ثم يضيف الرواة حواراً بين إبراهيم وابنه ليس في المدراش اليهودية . إلا أنه مستفاد من الحوار القرآني ، مضافا إليه ما نقله قطب الدين النهروالي عن ابن كثير ، عن الرواة ، عن كعب الأحبار . وقد أقحم اسم " إسماعيل " في الحكاية . وسنعود إلى هذه القضية بعد قليل .
قال : فحدثت أن إسماعيل قال له عند ذلك : " يا أبتاه ، إذا أردت ذبحي ، فاشدد وثاقي . لئلا يصيبك شئ من دمي ، فينقص أجري . فإن الموت شديد ، ولا آمن أن اضطرب عنده ، إذا وجدت مسه . واستحد شفرتك حتى تجهز على فتذبحني . فإذا أنت أضجعتني لتذبحني ، فاكببني على وجهي ، ولا تضجعني لشقي ، فإني أخشى ، إن أنت نظرت إلى وجهي ، أن تدركك الرقة فتحول بينك وبين أمر ربك فيّ . وإن رأيت أن ترد قميصي إلى أمي ، فإنه عسى أن يكون إسلاء لها ، فافعل ." فقال إبراهيم : " نعم العون أنت ، يا بني ، على أمر الله ! ". ويقال : إنه ربطه كما أمره بالحبل ، فأوثقه ، ثم شحذ شفرته ، ثم تله للجبين ، واتقى النظر إلى وجهه . ثم ادخل الشفرة حلقه، فقلبها جبريل في يده.
( وفي مدرج مدرش تنهومة أن الذي قلب المدية في يد إبراهيم إنما هو إبليس لا جبريل. راجع مجموعة : (Jellineck, Beth Hamidrasch, I, 23, 33-37.)
ثم اجتذبها إليه ، ونودي أن " يا إبراهيم ، قد صدقت الرؤيا . فهذه ذبيحتك فداء لابنك فاذبحها دونه . " وأتاه بكبش من الجنة ، قيل : رعى قبل ذلك بأربعين خريفاً .
وأبى بعض المحدثين ، والمفسرين ، والقصاص ، إلا أن يربطوا بين هذه الذبيحة - الأولى في عهد تجديد الإيمان بالله على يد إبراهيم أبي المؤمنين - والذبيحة الأولى في تاريخ العالم ، الدالة على إخلاص أول مؤمن من ولد آدم ، هابيل البار . فأخذوا ما ورد في بعض الحكايات التلمودية ( راجع مقال ايزنبرغ في الطبعة الأولى من " دائرة المعارف الإسلامية " الترجمة العربية 97:2 . قال الفاكهي : ذكر أهل الكتـــــاب ، وكثير من العلماء ، أن الكبش الذي فدي به إسماعيل كبش أملح ، أقرن ، أعين . ثم روى بسنده عن ابن عباس (رضي الله عنه) أنه هو القربان المتقبل من أحد ابني آدم.
فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
- انجيل مرقس 12:32
موقع مسيحيات فقط
http://www.answer-me-muslims.com/