فكرة مسيحيّة 000 وفضلاً عن ذلك نجد أنَّ النصاري لا يعترفون بصحّة إنجيل برنابا كله ،
ولن نجد مسيحيا واحداً يعترف بصحّته . سيقول لك علي الفور أنَّه إنجيلٌ مزيفٌ مُنْتَحَل لا صحّة ولا حُجَّة لكلِّ مُحْتَوَاه . إنَّه أبُوكْرِيفَا.
ولا يصحّ لنا كمسلمين أنْ نُقيم عقائدنا علي أساس من نصوص إنجيل برنابا الذي لا يَعْتَرِف النصاري به ولا يجوز أنْ نثق بنصّ من نصوص إنجيل برنابا ".
رابعاً : " يوجد رابعًا سبب هام وهو عدم قدرة أي مفسّر من القائلين بهذه النظريّة علي تحديد الشخص الذي ألقي الله عليه شبه المسيح عليه السلام. يقول بعضهم - وراجع ما شئت أي تفسير موجز أو مطول - إنَّ الله ألقي شبه سيّدنا عيسي علي يهوذا . ويقول بعضهم : إنَّ الله ألقي شبه سيّدنا عيسي علي شخص يدعي طيطانوس. ويقول بعضهم : إنَّ الله ألقى شبه سيّدنا عيسي علي واحد من أتباعه تطوّع لتحمُّل هذا المصير بدلاً من المسيح بعد أنْ وعده المسيح أنْ تكون له الجنة دون تحديد لهذا الشخص بشيءٍ سوي أنَّه واحد من أتباعه. ويقول بعضهم: إنَّه واحد من حرّاس المسيح.
وأنت تعرف يا صاحبي أنَّه يلزم تحديد شخص واحد بعينه ألقي الله عليه شبه سيّدنا عيسي. وعدم تحديد شخص واحد بعينه يفسد هذا الادعاء تمامًا من الناحية الشكليّة البحتة. ولو مات رجل قتيلاً إثر طعنة سكين، ويريد أحد أنْ يُدافع عن أحدِ المتّهمين بأنَّ شخصًا آخر غير المتّهم هو الذي طعنه بالسكين، لوجب عليه أنْ يُحدّد من هو هذا الشخص تحديدًا قاطعًا. ولو تعدّدت الاحتمالات لأفضي ذلك إلي عدم تحديد القاتل وكان ذلك من مصلحة المتهمين جميعًا مهما كان عددهم كبيرًا .
ولا ريب أنَّ تضارب آراء المفسّرين علي هذا النحو بصدد رأيهم ونظريتهم القائلة بإلقاء شبه المسيح علي شخص آخر غير المسيح يضعف من نظريّتهم هذه إلي حدِّ الانهيار " .
ــــــــــ
- 39 -
خامساً : " وخامس الأسباب الدالة علي فساد نظرية إلقاء الشبه هذه هو أنَّ أي مفسّر لا يستطيع أنْ يقول أو يدّعي أنَّه شاهد شبه المسيح يلقيه الله سبحانه وتعالي علي شخص آخر. ولو زعم أحدهم هذا الزعم لكان زعمه باطلاً بطبيعة الحال. ويزداد هذا الزعم ضعفاً وانهياراً لو لم يملكْ من يزعمه أي دليل علي صحته " .
سادساً : " ضمائر الغائب الكثيرة الموجودة في الآية الكريمة 000 ما شأن ضمائر الغائب الكثيرة الموجودة بالآية الكريمة ؟ وكيف تدل علي خطأ المفسّرين في القول بنظريّة إلقاء شبه المسيح علي شخص آخر غير المسيح ؟
نعرف جميعًا أنَّ ضمائر الغائب المفرد لا بد من إرجاعها إلي شخص تعود عليه ضمائر الغائب. والمعقوليّة شرط لصحّة إرجاع ضمير الغائب إلي من يُفترض رجوع ضمير الغائب إليه 000 (وقد) اختلف المفسّرون الإسلاميّون بشأنه اختلافًا كبيرًا ولم يُصِبْ أحدهم الرأي الصواب في إرجاع هذه الضمائر إلي من تعود عليه بشكل قاطع حتي الآن، إنَّهم جميعًا يُرَجِّحون إرجاع ضمير الغائب إلي المسيح في قول الله سبحانه وتعالى: "وما قتلوه وما صلبوه صحيح تماماً ولكن الاستمرار في إرجاع ضمير الغائب إلي المسيح في بقيّة الآية الكريمة خطأ وغير مقبول، ويُرْبِك المعني الصحيح للآية الكريمة " .
