عرض مشاركة واحدة
قديم 01/01/2006   #12
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


ولا سبيل إلى الشك في صحة الأبيات . من هنا كان أن بعض المفسرين في العصر العباسي - وقد أخذت فكرة "الذبيح إسماعيل" تتغلغل في معتقد القوم - لما وقفوا على شعر الفرزدق في الموضوع ، أزعجهم قوله . ولما لم يمكنهم " تزييف" هذا في الشعر، جعلوا الفرزدق "يصحح" رأيه متأخرا ، فوضعوا على لسانه القول : "سمعت أبا هريرة يقول على منبر المدينة : الذبيح إسماعيل " (ابن قتيبة : الشعر والشعراء ، 296). ولا يخفى أن أبا هريرة توفي بالمدينة سنة 57 أو 58 أو 59 للهجرة (677-679)، أي قبل أن نظم الفرزدق قصيدتيه المذكورتين بما لا يقل عن خمسين سنة .
فلو كان صحيحا ما قيل من أنه سمع أبا هريرة يقول : "الذبيح إسماعيل" ، جاز السؤال : ولم لم يستفد من ذلك في شعره ، فظل على القول بأن الذبيح اسحق بعد ذلك بنصف قرن ؟

على أن ابن قتيبة كان من القائلين بأن "الذبيح إسحاق" (المعارف ، 1 .
وكذلك محمد بن سلام في تعليقه على بيت جرير في هجاء سراقة البارقي :


ولقد هممت بأن أدمدم بارقا فحفظت فيهم عمنا إسحاقا !
قال ابن سلام : "يعني إسحاق الذبيح" . (طبقات الشعراء ، 107) . كذلك كان رأي ابن عبد ربه، وقد أورد حديثا في وفاة إبراهيم الخليل جاء فيه أن الذبيح إسحاق . قال : وفي بعض الحديث أن إبراهيم خليل الرحمن ، صلوات الله عليه ، كان من أغير الناس . فلما حضرته الوفاة ، دخل عليه ملك الموت في صورة رجل أنكره . فقال له : "من أدخلك داري ؟" قال : "الذي أسكنك فيها منذ كذا وكذا سنة !" قال : "من أنت؟" قال : "أنا ملك الموت . جئت لقبض روحك ."قال : "أ تاركي أنت حتى أودع ابني إسحاق ؟" قال : "نعم ." فأرسل إلى إسحاق . فلما أتاه ، أخبره . فتعلق إسحاق بأبيه إبراهيم . وجعل يتقطع عليه بكاء . فخرج عنهما ملك الموت . وقال : "يا رب ، ذبيحك إسحاق متعلق بخليلك ." فقال له الله : "قل له : إني قد أمهلتك ." ففعل . وانحل إسحاق عن أبيه . ودخل إبراهيم بيتا ينام فيه . فقبض ملك الموت روحه ، وهو نائم ." (العقد الفريد 440:2) .
وممن قالوا بكون الذبيح إسحاق عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ، على ما جاء في نقل النهروالي في كتاب "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام" (ص 37) . ولعل فكرة "الذبيح إسماعيل" لم تتقدم العصر العباسي، وفيه اشتدت المنافسة ، حتى العراك السافر ، بين العرب والفرس ومن ورائهم الشعوبية . فكان من متممات هذا العراك ، وقد استغل المناضلون من الفريقين القرآن ، والحديث ، والشعر ، وأيضاً استغلوا تاريخ الأنساب ومفاخر الجدود . وكان الساسانيون ينتسبون إلى إسحاق ، فكان طبيعيا أن ينوهوا به ؛ وأن يقوم الفرس جميعا ، وسائر الشعوبيين ، فيفخروا على العرب "بإسحاق بن إبراهيم ، وأنه لسارة ، وأن إسماعيل لأمة تسمى هاجر" (العقد 409:3) . وحق للعرب أن يفخروا بإسماعيل بكر إبراهيم ، وأن يصرفوا إليه فضيلة "الذبيح" المختار من الله فكان من ذلك أن قضية اسم الذبيح ، التي كانت ثانوية في نظر الأوائل ، بدليل إهمال القرآن التدقيق فيها ، وبدليل أن الغاية من الحادثة كانت بلاء إبراهيم وامتحان إيمانه ، وهل يقدم على التضحية بولده – ولا عبرة في أي كان ذلك الولد – في طاعة الله هذه القضية ، التي كانت ثانوية ، أول الأمر ،ثم غدت أساسية ، وافرة الخطر ، إذ أقيم منها أصل من أصول المفاخرة بين العرب والفرس ؛ فغدا مهما جدا أن نعرف أي جد من الجدين اختار الله للتضحية . وإذا بالعراك يغتذي بموضوع جديد ، فيشدد الحزب العربي في الاحتجاج لإسماعيل . ويستغرب الحزب الفارسي والشعوبي هذا القول المحدث . وأن في ما أورده المسعودي لتمثيلاً حيا لبعض مشاهد العراك في الموضوع الذي يهمنا .
قال المسعودي : وقد افتخر بعض أبناء الفرس بعد التسعين والمائتين (903) بجده إسحاق بن إبراهيم الخليل على ولد إسماعيل بأن الذبيح كان إسحاق دون إسماعيل . فقال في كلمة له : أيا بني هاجر ، أبنت لكم : ما هذه الكبرياء والعظمة ؟ ألم تكن في القديم أمكم لأمنا سارة الجمال أمه ؟ والملك فينا ، والأنبياء لنا إن تنكروا ذاك ، توجدوا ظلمه ، إسحاق كان الذبيح قد اجمع الناس عليه ؛ إلا ادعاء لمه ، حتى إذا ما محمد أظهر الدين ، وجلى بنوره الظلمة ، قلتم : "قريش !"، والفخر في الدين لا الأحساب ؛ إن كنتم بنيه ، فمه! (مروج الذهب 282:1)
فرد عليه ابن المعتز واتخذ الموضوع من ثم طابعاً قومياً ، فاشتد النقاش والجدل بين أرباب الحديث والمفسرين : بعضهم يميل إلي إسماعيل ، وبعضهم إلى اسحق . وكان من "الإسحاقيين" ، وبالإضافة إلى القدامى الذين لم يخطر على بالهم إمكان النزاع في هذا الموضوع ، ابن قتيبة ، والطبري . على أن الأكثرية، ابتداء من العصر العباسي ، كانت في حيز إسماعيل . وظل بعضهم على تردد بين الاثنين ، لا يجزمون ، كما فعل الجاحظ في الكلام على الطاعة والمطاوعة ، إذ قال : "وقد أمر الله تعالى إبراهيم ، عليه الصلاة والسلام ، بذبح إسحاق أو إسماعيل ، عليهما الصلاة والسلام . فأطاع الوالد ، وطاوع الولد " (الحيوان 163:1)، وذلك حتى القرن السادس عشر كما ينتج من تفسير الجلالين الآية 107 من سورة "الصافات" : "وفديناه بذبح عظيم" قال : "وفديناه" ، أي المأمور بذبحه ، وهو إسمعيل أو إسحق . قولان". على أن الأكثرية أصبحت في حيز إسماعيل على عهد النووي، قال في كتابه "التهذيب" :اختلف العلماء ، رحمهم الله ، في الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق عليهما السلام ، والأكثرون على أنه إسماعيل (عم



انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
 
 
Page generated in 0.03716 seconds with 10 queries