الموضوع: شهادات متنصرين
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/01/2006   #11
شب و شيخ الشباب fima
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ fima
fima is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
مشاركات:
86

إرسال خطاب ICQ إلى fima
افتراضي


حاولت أن أنسى كل ما حدث ولكني من آن لآخر كنت أتذكر نظرته إليّ وعيناه المملوءتان عمقاً وسلاماً . . لكني تناسيت الموضوع وعدت إلى أسلوبي مرة أخرى بل وبأكثر شدة.

وفي العام الدراسي 1986 – 1987 صدر قرار الوزير بتعيين مدير عام مسيحية في مدرستي، وكانت صدمة بالنسبة لي إذ كيف تكون لي رئيسة مسيحية؟ كيف . . لا أستطيع أن أحتمل هذا الموقف. بدأت أدبر خطة محكمة لأرغمها على ترك المدرسة، لابد أن أكثف جهودي ضدها لأدفعها أن تهرب من المدرسة. بدأت أتجاهلها كأنها غير موجودة، أخذت أشعرها أنها لا شيء بالنسبة لي، وأنها تجعل اللوائح التي احفظها أنا عن ظهر قلب، وكلما أبدت رأياً في أي موضوع أجيبها بخيبة أمل، وأخذت أتصيد لها الأخطاء وانتهز أية فرصة لأشعرها أنها ليست في موضوع احترام بالنسبة لي.

وجاءت الفرصة الذهبية لكي أوقع بها، لقد أخبرتني إحدى المدرسات المسلمات أن أحد الفصول بالفرقة الثانية علمي به عدد كبير من الطالبات المسيحيات وقد قمن بعمل مجلة حائط بها بعض الآيات من الإنجيل، وعلى الفور توجهت لهذا الفصل ونزعت المجلة من على الحائط. إنها الفرصة التي كنت انتظرها من زمن، وجلست لأكتب خطاب سري وهام إلى مدير عام إدارة شرق القاهرة متهمة فيه تلك السيدة، إنها هي المحرض للطالبات اللاتي قمن بهذا العمل الفظيع، وأنها تقصد بذلك إثارة فتنة طائفية في المدرسة، وطلبت سرعة التحقيق واتخاذ اللازم. ولم أستطع الصبر إلى الغد لأرسل هذا الخطاب السري الهام بالبريد بل أرسلته مع مندوب خاص ليسلم باليد. وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة مبكرة لأرى بنفسي ما سيحدث. أرسل مدير عام الإدارة محققة مسلمة محجبة للتحقيق في هذا الموضوع، وبدأ التحقيق مع الطالبات الأربعة اللواتي قمن بعمل المجلة كل واحدة على انفراد. رأيت الرعب الذي ملأ الطالبات، كانت كل طالبة تدخل إلى المحققة وتمكث ساعة أو أكثر وتخرج منهارة باكية، حتى انتهى التحقيق مع الطالبات. وجاء دور مدرسة الدين المسيحي وكانت هي إحدى مدرسات العلوم بالمدرسة، وتقوم أيضاً بتدريس الدين المسيحي، ومكثت مع المحققة مدة أطول، ثم شاهدتها وهي خارجة وعينيها حمراوتين كالدم من شدة البكاء. أما أمينة الفصل وهي مدرسة مسيحية كانت تقوم بتدريس مادة الرياضة . . وهي إنسانة رقيقة ومؤدبة، فقد نظرت إلي والدموع تنهمر من عينيها، وكادت أن تستعطفني وقالت "هل أنا مجنونة يا أبلة ناهد لكي أحرض الطالبات لمثل هذا العمل؟" ولم استطع الرد عليها.

وجاء دور المدير العام وسمعت صوتها وهي تصرخ قائلة "لا . . لا، يمكن إني أرفض هذا الاتهام وأرفض الإجابة وأرفض أن يحقق معي . . أنا ذاهبة إلى الوزير." وخرجت تجري من المدرسة.

لا أستطيع أن أصف حالة الرعب وجو الخوف الذي ساد على مسيحيي المدرسة. وزادني هذا الشعور كبرياء، ورحت أطيح بالكل دون أن يوقفني أحد، وأصدرت أمراً بمنع أية طالبة مسيحية أن تعلق صليباً. وزاد جفائي للمسيحيين لدرجة أني لم أكن ألبي لأحد منهم أي طلب، حتى ولو كان من حقهم، وبدأ الجميع يخافني أكثر وأكثر ويتحاشاني.

369258147
 
 
Page generated in 0.02559 seconds with 10 queries