بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
سبحان الله !!!!!!!!
كلما قرأت لك ردا يا أخ سوريا قلت في نفسي هذا أضعف من أن يحتاج لرد ولكنني أعود فأتذكر رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وكيف عامله قومه وأكثروا من اتهامه والاستهزاء به بشتى الوسائل وكيف أن ذلك لم يثنه عن دعوته والنصح لهم والصبر على أذاهم بشتى الوسائل أيضا حتى أتم الله له هذا الدين فأشعر بدافع قوي للرد وأنه علينا البلاغ سواء كان له أثر أم لم يكن
وهنا يجدر بي أن أخبرك بأن القرآن الكريم أنزله الله عز وجل ليكون دستورا لحياة سعيدة في الدنيا والآخرة لمن اتبعه وليس دليلا جغرافيا لهذا الكون مع أنه حثنا على التعرف والتفكر على هذه المكوَّنات
ولكن مع ذلك ما دام أنه منزل من عند خالق هذه الأكوان فيجب ألا يتعارض مع أي حقيقة علمية - وانتبه لكلمة حقيقة علمية وليست نظرية علمية – وأيضا من إعجازه أنه يتناسب مع كل الأفهام وفي كل العصور والأزمان حيث أن كل من يقرأه يفهمه على حسب إدراكه
مثلا إن أخذنا هذه الآية التي تحدَّث عن إعجازها الأخ أبو مريم جزاه الله خيرا ( والشمس تجري لمستقر لها ) عندما أنزلت في زمن النبوة لا يمكن أن يفهمها المرء في ذاك الزمان إلا وهي متوافقة مع ما يعتقده من أمور الكون فلو ذكر الله لهم تفصيلات هذا الجريان لكان ذلك أكبر من مداركهم ولمنعهم عن الإيمان به ولكن هذه الصيغة صالحة لموافقة مفاهيم البشر في كل مكان وزمان فحتى الآن مع اكتشاف العلماء لدوران الشمس لم يتعارض النص مع هذه الحقيقة العلمية
وهذا مثال آخر أضعه بين يديك عله يحرك شيئا من مدارك عقلك لتُعملها في فهم هذه الحياة التي خلقتَ فيها
يقول تعالى : ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جَمال حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم * والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ) النحل 5-8
لو نظرت في هذه الآيات لوجدت من بساطتها ما يناسب حياة العرب في ذاك الزمان ويريهم من نعم الخالق ما يتناسب مع طبيعة حياتهم ولكن الآيات تختم بـ ( ويخلق ما لا تعلمون ) هذه الجملة تتضمن معاني تناسب كل عقول البشر في سائر الأزمان والأماكن
بالتأكيد عندما قرأها الصحابة رضوان الله عليهم لم يخطر في بالهم إلا أن الله قادر على أن يخلق أنواعا وأشكالا مختلفة من هذه الدواب
ولكن عندما نقرؤها نحن الآن نفهم منها إشارة لما سيخلقه الله لاحقا من وسائل النقل الحديثة من سيارات وطائرات وباخرات وصواريخ وما إلى ذلك
أتمنى أن يكون في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|