علي أيدي الرومان(
المرجع السابق ص 141 ). (5) وقال الأستاذ نبيل الفضل " إنَّ عملية الصلب لا يهمّ أنْ تكون علي عمود رأسي وآخر أفقي كما في الصليب، بل قد تكون علي عمود رأسي فقط. وصلب المسيح ربما كان علي صليب ذي عمودين رأسي وأفقي، أو ربما علي عمود رأسي فقط، فإنْ كان المسيح قد ُصلب علي عمود رأسي فقط، فإن تعبير( صلب المسيح ) يكون تعبيرًا غير كامل. فتعبير صلب يجوز في حالة وجود عمود رأسي وأفقي، فإنْ كان عمود واحد فالأدق أنْ يكون التعبير هو ( تعليق المسيح ) لا ( صلب المسيح ). ورغم أنَّ الحالتين تؤدّيان إلي الوفاة بالاختناق، إلا أنَّ هذا يذكّرنا بقول القرآن ( وَمَا صَلَبُوهُ )
"(" هل بشّر المسيح بمحمد " نبيل فضل. رياض الريس للكتب والنشر. لندن ص 72-73؛ قبر المسيح في كشمير ص 142 ).
(6) وقال المفكر والفيلسوف الدكتور فؤاد حسنين على أستاذ الفلسفة "
قتلوه وما قتلوه ، صلبوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. قتلوا الجسد وما قتلوا الكلمة، صلبوا الجسد وصعدت الروح إلي خالقها 000" . ثم تحدّث عن محاكمات المسيح وكلماته علي الصليب وإستهزاء اليهود به ثم قال " أسلم يسوع روحه فصعدت إلي ربها راضية مرضية " وتحدّث عن صلب المسيح وموته باستفاضة وكذلك عن دفنه حتى وصل إلي قيامته من الموت فقال " وموت المسيح علي الصليب ليس هو معجزة المسيحيّة.
والعكس هو الصحيح أعني قيامة المسيح من بين الموتي " إلي أنْ ختم مقاله بقوله " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ 000إلخ "(
جريدة أخبار اليوم في 22/4/1970 ).
(7) وكذلك تبني السيد أحمد ديدات وناشر كتبه السيد على الجوهري لقول الفرقة القاديانية التي تعتقد أنّ المسيح صُلِبَ علي الصليب ولكنّه لم يمتْ عليه بل أُغْمَي
ــــــــــ
- 51 -
عليه وأُنْزِلَ من علي الصليب حّيًا (
أنظر كتاب " صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء " أحمد ديدات ترجمة عـلي الجوهري )!!
(

بل وقال الأمير شكيب أرسلان في كتابه " حاضر العالم " : " قال درنغم ( أحد المستشرقين ): فقول القرآن ( وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) يذكّرنا بأقوال العهد الجديد 000 إننا لو فرضنا وجوب أخذ هذه الآية علي ظاهرها فلا مانع من ذلك حسب عقيدة الكنيسة نفسها، لأنَّ آباء الكنيسة ما زالوا يقولون، إنَّه ليس ابن الله هو الذي صلبه اليهود، وأماتوه علي الصليب، وإنما الطبيعة البشرية في المسيح. وهكذا لا يكون اليهود قتلوا كلمة الله الأبديّة، ولكن يكونون قتلوا الرجل الذي يشبهها، واللحم والدم المتجسّدين في بطن مريم ".
" وقال ( المستشرق ) : فلا يكون القرآن فيما قاله بشأن الصلب إلا مؤيدًا عقيدة الكنيسة الكبري، وهي أنَّ في المسيح طبيعتين: إلهيّة وبشريّة، وأنَّ القتل وقع علي الطبيعة البشريّة فقط 00 " . وقال الأمير أرسلان معلقًا " ولا نريد أنْ نفرغ من هذه المسألة بدون أنْ نُعلّق علي بعض الملاحظات علي ما قاله درنغم فيها. فأمّا ذهابه أنّ مراد القرآن بالآية الكريمة : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ )
إنما هو وقوع القتل علي الجسد فقط، وأنَّ الله بعد ذلك رفعه إليه، (فأن له وجها وجيهاً) لا سيما وأنَّ آية أخرى : " { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } تعزز هذا الرأي " (
كتاب " مقدمة في نشأة الكتابات الدفاعية بين الإسلام والمسيحية " حسني يوسف الأطير: ص 25- 28 ).
(9) وقال الإمام محسن فاني في كتابه الدابستاني في القرن التاسع للهجرة " أنه عندما قبض اليهود علي عيسي، بصقوا علي وجهه المبارك ولطموه ثم أنَّ بيلاطس حاكم اليهود جلده حتى أنَّ جسمه من رأسه إليى قدمه صار واحدًا 000 ولما رأي بيلاطس من إصرار اليهود علي صلب عيسي وقتله قال " أني بريء من دم هذا
ــــــــــ
- 52 -
الرجل وأغسل يدي من دمه " ، " فوضعوا الصليب على كتف عيسى وساقوه للصلب "(
عن كتاب " إنجيل برنابا في ضوء العقل والدين " لعوض سمعان ص 110 ).