" فإذا وصلنا إلي قول الله سبحانه وتعالى: " وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ". أرجو منك يا صاحبي أنْ نُحَدّد ضمائر الغائب المفردة في هذا الموضع من الآية الكريمة 000 إنَّ ضمائر الغائب المفرد كثيرة في هذا الموضع من الآية الكريمة . قلت : وقد أرجعها المفسّرون المسلمون كلّها إلي المسيح 000 إنَّ ضمائر الغائب المفرد المتكرّرة في هذا الموضع تعود إلي اختلافهم، أي اختلاف أهل الكتاب من اليهود والنصارى في مسألة أنَّ المسيح قد مات علي الصليب أم لم يمت علي الصليب. هذه المسألة اختلفوا فيها ، هذا الشأن " اخْتَلَفُواْ فِيهِ "
وبدءاً من ضمير الغائب المفرد الموجود
ــــــــــ
- 40 -
بآخر حرف الجر هنا تعود الضمائر علي الشأن الذي " اخْتَلَفُواْ فِيهِ " ولا تعود إلي المسيح عليه السلام. هل اختلفوا في أنَّ الشخص الذي حاكموه وقبضوا عليه هو المسيح أو هو شخصٌ آخرٌ؟ هذا احتمال ضعيف جدًا وبالغ الضعف وعديم المعقولية. ويلزم أنْ يكون الرأي السليم سليمًا في نظر كل الناس وليس في نظر المسلمين وحدهم 000 إنَّ أعداء المسيح لو كانوا قد اختلفوا بشأن شخص المسيح وهل هو الشخص الذي حاكموه وقبضوا عليه ووضعوه علي الصليب لكان الأقرب إلي المعقوليّة أنْ يتحروا ويدققوا ويحققوا هذه المسألة كل التحري والتدقيق والتحقيق.
وليس من المعقول طبعًا أنْ يكون هدف أعداء المسيح هو قتل المسيح صلبًا ثم يقبلون بسهولة وبساطة وسذاجة أنْ يقتلوا ويصلبوا شخصًا آخر غيره . لو اختلفوا في شخص المسيح لكان الأقرب إلي الصواب والمعقوليّة أنْ يوقفوا إجراءات تنفيذ الحكم ليتحققوا أنَّ شخص الإنسان الذي يقومون بتنفيذ الحكم عليه . وهذا التحقّق سهل ميسور لهم. وليس هناك أسهل من أنْ يحاوروا ويناقشوا الشخص الموجود بين أيديهم ليكتشفوا حقيقته،
خصوصًا أنَّ اليهود لم يعمدوا إلي قتل المسيح غيلة، بل إنَّهم استصدروا حكمًا بقتله صلبًا من الحاكم الروماني بيلاطس " .
" إنَّ مصلحتهم تفرض عليهم ذلك، إنَّهم يريدون قتل وصلب شخص معيّن وليس قتل وصلب أي شخص آخر غيره " . " يقول الله سبحانه وتعالى : ( مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ) وضمير الغائب الملحق بحرف الجر ( بِهِ ) يجعل المعني – والله أعلم بمراده - هو : "
ما لهم بشأن موته أو عدم موته على الصليب من علم " .
" قال المفسرون : إنَّ ضمير المفرد الغائب هنا يعود علي المسيح، مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ . هل هذا معقول؟ كيف يكون شهود العيان الموجودين حول الصليب الذي ُصلب عليه المسيح ما لهم بالمسيح من علم؟ هل يكون المفسّرون المسلمون الذين لم تطأ قدم أحدهم في الغالب الأعم مكان الصليب، أعلم بالمسيح، وبما لو كان هو
فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
- انجيل مرقس 12:32
موقع مسيحيات فقط
http://www.answer-me-muslims.com/