مرحبا مجددا شباب
يوجد عدة أسباب تدفعني أن أؤمن بالحل السلمي و خصوصا في هذه الفترة
اعتقادي بأن زمن الحروب من طرفنا قد مضى. فقضية فلسطين قضية عمرها النضالي على المستوى العربي منذ 1947 او 1948. و لأسباب معروفة لدى الجميع, و بطرق خسيسة جدا, قام العرب بخيانة بعضهم و سلمت الاراضي العربية و فلسطين ايضا على اطباق من ذهب للعدو.. و خلال عدة حروب. و ما تلك الدعايات بانتصاراتنا الا تغطية لهزائم مشينة و لا ارى اي سبب يدعونا باعلانها انتصارا. فما كان ليوجد قوة على وجه الارض تقدر على ان تنتزع فلسطين من العرب لو ان العرب حاربوا اسرائيل بكل صدق من يومها... و الفرصة سنحت لنا مرات عدة... اخرها طبعا كانت حرب لبنان عندما احتلت اسرائيل عاصمة عربية كاملة و لم يتحرك احد من العرب للدفاع عنها. لذلك أرى ببساطة ان لكل موضوع فرص ذهبية على المرء اقتناصها.. و ان فاتت عليه... فهو الخاسر... و فرصنا بالحل العسكري كانت كثيرة و مغرية جدا و كلها فشلت بسبب الخيانة العربية كسبب أولي.
لنتذكر أيضا ان الحل السلمي كان قد طرح مرات عديدة جدا.. و لو كنا قد قبلنا بالحلول السلمية المطروحة سابقا... لكانت جميع الاراضي المحتلة بعد ال67 مازالت معنا و كذلك الجولان السوري. أذكر شخصا مسؤولا في سوريا في وقت مضى... لربما في الخمسينات... طرح حل الجيش الجيش السوري ان ذاك و اعادة بناءه, و وضع بوليس دولي بيننا و بين اسرائيل... ما حصل له انه عزل عن منصبه بتهمة الخيانة و لربمى رمي في السجن.. و من بعدها طارت الضفة و غزة و الجولان و ما بعد الجولان!
عندما يشرع انسان ما بتطبق احدى الحلول... فأعتقد ان عليه تخيل المستقبل القريب و البعيد... فكيف ستتمكن بعض الفصائل المسلحة من طرد عشرات الالوف من المستوطنين من بيوتهم؟ حتى الجيش الاسرائيلي لن يستطيع!
كيف برايكم سينفع الحل العسكري بتفجير الباصات و المطاعم و لفلفة الاولاد و الشباب بالاحزمة الناسفة؟ هل سيبعد عننا الطائرات و الدبابات؟ كلا لن يفعل
ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة - للأسف اكتشفت بعد بحوثات مطولة انه ليس قانونا مبرهنا في المخابر و لا آية منزلة في الكتب... و كل الامر و ما فيه ان شعار مثله مثل باقي الشعارات و لا يوجد اي دليل على صحته... فما أخذ بالقوة قد لا يسترد ابدا.. و قد يسترد بالسلم.. و قد يسترد بالحيلة... الخ
هل تسمعون الطريقة التي يتكلم به اغلبية العرب من المسلمين... و كيف يصعد شيوخهم الى المنابر ليل نهار للصياح ضد الخنازير و الكفار و اليهود... كيف تريدون ان ياتي "السلام" من هكذا عقليات؟
و هناك من يضحك على الناس و يستشهد بقول الشيخ احمد ياسين الذي يقول:" ان اليهود ليسوا اعدائنا بل الصهاينة. و لو سرق ابن عمي ارضي لحاربته لاستردادها." فأي ضحك على الذقون هذا؟ الكل يكره اليهود و حتى المسيحيون باتوا يكرهون اليهود بسبب المناهج التعليمية التي تعلم الحقد و الحرب
و ينسى الجميع او يتناسى ان احد اعظم المخترعين و المفكرين كانوا يهودا. توماس اديسون, فرويد, اينشتاين, و الكثير غيرهم
يعني عقلية التفكير العربية يجب غسلها من اولها و تشطيفها خير تشطيفة و نقعها و نشرها على منشر الغسيل لاسبوع
مضى على حروبنا المجيدة اكثر من خمسين سنة و لم تفلح في استرداد شبرين من الارض (و من يعتقد ان حزب الله حرر جنوب لبنان فهو مخطئ- اسرائيل تخلت عن جنوب لبنان و لم تنسحب لرعبها من الكاتيوشا.. و كان هذا اكبر غلط ارتكبته اسرائيل اذ جعلت العرب يعتقدون انه بالمزيد من الحرب و التقتيل و التنتيف قد تسترد الارض)
هناك خطر أكبر في هذا العالم علينا ان نفهمه و نستوعبه... و هو يكاد يبتلع العالم ابتلاعا...لن اتكلم اكثر من ذلك الان... و انتظر تعليقاتكم و شكرا
عباس بن فرناس
ذكرى مرور عام على وفاة الأديب العالمي سيبيري ماسكوليه 1932 - 2008
|