عرض مشاركة واحدة
قديم 13/01/2005   #9
شب و شيخ الشباب سهم العرب
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ سهم العرب
سهم العرب is offline
 
نورنا ب:
Jan 2005
مشاركات:
162

افتراضي



8- إن القول بأن المسيح قد مات على الصليب طبقا لنصوص أخرى من الكتاب المقدس فيه إساءة بالغة إلى شخص المسيح ومقام نبوته, كما جاء في سفر التثنية :

(أمَّا ذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ نَطَقَ بِالْبُهْتَانِ ضِدَّ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، لِيُضِلَّكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِسُلُوكِهَا، فَتَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ ) [تثنية 13/ 5].

وكذلك: (إِنِ ارْتَكَبَ إِنْسَانٌ جَرِيمَةً عِقَابُهَا الإِعْدَامُ، وَنُفِّذَ فِيهِ الْقَضَاءُ وَعَلَّقْتُمُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ، فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلِ ادْفِنُوهُ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسُوا أَرْضَكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ مِيرَاثاً) [تثنية 21/ 22-23].

فالاعتقاد بموت المسيح مصلوبا هو إنكار لنبوته, وهو مادفع اليهود إلى نشر فرية قتلهم للمسيح مصلوبا ليشككوا في صدق نبوته, بينما يتمسك المسيحيون بدعوى الصلب لأنها في اعتقادهم ضرورة لفدائهم من الخطيئة الأولى, وهو ما يؤدي ضمنا إلى وصم المسيح بالإساءات التي ذكرتها آنفا.

وهذا الاعتقاد أيضا يتعارض مع التعاليم التي جاءت في يوشع (6/6) :

(إنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لا ذَبِيحَة) [هوشع 6/6].

بل إنها تتعارض مع تعاليم المسيح نفسه في إنجيل متى :

(اِذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَعْنَى الْقَوْلِ: إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً. فَإِنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خَاطِئِينَ!) [متى 9/ 13].

وجاء أيضا في إنجيل متى: (وَلَوْ فَهِمْتُمْ مَعْنَى الْقَوْلِ: إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى مَنْ لاَ ذَنْبَ عَلَيْهِمْ) [متى 12/ 7].

عبد المسيح : من أين إذن جاءت عقيدة الصلب والقيامة ?

عبد الله : إن أول من دعا إليها هو بولس, كما جاء في أعمال الرسل:

(وَجَرَتْ مُنَاقَشَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَعْضِ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيقُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ. وَلَمَّا وَجَدُوا أَنَّهُ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الْمَوْتِ قَالَ بَعْضُهُمْ: «مَاذَا يَعْنِي هَذَا الْمُدَّعِي الأَحْمَقُ بِكَلاَمِهِ؟» وَقَالَ آخَرُونَ: «يَبْدُو أَنَّهُ يُنَادِي بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ») [أعمال 17/ 18].

بل إن بولس (الذي لم ير المسيح البتة) قد أقر أنه هو الذي تبنى دعوى القيامة:

(اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أُقِيمَ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، كَمَا أُعْلِنُهُ فِي إِنْجِيلِي) [تيموثاوس الثانية 2/ 8].

كما أنه أيضا أول من أطلق دعوى أن المسيح ابن الله:

(وَفِي الْحَالِ بَدَأَ يُبَشِّرُ فِي الْمَجَامِعِ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ) [أعمال 9/ 20].

وهنا يتأكد من جديد أن كثيرا من مفاهيم المسيحية لم يأت بها المسيح; وإنما هي من وضع بولس وغيره.

عبد المسيح : ولكن مرقس أيضا قد ذكر في إنجيله (16/ 19) أن يسوع قد قام وصعد إلى السماء وجلس على يمين الرب:

(ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ، بَعْدَمَا كَلَّمَهُمْ، رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ) [مرقس 16/ 19].

عبد الله : لقد عرفنا من قبل أن الآيات (9-20) من مرقس 16 قد تم استبعادها من كثير من طبعات الكتاب المقدس, وأضيفت تعليقات وملاحظات تشكك في قبولها. وعلى كل حال إذا كنت ما زلت تظن أن رفع المسيح إلى جوار ربه يضفي عليه صفة الألوهية فلم لا نعد غيره من الأنبياء آلهة لنفس السبب، كما جاء في الكتاب المقدس.

عبد المسيح : أي أنبياء تعني?

عبد الله : منهم إيلِيَّا:

(وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَجَاذَبَانِ أَطْرَافَ الْحَدِيثِ، فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ تَجُرُّهَا خُيُولٌ نَارِيَّةٌ، نَقَلَتْ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ. وَرَأَى أَلِيشَعُ مَا جَرَى فَأَخَذَ يَهْتِفُ: «يَاأَبِي، يَاأَبِي، يَامَرْكَبَاتِ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا». وَغَابَ إِيلِيَّا عَنْ عَيْنَيْهِ، فَأَمْسَكَ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا قِطْعَتَيْنِ) [الملوك الثاني 2/ 11-12].

وكذلك أخنوخ :

(وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، ثُمَّ تَوَارَى مِنَ الْوُجُودِ، لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ إِلَيْهِ) [تكوين 5/ 24].

وهوالذي تكرر ذكره أيضا في هذه العبارة: (.وَبِالإِيمَانِ، انْتَقَلَ أَخْنُوخُ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ دُونَ أَنْ يَمُوتَ. وَقَدِ اخْتَفَى مِنْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ إِلَيْهِ. وَقَبْلَ حُدُوثِ ذلِكَ، شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ) [العبرانيين 11/ 5].
دعوى الخطيئة الأولى والفداء

عبد المسيح : أفهم من كلامك أن دعوى الفداء لم يبشر بها يسوع ?

