شبه عضو
-- أخ لهلوب --
نورنا ب: |
Dec 2005 |
مشاركات: |
88 |
|
اقتباس:
قوله : ( أحيانا )
جمع حين يطلق على كثير الوقت وقليله , والمراد به هنا مجرد الوقت , فكأنه قال : أوقاتا يأتيني , وانتصب على الظرفية وعامله " يأتيني " مؤخر عنه , وللمصنف من وجه آخر عن هشام في بدء الخلق قال : كل ذلك يأتي الملك , أي : كل ذلك حالتان فذكرهما . وروى ابن سعد من طريق أبي سلمة الماجشون أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " كان الوحي يأتيني على نحوين : يأتيني به جبريل فيلقيه علي كما يلقي الرجل على الرجل , فذاك ينفلت مني . ويأتيني في بيتي مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي , فذاك الذي لا ينفلت مني " وهذا مرسل مع ثقة رجاله , فإن صح فهو محمول على ما كان قبل نزول قوله تعالى ( لا تحرك به لسانك ) كما سيأتي , فإن الملك قد تمثل رجلا في صور كثيرة ولم ينفلت منه ما أتاه به كما في قصة مجيئه في صورة دحية وفي صورة أعرابي وغير ذلك وكلها في الصحيح . وأورد على ما اقتضاه الحديث - وهو أن الوحي منحصر في الحالتين - حالات أخرى : إما من صفة الوحي كمجيئه كدوي النحل , والنفث في الروع , والإلهام , والرؤيا الصالحة , والتكليم ليلة الإسراء بلا واسطة . وإما من صفة حامل الوحي كمجيئه في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح , ورؤيته على كرسي بين السماء والأرض وقد سد الأفق . والجواب منع الحصر في الحالتين المقدم ذكرهما وحملهما على الغالب , أو حمل ما يغايرهما على أنه وقع بعد السؤال , أو لم يتعرض لصفتي الملك المذكورتين لندورهما , فقد ثبت عن عائشة أنه لم يره كذلك إلا مرتين أو لم يأته في تلك الحالة بوحي أو أتاه به فكان على مثل صلصلة الجرس , فإنه بين بها صفة الوحي لا صفة حامله . وأما فنون الوحي فدوي النحل لا يعارض صلصلة الجرس ; لأن سماع الدوي بالنسبة إلى الحاضرين - كما في حديث عمر - يسمع عنده كدوي النحل والصلصلة بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فشبهه عمر بدوي النحل بالنسبة إلى السامعين , وشبهه هو صلى الله عليه وسلم بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه . وأما النفث في الروع فيحتمل أن يرجع إلى إحدى الحالتين , فإذا أتاه الملك في مثل صلصلة الجرس نفث حينئذ في روعه . وأما الإلهام فلم يقع السؤال عنه ; لأن السؤال وقع عن صفة الوحي الذي يأتي بحامل , وكذا التكليم ليلة الإسراء . وأما الرؤية الصالحة فقال ابن بطال : لا ترد ; لأن السؤال وقع عما ينفرد به عن الناس ; لأن الرؤيا قد يشركه فيها غيره ا ه . والرؤيا الصادقة وإن كانت جزءا من النبوة فهي باعتبار صدقها لا غير , وإلا لساغ لصاحبها أن يسمى نبيا وليس كذلك , ويحتمل أن يكون السؤال وقع عما في اليقظة , أو لكون حال المنام لا يخفى على السائل فاقتصر على ما يخفى عليه , أو كان ظهور ذلك له صلى الله عليه وسلم في المنام أيضا على الوجهين المذكورين لا غير , قاله الكرماني : وفيه نظر . وقد ذكر الحليمي أن الوحي كان يأتيه على ستة وأربعين نوعا - فذكرها - وغالبها من صفات حامل الوحي , ومجموعها يدخل فيما ذكر , وحديث " إن روح القدس نفث في روعي , أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة , وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود .
