الولاء والإخلاص للوطن ليس بتكبير صور السيد الرئيس ..
بقلم : بسام طالب
يخطئ كثيراً من يظن أنه إذا وضع صورة السيد الرئيس على زجاج سيارته فهذا يسمح له بأن يصول ويجول ويخالف قوانين السير على كيفه.
ويخطئ كثيراً شرطي السير إذا خاف أن يخالف هذا الشخص وأمثاله لاعتقاده أنه مدعوم ولا يستطيع أحد محاسبته.
ويخطئ هؤلاء وكل من يعتقد أن السيد الرئيس تسره هذه المناظر أو يحبها أو يرغب بها، بل على العكس يمتعض منها ويكرهها.
الذي يعتقد أنه كلما كبَّر صورة السيد الرئيس في مكتبه، كلما نال دعماً أكبر وحظوة أوسع وصار مؤهلاً لاستلام منصب أعلى فهو مخطئ، ومن يأخذ من أصحاب القرار هذا الأمر بعين الاعتبار فهو مخطئ وآثم أيضاً.
رجل الأمن الذي يقيَم الناس على أساس أن من يضع صورة الرئيس موالٍ ومن لا يضعها معادٍ، فهو ومعلمه مخطئان إذا وافقه معلمه الرأي في ذلك.
ليس كل من رفع علم بلاده، رغم أنها ظاهرة تنعش الروح والقلب، على بيته أو سيارته أو مكان عمله مواطن صالح، ومن لم يفعل مواطن غير صالح.
رفع المواطن لعلم بلده لا يعطيه الحق في خرق القوانين أو التسلط على الآخرين أو الإساءة لجيرانه.. كل من عبَّر عن تضامنه مع بلاده بقول أو عمل فقد قام بواجبه ولا يستحق الشكر على ذلك.
أما من فعل ما فعل ليكسب وداً وليمسح جوخاً وليرتقي درجة فهذا يدافع عن مكاسبه وليس عن الوطن وبئس ما فعل.
من عطَّل أعماله وأعمال الناس ومصالحهم ومن هرب من مدرسته وجامعته ومعمله ووظيفته وأهمل دروسه وواجباته بحجة التظاهر والتأييد فقد أساء للوطن من حيث يظن أنه أحسن.
أما من فعل ذلك متعمداً إثارة الفوضى والتسكع وخرق القوانين فهو عدو للوطن وللمواطنين.
يخطئ من يعتقد أنه إذا زاود أكثر، وصرّخ أكثر وبعبع أكثر سينال الحظوة الأكبر، وإذا كان هناك من أولي الأمر من يولي هذا الأمر عنايته ويدعمه ويشجع أمثال هؤلاء المنافقين والمزاودين على تسلم مقاليد الأمور (فعمرنا ما راح نصير بني آدم).
لقد سنَّ هؤلاء المزاودون سنناً سيئة سوف يتحملون وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. ومن هذه السنن اعتبار كل ما يصدر عن القيادة من اجراءات تهتم بشؤون المواطن وتحسين ظروفه المعيشية والحياتية، إنما هي عطاءات ومكرمات منحها القائد لشعبه. هؤلاء حين فعلوا ذلك أساؤوا للشعب والقائد.
يخطئ كثيراً من يظن أن السيد الرئيس يتفضل على شعبه حين يصدر مراسيم ترفع الرواتب وتحسن من الظروف المعيشية للناس.
بل يخطئ من يعتقد أن الرئيس يفكر في مثل هكذا اتجاهات أو تطربه مثل هكذا مقالات.
- -
منذ عقد من الزمن أو يزيد كنت في زيارة للوطن وكانت هناك احتفالات بإحدى المناسبات الوطنية، وكان هناك موسماً محموماً من مواسم النفاق وقد رأيت بأم عينيّ كيف يلصقون الصور فوق بعضها وكيف ينزعون لافتات مباركة وتأييد ليضعوا لافتاتهم المؤيدة والمباركة، إذ لم يعد هناك متسع لصور إضافية أو لافتات إضافية.
ولقد كان من الطبيعي أن تصبح مثل هذه المناسبات فرصة ثمينة لضعاف النفوس ليسرقوا وينهبوا تحت بند نفقات الاحتفال، وأذكر أن رئيس إحدى المنظمات الشعبية حوكم وأدين بتهمة سرقة أموال الدولة مستغلاً بند النفقات الاحتفالية هذه.
لا شيء يبني الوطن سوى العمل، العمل الجاد والمخلص والمنتج. ولا أحد يبني الأوطان سوى الشرفاء المخلصين الأكفاء المنتجين. وهؤلاء هم الذين يجب أن يقودوا الدولة والمجتمع بغض النظر عن دينهم وانتمائهم أو أية اعتبارات أخرى.
جريدة الدبور

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com