إلى مكتب وكيل الوزارة، وفي نفس اليوم أرسل وكيل الوزارة محقق للتحقيق معي، وكان المحقق مسلماً، وعندما أنكرت كل ما قالته عني، صدقني على الفور وخصوصاً أن هناك مجموعة كبيرة تطوعوا وشهدوا أنهم كانوا جالسين معي في مكتبي في ذلك الوقت، وشهد الجميع أن هذه السيدة تكرهني وأنها دبرت هذه القصة لتتخلص مني لتحل مكاني أخرى مسيحية، وتحولت القضية إلى تعصب ديني وكان ذلك لمصلحتي.
ولم تستطع المديرة البقاء في المدرسة أكثر من ذلك وطلبت نقلها إلى الوزارة، وبالفعل صدر قرار نقلها وخرجت من المدرسة بلا عودة. وشعرت بعد هذا الانتصار أني ازداد كبرياء وازددت قسوة على مسيحيي المدرسة، وأيضاً ازداد الجميع خوفاً مني، وأصبحت بالفعل ملكة. وسيطرت أكثر وأكثر . . لا يرد لي طلب ولا ترفض لي كلمة، ولا يتم شيء بالمدرسة – حتى وإن لم يكن من اختصاصي – إلا بموافقتي عليه. ولم يقوى أحد على أن يقف أمامي أو أن يناقشني، وإذا تصادف ووجدت طالبة تعلق صليباً على صدرها لم أكن أتورع عن أن أنزعه منها، وألقيه على الأرض.
و كمان قولو هذا تاليف
و الكل في مصر و الوطن العربي سمع بقصة تنصرها
369258147
آخر تعديل fima يوم 03/01/2006 في 01:15.
|