ورد اسم إسماعيل في القرآن اثنتي عشرة مرة، يذكر أولاً: في السور المكية مع الأخيار، والصالحين،والصابرين ، الذين يفضلهم الله على العالمين . "واذكر في الكتاب إسماعيل . أنه كان صادق الوعد" مريم (54:19). "واذكر إسماعيل ، واليسع ، وذا الكفل ، وكل من الأخيار" ص (48:3. "… وإسماعيل ، وإدريس ، وذا الكفل ، كل من الصابرين" الأنبياء (85:21) . "… وإسماعيل ، واليسع ، ويونس ، ولوطا، وكلا فضلنا على العالمين " الأنعام (86:6) .
والجدير بالذكر أنه لا يرد ، في هذه السور الأربع ، ولا في غيرها من السور المكية ، أية إشارة إلى أن إسماعيل هو ابن إبراهيم ، بل إنها تحصر أبوة إبراهيم بإسحاق ثم بيعقوب من بعده ، كما في "سورة مريم" : "فلما اعتزلهم (إبراهيم) وما يعبدون من دون الله ، وهبنا له اسحق ، ويعقوب ، وكلا جعلنا نبياً" مريم (49:19) ، وفي "سورة الأنبياء" : "ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة ، وكلا جعلنا صالحين " الأنبياء (72:21) ؛ وفي "سورة الأنعام" : "ووهبنا له اسحق ويعقوب ، وكلا هدينا . ونوحا هدينا من قبل. ومن ذريته داود ، وسليمان ، وأيوب ، ويوسف ، وموسى ، وهارون وكذلك نجزي المحسنين" الأنعام (84:6) . ثم إن الله لم يبشر إلا بإسحاق : "وامرأته قائمة، فضحكت . فبشرناها بإسحاق ، ومن وراء اسحق يعقوب " هود (71:11).
ولا يرد ذكر علاقة البنوة بين إسماعيل وإبراهيم بصورة صريحة إلا في "السورة الرابعة عشرة" الموسومة بإبراهيم . وفي هذه السورة تظهر لأول مرة في القرآن أبوة إبراهيم لإسماعيل، إذ يقول إبراهيم: "الحمد لله الذي وهب لي ، على الكبر ، إسماعيل واسحق" إبراهيم (39:14) . فيدخل ، من ثم ، إسماعيل في سلسلة الآباء المنحدرين من إبراهيم ، فكلما ذكروا؛ ذكر معهم متقدما على اسحق : "قالوا : نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم ، وإسماعيل ، واسحق " البقرة(125:2) . " قولوا : آمنا بالله ، وما أنزل إلينا ، ومــــا أنزل إلى إبراهيم، وإسماعيل ، واسحق ، ويعقوب ، والأسباط ؛ وما أوتي موسى وعيسى، وما أوتـــــــــــي النبيون من ربهم ، لا نفرق بين أحد منهم ، ونحن له مسلمون ." البقرة (136:2) . وكذلك في سورة آل عمران (84:3) فتكرر الآية ذاتها، "أم تقولون : إن إبراهيم ، وإسماعيل ، واسحق ، ويعقوب ، والأسباط ، كانوا هودا …" البقرة (140:2). "… وأوحينا إلى إبراهيم ، وإسماعيل ، واسحق ، ويعقوب ، والأسباط ، وعيسى ، وأيوب ، ويونس ، وهارون ، وسليمان ، وآتينا داود زبورا ." النساء(163:4). أما في تطهير البيت ، ورفع قواعده ، فيذكر إسماعيل وحده مع إبراهيم : "… وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين ، والعاكفين ، والركع السجود " البقرة (125:2).