(10) وقال الكاتب الإسلامي المعروف خالد محمد خالد ، بعد أنْ تكلّم في فصل كامل عن محاكمات المسيح: " لقد كان الصليب الكبير الذي أعدّه المجرمون للمسيح يتراءى له دومًا " . " المسيح قد حمل الصليب من أجل السلام " ." الصليب الذي حمله المسيح سيف أراد اليهود أنْ يقضوا علي ابن الإنسان ورائد الحق " .
ثم قال " وأريد للمسيح أنْ تنتهي حياته الطاهرة علي صورة تشبه الأحقاد الملتوية، الملتاثة. لخراف إسرائيل الضالة "(
كتاب " معًا علي الطريق محمد والمسيح " ص 34 و 181 ).
(11) ونقل الكاتب محمود أبو ريه فقرات كاملة من الإنجيل بأوجهه الأربعة خاصة بكلام المسيح قبل صلبه مباشرة وكلام المسيح وهو معلق على الصليب وعند قيامته . وذلك كحقيقة تاريخية(
كتابه " محمد والمسيح أخوان " ص 46 ).
(12) ويرى د. محمد أحمد خلف الله (في كتابه الفن القصصي في القرآن الكريم) أنّ القصة القرآنيّة لم يُقصد بها التاريخ، ولكن العظة والاعتبار ولذلك يُهمل الزمان والمكان، وهي تمثّل الصور الذهنيّة للعقليّة العربيّة في ذلك الوقت ولا يلزم أنْ يكون هذا هو الحق والواقع ومن حقنا أنْ نبحث وندقّق. وهذا هو ما كتبه بالنص:
+ " يدلنا الاستقراء علي أنَّ ظواهر كثيرة من ظاهرات الحريّة الفنيّة توجد في القرآن الكريم، ونستطيع أنْ نعرض عليك منها في هذا الموقف ما يلي:
1 - إهمال القرآن حين يقصّ لمقومات التاريخ من زمان ومكان 000 " .
2 - اختياره لبعض الأحداث دون البعض، فلم يعنِ القرآن بتصوير الأحداث
ــــــــــ
- 53 -
الدائرة حول شخص أو الحاصلة في أمة تصويرًا تامًا كاملاً ، وإنما كان يكتفي باختيار ما يساعده علي الوصول إلي أغراضه.
3 - كما لا يهتم بالترتيب الزمني أو الطبيعي في إيراد الأحداث وتصويرها وإنما كان يخالف هذا الترتيب ويتجاوزه .
4 - إسناده بعض الأحداث لأناس بأعينهم في موطن ثم إسناده نفس الأحداث لغير الأشخاص في موطن آخر .
5 - إنطاقه الشخص الواحد في الموقف الواحد عبارات مختلفة حين يكرّر القصة .
6 - وجود مواقف جديدة لم تحدث في سياق القصة التي تصور أحداثًا وقعت انتهت . "
القرآن يجري في فنه البياني علي أساس ما كانت تعتقد العرب وتتخيّل، لا علي ما هو الحقيقة العقليّة ولا علي ما هو الواقع العمليّ " .
" إنَّ المعاني التاريخية ليست مما بُلّغَ علي أنَّه دين يُتّبَع، وليست من مقاصد القرآن في شئ، ومن هنا أهمل القرآن مقوّمات التاريخ من زمان ومكان وترتيب للأحداث 00 إنَّ قصد القرآن من هذه المعاني إنما هو العظة والعبرة أي في الخروج بها من الدائرة التاريخيّة إلى الدائرة الدينيّة. ومعني ذلك أنَّ المعاني التاريخيّة من حيث هي معانٍ تاريخيّة لا تُعْتَبَر جزءًا من الدين أو عنصرًا من عناصره المكوّنة له. ومعني هذا أيضًا أنَّ قيمتها التاريخيّة ليست مما حماه القرآن الكريم ما دام لم يقصده.
" إنَّ ما بالقصص القرآني من مسائل تاريخيّة ليست إلا الصور الذهبيّة لما يعرفه المعاصرون للنبي من التاريخ، وما يعرفه هؤلاء لا يَلْزَم أنْ يكون الحق والواقع، كما لا يُلْزِم القرآن أنْ يُصَحّح هذه المسائل أو يردّها إلي الحق والواقع، لأنَّ القرآن الكريم، كان يجئ في بيانه المعجز علي ما يعتقد العرب، وتعتقد البيئة ويعتقد المخاطبون. ويضيف الكاتب أيضًا :
ــــــــــ
- 54 -
" إنّ القرآن الكريم لا يطلب الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخيّة. ومن هنا يُصْبِح من حقّنا أو من حقّ القرآن علينا أنْ نُفْسِح المجال أمام العقل البشريّ ليبحث ويدقّق، وليس عليه بأس في أنْ ينتهي من هذه البحوث إلي ما يُخَالِف هذه المسائل، ولن تكون مخالفة لما أراده الله أو لما قصد إليه القرآن لأنَّ الله لم يردْ تعليمنا التاريخ، ولأنَّ القصص القرآنيّ لم يقصدْ إلا الموعظة والعبرة وما شابههما من مقاصد وأغراض. ونوجز ما سبق فيما يلي:
1 - القصة القرآنية ، قصة لا تتوافر فيها مقومات التاريخ، ولم يكنْ هدفها التاريخ بل العظة والاعتبار. وهي ما يعرفه المعاصرون للنبيّ من تاريخ، ولا يلزم أنْ يكون هذا هو الحق والواقع.