قوله : ( مثل صلصلة الجرس )
في رواية مسلم " في مثل صلصلة الجرس " والصلصلة بمهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة : في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض , ثم أطلق على كل صوت له طنين , وقيل : هو صوت متدارك لا يدرك في أول وهلة , والجرس الجلجل الذي يعلق في رءوس الدواب , واشتقاقه من الجرس بإسكان الراء وهو الحس , وقال الكرماني : الجرس ناقوس صغير أو سطل في داخله قطعة نحاس يعلق منكوسا على البعير , فإذا تحرك تحركت النحاسة فأصابت السطل فحصلت الصلصلة ا ه . وهو تطويل للتعريف بما لا طائل تحته . وقوله قطعة نحاس معترض لا يختص به وكذا البعير وكذا قوله منكوسا ; لأن تعليقه على تلك الصورة هو وضعه المستقيم له . فإن قيل : المحمود لا يشبه بالمذموم , إذ حقيقة التشبيه إلحاق ناقص بكامل , والمشبه الوحي وهو محمود , والمشبه به صوت الجرس وهو مذموم لصحة النهي عنه والتنفير من مرافقة ما هو معلق فيه والإعلام بأنه لا تصحبهم الملائكة كما أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما , فكيف يشبه ما فعله الملك بأمر تنفر منه الملائكة ؟ والجواب أنه لا يلزم في التشبيه تساوي المشبه بالمشبه به في الصفات كلها , بل ولا في أخص وصف له , بل يكفي اشتراكهما في صفة ما , فالمقصود هنا بيان الجنس , فذكر ما ألف السامعون سماعه تقريبا لأفهامهم . والحاصل أن الصوت له جهتان : جهة قوة وجهة طنين , فمن حيث القوة وقع التشبيه به , ومن حيث الطرب وقع التنفير عنه وعلل بكونه مزمار الشيطان , ويحتمل أن يكون النهي عنه وقع بعد السؤال المذكور وفيه نظر . قيل : والصلصلة المذكورة صوت الملك بالوحي , قال الخطابي : يريد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد , وقيل : بل هو صوت حفيف أجنحة الملك 0 والحكمة في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره , ولما كان الجرس لا تحصل صلصلته إلا متداركة وقع التشبيه به دون غيره من الآلات , وسيأتي كلام ابن بطال في هذا المقام في الكلام على حديث ابن عباس " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها " الحديث عند تفسير قوله : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم ) في تفسير سورة سبأ إن شاء الله تعالى .
قوله : ( وهو أشده علي )
يفهم منه أن الوحي كله شديد , ولكن هذه الصفة أشدها , وهو واضح ; لأن الفهم من كلام مثل الصلصلة أشكل من الفهم من كلام الرجل بالتخاطب المعهود , والحكمة فيه أن العادة جرت بالمناسبة بين القائل والسامع , وهي هنا إما باتصاف السامع بوصف القائل بغلبة الروحانية وهو النوع الأول , وإما باتصاف القائل بوصف السامع وهو البشرية وهو النوع الثاني , والأول أشد بلا شك . وقال شيخنا شيخ الإسلام البلقيني : سبب ذلك أن الكلام العظيم له مقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به كما سيأتي في حديث ابن عباس " كان يعالج من التنزيل شدة " قال وقال بعضهم : وإنما كان شديدا عليه ليستجمع قلبه فيكون أوعى لما سمع ا ه . وقيل إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد , وهذا فيه نظر , والظاهر أنه لا يختص بالقرآن كما سيأتي بيانه في حديث يعلى بن أمية في قصة لابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج , فإن فيه أنه " رآه صلى الله عليه وسلم حال نزول الوحي عليه وإنه ليغط " , وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى , والدرجات .
