عرض مشاركة واحدة
قديم 10/01/2005   #26
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي سماء منخفضة ( محمود درويش)


سماء منخفضة


هُنَالِكَ حُبٌّ يسيرُ على قَدَمَيْهِ الحَرِيرِيَّتَيْن

سعيدًا بغُرْبَتِهِ في الشوارع،

حُبٌّ صغيرٌ فقيرٌ يُبَلِّلُهُ مَطَرٌ عابرٌ

فيفيض على العابرين:

( هدايايَ أكبرُ منّي

كُلُوا حِنْطَتي

واشربوا خَمْرَتي

فسمائي على كتفيَّ وأَرضي لَكُمْ )...

هَلْ شمَمْتِ دَمَ الياسمينِ المُشَاعَ

وفكَّرْتِ بي

وانتظرتِ معي طائرًا أَخضرَ الذَيْلِ

لا اسْمَ لَهُ?

هُنَالِكَ حُبٌّ فقيرٌ يُحدِّقُ في النهرِ

مُسْتَسْلِمًا للتداعي: إلى أَين تَرْكُضُ

يا فَرَسَ الماءِ?

عما قليل سيمتصُّكَ البحرُ

فامش الهوينى إلى مَوْتكَ الاِختياريِّ،

يا فَرَسَ الماء!

هل كنتِ لي ضَفَّتَينْ

وكان المكانُ كما ينبغي أن يكون

خفيفًا خفيفًا على ذكرياتِكِ ?

أَيَّ الأغاني تُحِبِّينَ ?

أيَّ الأغاني? أَتلك التي

تتحدَّثُ عن عَطَشِ الحُبِّ،

أَمْ عن زمانٍ مضى ?

هنالك حُبّ فقير، ومن طَرَفٍ واحدٍ

هادئٌ هادئٌ لا يُكَسِّرُ

بِلَّوْرَ أَيَّامِكِ المُـنْتَقَاةِ

ولا يُوقدُ النارَ في قَمَرٍ باردٍ

في سريرِكِ،

لا تشعرينَ بهِ حينَ تبكينَ من هاجسٍ،

رُبَّما بدلاً منه،

لا تعرفين بماذا تُحِسِّين حين تَضُمِّينَ

نَفسَكِ بين ذراعيكِ!

أَيَّ الليالي تريدين ? أيَّ الليالي ?

وما لوْنُ تِلْكَ العيونِ التي تحلُمينَ

بها عندما تحلُمين?

هُنَالِكَ حُبٌّ فقيرٌ، ومن طرفين

يُقَلِّلُ من عَدَد اليائسين

ويرفَعُ عَرْشَ الحَمَام على الجانبين.

عليكِ، إذًا، أَن تَقُودي بنفسِكِ

هذا الربيعَ السريعَ إلى مَنْ تُحبّينَ

أَيَّ زمانٍ تريدين ? أَيَّ زمان ?

لأُصبحَ شاعِرَهُ، هكذا هكذا: كُلَّما

مَضَتِ امرأةٌ في المساء إلى سرِّها

وَجَدَتْ شاعرًا سائرًا في هواجسها.

كُلَّما غاص في نفسه شاعرٌ

وَجَدَ امرأةً تتعرَّى أَمام قصيدتِهِ...

أَيَّ منفىً تريدينَ?

هل تذهبين معي، أَمْ تسيرين وَحْدَكِ

في اسْمك منفًى يُكَلَّلُ منفًى

بِلأْلاَئِهِ ?

هُنالِكَ حُبٌّ يَمُرُّ بنا،

دون أَن نَنْتَبِهْ،

فلا هُوَ يَدْري ولا نحن نَدْري

لماذا تُشرِّدُنا وردةٌ في جدارٍ قديم

وتبكي فتاةٌ على مَوْقف الباص،

تَقْضِمُ تُفَّاحَةً ثم تبكي وتضحَكُ:

(لا شيءَ، لا شيءَ أكثر

من نَحْلَةٍ عَبَرَتْ في دمي...

هُنالِكَ حُبّ فقيرٌ، يُطيلُ

التأمُّلَ في العابرين، ويختارُ

أَصغَرَهُمْ قمرًا: أَنتَ في حاجةٍ

لسماءٍ أَقلَّ ارتفاعًا،

فكن صاحبي تَتَّسعْ

لأَنانيَّةِ اثنين لا يعرفان

لمن يُهْدِيانِ زُهُورَهُما...

ربَّما كان يَقْصِدُني، رُبَّما

كان يقصدُنا دون أَن نَنْتَبِهْ

هُنَالِكَ حُبّ ...

..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03263 seconds with 10 queries