الموضوع: شهادات متنصرين
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/01/2006   #10
شب و شيخ الشباب fima
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ fima
fima is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
مشاركات:
86

إرسال خطاب ICQ إلى fima
افتراضي


كان هذا هو مظهري من الخارج، ولا أحد يعرف ما بداخلي، إنه مختلف تماماً. كنت بداخلي إنسانة رقيقة حساسة تحب الله، نعم أحبك يا رب من كل قلبي، وأخاف منك، وأشعر أني بعيدة عنك. كنت أبحث عن الله دائماً، وأشعر أن هناك حاجز بيني وبينه، ولا أعرف كيف أعبر هذا الحاجز. كنت أصلي كثيراً واقرأ القرآن كثيراً، ولكن. كلما قرأت أكثر، كلما ازداد البعد بيني وبين الله، ورغم أني أحببته أكثر إلا أني كنت أشعر أن هناك خطأ ما. كنت أكره المسيحيين لا لشيء إلا لأنهم لا يحبون الإله الذي أحبه ولا يعبدونه بطريقتي، ولأنهم ضلوا الطريق ولذلك يجب أن أكرههم.

كنت أتفنن في إهانتهم، وإيذائهم، والإيقاع بهم، لا لأني شريرة، ولكن لأنهم لا يحبون الله الذي أحبه، والذي أعبده. وكان هناك شيء يحيرني: ما هذا السلام الذي افتقده أنا، وأبحث عنه في كل مكان؟ إني أغنى منهم جميعاً، وارتدي أفخم الثياب، ولا ينقصني شيء، ولكن هناك شيء أقوى بداخلهم. كنت أعرف الشخص المسيحي من نظرة عينيه . . نظرة عميقة. ثابتة. هادئة . . لماذا؟

كان علي أن أحاول إثارتهم لأفقدهم هذا السلام الذي يحيرني، والذي أبحث عنه دون جدوى.

وفي يوم حضر إلى مكتبي قس، وعندما دخل من الباب بملابسه السوداء، شعرت برعشة قوية . . لكني تماسكت وقلت في نفسي لقد وقع في يدي. تجاهلته تماماً، تركته يدخل ويمشي إلى أن وصل أمام مكتبي، وقف ينظر إلي، وتظاهرت وكأني اقرأ في أوراق هامة أمامي. بعد فترة ناداني بصوت هادئ: "حضرتك مدام ناهد متولي؟"

رفعت رأسي ونظرت إليه، وحينما وقعت عيني على عينيه شعرت أني خائفة منه، إنه أكثر ثباتاً وسلاماً. ولكني تماسكت وقلت له باستهزاء "نعم" مد يده نحوي وهو ممسك بأوراق تحويل وقال في هدوء "أريد أن أحول ابنتي من مدرسة بالصعيد إلى مدرستكم." رفعت أنا صوتي مقاطعة "من الصعيد إلى حلمية الزيتون مرة واحدة . . لماذا؟" قال في أدب "ظروف خارجة عن إرادتي" وأضاف بسرعة "هذا إيصال نور باسمي يثبت أن سكني في المربع السكني التابع لمدرستكم، وهذه أوراق تحويل اخوتها بالإعدادي والابتدائي وكلها موافق عليها." أخذت منه الورق أفحصه لعلي أجد أي خطأ لكي أرفض التحويل، ولكني لم أجد شيئاً، رفعت رأسي ونظرت إليه فوجدته ينظر إلي نظرة عجيبة، كلها سلام وهدوء وثبات وفي نفس الوقت رقة وأدب. حاولت أن استفزه أو أثيره فقلت له "نريد تبرع للمدرسة" قال بكل أدب "موافق،" فقلت له "أثاث لا يقل عن 100 جنيه،" قال بكل ترحاب "موافق،" ثم أضاف في هدوء "لكن أرجوك أولاً وقعي بالموافقة لأني سوف أرسل هذا الورق إلى الصعيد الآن مع شخص سوف يسافر بعد ساعة، وأنا سوف أذهب في الحال وأشتري ما تريدين." ومع أن التحويل كان من حقه وكنت أتوقع أن يثور أو يرفض أن يتبرع، أجده يستعطفني، وثرت وقلت له بكل حدة "لا ما أريده أنا أولاً" قال في هدوء "ثقي في وصدقيني." لم أحتمل نظرته لي ووجدتني أوقع بالموافقة ودعوته للجلوس. أخذت الورق وانطلقت إلى الحجرة المجاورة لحجرتي، حجرة شؤون العاملين، لكي أختم الورق بنفسي مع أني لا أتصرف هكذا أبداً، شعرت وكأنه حرك شيئاً ما بداخلي لا أعرفه ولكنه شعور عجيب. إني معجبة به وأريد أن أعتذر له، أريد أن أقول له لا أريد منك تبرعاً، أريد أن أقول له سامحني على الطريقة التي عاملتك بها، ولكني لم أستطع أن أنطق بكلمة واحدة.

وكانت الصفعة قوية عندما عاد بعد أقل من ساعة وفي يده إيصال سداد لمكتب ثمنه 120 جنيه، قال وهو سعيد "تستطيعي أن ترسلي أحد عمال المدرسة لإستلام المكتب." ولأول مرة في حياتي أشعر بالندم. شكرني وصافحني وانصرف، وهو لا يدري ما يدور بداخلي . . إني في حالة سيئة جداً ويدور برأسي سؤال واحد: ما هذا الشيء الذي بداخل هذا الرجل؟ وكيف يتصرف بهذا الأسلوب الرقيق المؤدب؟ فيه ما افتقده وأبحث عنه . . السلام.


تابع

369258147
 
 
Page generated in 0.02781 seconds with 10 queries