قوله : ( فيفصم )
فتح أوله وسكون الفاء وكسر المهملة أي : يقلع ويتجلى ما يغشاني , ويروى بضم أوله من الرباعي , وفي رواية لأبي ذر بضم أوله وفتح الصاد على البناء للمجهول , وأصل الفصم القطع , ومنه قوله تعالى ( لا انفصام لها ) , وقيل الفصم بالفاء القطع بلا إبانة وبالقاف القطع بإبانة , فذكر بالفصم إشارة إلى أن الملك فارقه ليعود , والجامع بينهما بقاء العلقة .
قوله : ( وقد وعيت عنه ما قال )
أي : القول الذي جاء به , وفيه إسناد الوحي إلى قول الملك , ولا معارضة بينه وبين قوله تعالى حكاية عمن قال من الكفار ( إن هذا إلا قول البشر ) لأنهم كانوا ينكرون الوحي , وينكرون مجيء الملك به .
قوله : ( يتمثل لي الملك رجلا )
التمثل مشتق من المثل , أي : يتصور . واللام في الملك للعهد وهو جبريل , وقد وقع التصريح به في رواية ابن سعد المقدم ذكرها . وفيه دليل على أن الملك يتشكل بشكل البشر .
قال المتكلمون : الملائكة أجسام علوية لطيفة تتشكل أي شكل أرادوا , وزعم بعض الفلاسفة أنها جواهر روحانية , و " رجلا " منصوب بالمصدرية , أي : يتمثل مثل رجل , أو بالتمييز , أو بالحال والتقدير هيئة رجل . قال إمام الحرمين : تمثل جبريل معناه أن الله أفنى الزائد من خلقه أو أزاله عنه , ثم يعيده إليه بعد . وجزم ابن عبد السلام بالإزالة دون الفناء , وقرر ذلك بأنه لا يلزم أن يكون انتقالها موجبا لموته , بل يجوز أن يبقى الجسد حيا ; لأن موت الجسد بمفارقة الروح ليس بواجب عقلا بل بعادة أجراها الله تعالى في بعض خلقه .
ونظيره انتقال أرواح الشهداء إلى أجواف طيور خضر تسرح في الجنة . وقال شيخنا شيخ الإسلام : ما ذكره إمام الحرمين لا ينحصر الحال فيه , بل يجوز أن يكون الثاني هو جبريل بشكله الأصلي , إلا أنه انضم فصار على قدر هيئة الرجل , وإذا ترك ذلك عاد إلى هيئته , ومثال ذلك القطن إذا جمع بعد أن كان منتفشا فإنه بالنفش يحصل له صورة كبيرة وذاته لم تتغير . وهذا على سبيل التقريب , والحق أن تمثل الملك رجلا ليس معناه أن ذاته انقلبت رجلا , بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيسا لمن يخاطبه . والظاهر أيضا أن القدر الزائد لا يزول ولا يفنى , بل يخفى على الرائي فقط . والله أعلم .
قوله : ( فيكلمني )
كذا للأكثر , ووقع في رواية البيهقي من طريق القعنبي عن مالك " فيعلمني " بالعين بدل الكاف , والظاهر أنه تصحيف , فقد وقع في الموطأ رواية القعنبي بالكاف , وكذا للدارقطني في حديث مالك من طريق القعنبي وغيره .
قوله : ( فأعي ما يقول )
زاد أبو عوانة في صحيحه " وهو أهونه علي " . وقد وقع التغاير في الحالتين حيث قال في الأولى " وقد وعيت " بلفظ الماضي , وهنا " فأعي " بلفظ الاستقبال ; لأن الوعي حصل في الأول قبل الفصم , وفي الثاني حصل حال المكالمة , أو أنه كان في الأول قد تلبس بالصفات الملكية فإذا عاد إلى حالته الجبلية كان حافظا لما قيل له فعبر عنه بالماضي , بخلاف الثاني فإنه على حالته المعهودة
|
الاميرة انتى جبتى شرح الحديث وانا شوفته وده بيوضح الخرافه اكثر واكثر واشكرك
يسوع حررنى من اغواء الشيطان
يسوع حررنى من الاسلام
|