عرض مشاركة واحدة
قديم 12/01/2005   #5
شب و شيخ الشباب سهم العرب
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ سهم العرب
سهم العرب is offline
 
نورنا ب:
Jan 2005
مشاركات:
162

افتراضي


عبد المسيح : ولكن المسيح مات وقام بعد ثلاثة أيام !

عبد الله : سنتناول موضوع الصلب والقيامة فيما بعد, لأن هناك الكثير مما يقال في رد الموضوع من أساسه, ولكني أكتفي الآن بأن فكرة الصلب والقيامة إنما نشأت على يد بولس الذي لم يلق المسيح أبدا في زمانه :

(اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أُقِيمَ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، كَمَا أُعْلِنُهُ فِي إِنْجِيلِي) [تيموثاوس الثانية 8 /2].

أما رواية القيامة, كما جاءت في إنجيل مرقس (16/ 9-20), فقد حذفت من العديد من طبعات الكتاب المقدس - كما أوضحت آنفا، وفي غيرها من الطبعات تكتب وحدها بخط صغير أو بين قوسين مع التعليق عليها, ودعني أسألك بدوري سؤالا محددا : هل قال يسوع يوما أنه الرب, أوقال : "ها أنا ربكم فاعبدوني", أو نحو ذلك.

عبد المسيح : لا ولكنه بشر ورب في نفس الوقت.


عبد الله : وحتى هذه هل جرت على لسانه بأي صيغة من الصيغ ?

عبد المسيح : لا.

عبد الله : بل إنه قد تنبأ أن أناسا بعده سيعبدونه بالباطل, وسيتبعون عقائد باطلة وشرائع يبتدعونها من عند أنفسهم لا يرضاها الله :

(إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ) [متى 9/15].

وقد صدقت نبوءته, أليست أهم ركائز المسيحية المعاصرة قد استحدثت من بعده, وما نطق بها المسيح ولا دعا إليها: ابتداء من التثليث إلى بنوته لله وربوبيته وانتهاء بفدائه تكفيرا عن الخطيئة الأولى.

ولو راجعت بدقة كل أقوال المسيح المدونة في العهد الجديد ما وجدت تصريحا ولا إشارة لربوبيته, فهو يقول صراحة:

(لِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «عِنْدَمَا تُعَلِّقُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لاَ أَعْمَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَقُولُ الْكَلاَمَ الَّذِي عَلَّمَنِي إِيَّاهُ أَبِي) [يوحنا 8 / 28].

و: (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي ذَاهِبٌ عَنْكُمْ ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكُمْ. فَلَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لَكُنْتُمْ تَبْتَهِجُونَ لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ، لأَنَّ الآبَ أَعْظَمُ مِنِّي) [يوحنا 14/ 28].

و : (فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «أُولَى الْوَصَايَا جَمِيعاً هِيَ: اسْمَعْ يَاإِسْرَائِيلُ، الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ) [مرقس 12/ 29].

و : (وَفِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَلُوِي أَلُوِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي?) [مرقس 15 : 34].

ثم : (وَقَالَ يَسُوعُ صَارِخاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَاأَبِي، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي!») [لوقا 23/ 46].

وأخيرا : (وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ، إِلاَّ الآبُ) [مرقس 3213/ 32].

فيسوع في الإنجيل هو "النبي" وهو "المعلم" وهو "عبد لله" وهو "المسيح", قبل أن يحوله البشر إلى "ابن للرب" ثم إلى "الرب يسوع".

ودعنا الآن نحتكم إلى المنطق: كيف يولد الرب من جسد إنسان فان كأي بشر غيره? ولقد كان ينام بينما الرب لا ينام كما جاء في مزمور (121/4) :

(أنه لا ينعس ولا ينام حافظ اسرائيل) [مزمور121/4].

والرب هو القوي الجليل فكيف يدعي عليه أنه حوكم وامتهن وصُلِب; وكيف يكون المسيح ربا إذا كان نفسه دائم العبادة لله كما في (لوقا 165/ 16) : ( أَمَّا هُوَ، فَكَانَ يَنْسَحِبُ إِلَى الأَمَاكِنِ الْمُقْفِرَةِ حَيْثُ يُصَلِّي) [لوقا 165/ 16].

وكان يتعرض لمكائد الشيطان فيدفعه كأي بشر صالح, واقرأ (لوقا 4/ 1-13) ثم (جيمس 1/13) :

(أَمَّا يَسُوعُ، فَعَادَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَاقْتَادَهُ الرُّوحُ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، وَإِبْلِيسُ يُجَرِّبُهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً طَوَالَ تِلْكَ الأَيَّامِ. فَلَمَّا تَمَّتْ، جَاعَ. فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى خُبْزٍ». فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَاِئلاً: «قَدْ كُتِبَ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ!» ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ، وَأَرَاهُ مَمَالِكَ الْعَالَمِ كُلَّهَا فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ السُّلْطَةَ عَلَى هَذِهِ الْمَمَالِكِ كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ عَظَمَةٍ، فَإِنَّهَا قَدْ سُلِّمَتْ إِلَىَّ وَأَنَا أُعْطِيهَا لِمَنْ أَشَاءُ. فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي، تَصِيرُ كُلُّهَا لَكَ!» فَرَ دَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: «قَدْ كُتِبَ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ، وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ!» ثُمَّ اقْتَادَهُ إِبْلِيسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى حَافَةِ سَطْحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى الأَسْفَلِ فَإِنَّهُ قَدْ كُتِبَ: يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، فَعَلَى أَيْدِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ». فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: «قَدْ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ!» وَبَعْدَمَا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ، انْصَرَفَ عَنْ يَسُوعَ إِلَى أَنْ يَحِينَ الْوَقْتُ) [لوقا 4/ 1-13].

(وَإِذَا تَعَرَّضَ أَحَدٌ لِتَجْرِبَةٍ مَا، فَلاَ يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي!» ذَلِكَ لأَنَّ اللهَ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرُّ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ بِهِ أَحَداً) [جيمس 131/ 13].

فكيف يكون عيسى إذن رَبًّا ? وهذه كلها بعض الأمثلة الدامغة على أن عيسى - بنص الأناجيل - إنما كان نبيا بشرا; حاشا له أن يدعي الربوبية, وإذا تمعنت في سيرته في الأناجيل لازددت يقينا بذلك.

عبد المسيح : أنا معك أن هذا ما يتضح من سيرة المسيح; إلا أننا في ذات الوقت نسلم بأنه الرب بلا جدال.

عبد الله : ألا يتعارض ذلك التسليم مع ما نص عليه الكتاب المقدس نفسه من أن عليك أن تبرهن كل شيء: (امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ) [تسالونكي الأولى 5/ 21].

عبد المسيح : إنه حقا أمر محير.

عبد الله : ولكننا نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى (14/ 33):

(فَلَيْسَ اللهُ إِلهَ فَوْضَى بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا هِيَ الْحَالُ فِي كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ) [كورنثوس الأولى 14/ 33].

حقا إن ما يبتدعه البشر لأنفسهم بأنفسم هو الذي يبعث الحيرة !

لا تَقُل ما لا تعلَم ، بل لا تقُل كلَّ ما تعلم
 
 
Page generated in 0.04033 seconds with 10 queries