عبد الله : فعلا , فإن هذه الدعوى لم تصبح من أركان العقيدة المسيحية إلا بعد ثلاثة أو أربعة قرون من رحيل المسيح, وهي تتناقض مع ما جاء في الكتاب المقدس, كما في النصوص الآتية:

(لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عِوَضاً عَنِ الأَبْنَاءِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَبْنَاءُ بَدَلاً مِنَ الآبَاءِ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ يَتَحَمَّلُ وِزْرَ نَفْسِهِ) [تثنية 24/ 16].

(بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ، وَمَنْ يَأْكُلُ حِصْرِماً تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ) [إرمياء31/30].

(أَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِيءُ فَهِيَ تَمُوتُ. لاَ يُعَاقَبُ الابْنُ بِإِثْمِ أَبِيهِ وَلاَ الأَبُ بِإِثْمِ ابْنِهِ. يُكَافَأُ الْبَارُّ بِبِرِّهِ وَيُجَازَى الشِّرِّيرُ بِشَرِّهِ) [حزقيال 18 / 20].

فها هو الكتاب المقدس يؤكد أن الخطيئة الأولى هي مسئولية آدم وحواء وحدهما, ولا تمتد لأبنائهما من بعد.

عبد المسيح : ذلك ما يبدو من العهد القديم, فماذا عن العهد الجديد?

عبد الله : اقرأ ما قرره إنجيل متى على لسان المسيح في (متى 7/ 1-2).

عبد المسيح : (لاَ تَدِينُوا لِئَلاَّ تُدَانُوا. فَإِنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ؛ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُ) [متى 7/ 1-2].

عبد الله : واقرأ أيضا ما جاء في رسالة كورنثوس الأولى ( 3 / 8 ).

عبد المسيح : (فَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي سَوَاءٌ. إِلاَّ أَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا سَيَنَالُ أُجْرَتَهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَعَبِهِ) [كورنثوس الأولى 3 / 8] .

عبد الله : إذا أردت مزيدا من الأدلة على أن كل مولود يولد بلا خطيئة فاقرأ (متى 19/ 14).

عبد المسيح : (وَلَكِنَّ يَسُوعَ قَالَ: «دَعُوا الصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ») [متى 11/ 14].

عبد الله : إذن فكل إنسان يجيء إلى الدنيا بلا خطيئة, والكل ينتمي إلى ملكوت السماوات, هذا هو الحق الذي جاء به موسى وأكده المسيح من بعده, حتى جاء بولس ليبدل شريعة موسى, كما يتضح لك من قراءة أعمال الرسل (13/ 39).

عبد المسيح : (وَأَنَّهُ بِهِ يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا عَجَزَتْ شَرِيعَةُ مُوسَى أَنْ تُبَرِّرَهُ مِنْهُ) [أعمال 13/ 39].

عبد الله : ودعني الآن أسألك: كيف تصدق دعوى الفداء; التي اعترف بولس بنفسه أنه هو صاحبها ومنشئها?

عبد المسيح : أين قال ذلك?

عبد الله : اقرأ (تيموثاوس الثانية 2/ 8 ).

عبد المسيح : (اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أُقِيمَ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، كَمَا أُعْلِنُهُ فِي إِنْجِيلِي) [تيموثاوس الثانية 2/ 8] , ولكني أتساءل من أين إذن جاءت عقيدة الصلب والقيامة والفداء?

عبد الله : من أين لي أن أعرف? لقد تعلمت من الإسلام أن لا أصدق شيئا لا يقبله العقل السليم, ولم يجئ على لسان أحد من أنبياء الله؛ فيما بلغنا منهم بالنقل الأمين دون تبديل ولا تحريف.

عبد المسيح : أصارحك القول أن هذا هو عين ما أبحث عنه, وقد تيقنت الآن أن القراءة الواعية للكتاب المقدس قد هدتني في نهاية المطاف إلى الحقيقة الكبرى التي جاء بها كل الأنبياء: أن الله واحد; لم يلد ولم يولد, وأنه أرسل أنبياءه من البشر لهدايتنا بدءا من آدم إلى المسيح الذي هو بَشَرٌ وُلِدَ بقدرة الله بغير أب; كما خُلِقَ آدم من غير أب ولا أم, وأنه لم يقم من قبره لأنه لم يُصْلَبْ أصلا ; فقد نجاه الله من كيد اليهود وأيدي الرومان, وأن كل إنسان يولد بلا خطيئة حتى يرتكب الخطيئة إن غواه الشيطان.

ولكن لدي سؤال أخير: كيف أهتدي من الكتاب المقدس أن النبيَّ محمداً رسولُ الإسلام آتٍ بعد المسيح لتختم به رسالات السماء?

عبد الله : لا شك أنك قد قرأت الكتاب المقدس مرارا, ولعلك تعاود البحث والتأمل, حتى يكون ذلك محور لقائنا القادم بإذن الله .



وهنا أتوقف وسأحاول أن أكتب عن الموضوع التالي وهو ذكر خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس وذلك في وقت لاحق ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

والسلام ..

لا تَقُل ما لا تعلَم ، بل لا تقُل كلَّ ما تعلم
 
 
Page generated in 0.05730 seconds with 10 queries