2 - هناك أقوال جاءت علي لسان بعض الأشخاص، لم ينطقوا بها بل القرآن أنطقها علي لسانهم.
3 - القرآن لا يطلب منا الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخيّة ومن حقّنا أو من حقّ القرآن علينا أنْ نبحث ونفتّش لمعرفة الحدث التاريخيّ كما وقع ومخالفتنا للقصة القرآنيّة لا يمسْ القرآن.
وإذا طبّقنا هذه المبادئ علي حادثة صلب المسيح نري:
+ أنَّ اليهود لم يقولوا أنَّ المسيح هو رسول الله، وإن القول " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ " هو ما يعرفه بعض المعاصرين.
+ إنّ القرآن لا يطلب منّا الإيمان بعدم قتل وصلب المسيح. إذا رأينا من الكتب المقدّسة أو من التاريخ ما يُؤكّد حقيقة صلب وموت المسيح، فالواجب علينا أو من حق القرآن علينا أنْ نُؤمن بذلك، ولهذا فالمسيح قد صُلِبَ ومات علي الصليب.
" إن القرآن لم يقصد إلي التاريخ من حيث هو تاريخ إلا في النادر الذي لا حكم له، وأنَّه علي العكس من ذلك عمد إلي إبهام مقومات التاريخ من زمان ومكان " .
ــــــــــ
- 55 -
" إنَّ وصف عيسي بأنَّه رسول الله في قول اليهود الذي حكاه عنهم القرآن في قوله تعالي: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ }، لا يمكن أنْ يُفهم علي أنَّه قد صدر حقًا من اليهود، فهم لم ينطقوا بهذا الوصف وإنما القرآن هو الذي أنطقهم به، ذلك لأنَّ وصفه بالرسالة ليس إلا التسليم بأنَّه رسول الله وهم لم يسلّموا بهذا، ولو سلّموا بهذا لأصبحوا مسيحيّين، ولما كان بينهم وبينه أي لون من ألوان العداء، ولما كان قُتل وصُلب. إنَّ اليهود إنما يتهمون عيسي بالكذب، ويُنكرون عليه أنَّه رسول الله، ويذكرونه بالشرّ، ويقولون إنَّه ابن زنا وأنَّ أمه زانية. يقول اليهود كلّ هذا وأكثر منه، ومن هنا لم يستطعْ العقل الإسلاميّ أنْ يُسَلّم بأنَّ وصف عيسي بأنّضه رسول الله قد صدر حقًا من اليهود" .
" مصادر القصص القرآني في الغالب هي العقليّة العربيّة، فالقرآن لم يبعدْ عنها إلا القليل النادر، ومن هنا جاءت فكرة الأقدمين القائلة: إن القرآن ليس إلا أساطير الأولين ، وذلك لأنهم نظروا فوجدوا الشخصيات القصصية والأحداث القصصية مما يعرفون
"(" الفن القصصي في القرآن " محمد أحمد خلف الله مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم، وكتاب " قبر المسيح في كشمير " د. صموئيل فريز 151-152 ).
(13) الأستاذ على الجوهري : والذي ترجم عددًا من كتب السيد أحمد ديدات والتعليق عليها، وكان رأيه في قضية موت المسيح، كما بينّا في الفصل السابق، هو كالآتي : " إذا لم يكن معني قوله سبحانه وتعالي : ولكن شبه لهم هو إلقاء شبه المسيح علي شخص آخر غيره، فما هو معناها؟ هل لها معني آخر؟، وما هو هذا المعني الأخير؟ ثم يركّز بعد ذلك علي القول بعدم موت المسيح علي الصليب وإنزاله من علي الصليب حيًا، مغمي عليه(
أنظر تعليقه علي كتاب " أخطر مناظرات العصر، هل مات المسيح علي الصليب" )!!!
وقد تصوّر بذلك أنَّه حلّ مشكلتين الأولي عدم تاريخيّة ومعقوليّة ومنطقيّة إلقاء شبه المسيح علي آخر ، والثانية هي إبطال عقيدة الفداء بدم المسيح.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
- انجيل مرقس 12:32
موقع مسيحيات فقط
http://www.answer-me-muslims.com/