أفراح الأعياد/ شعر الدكتور محمود السيد الدغيم
أفراح الأعياد
لندن :الخميس 29 – 10 – 2004م
شعر الدكتور محمود السيد الدغيم
فَرِحَتْ شُعُوْبُ الأَرْضِ بِالأَعْيَاْدِ
فِي الْفِصْحِ وَالْغُفْرَاْنِ وَالْمِيْلاْدِ
وَتَجَمَّعَ الأَحْبَاْبُ فِيْ بُلْدَاْنِهِمْ
فِيْ مَوْطِنِ الآبَاْءِ وَالأَجْدَاْدِ
يَتَبَاْدَلُوْنَ مَحَبَّةً وَتَعَاْوُناً
وَيُشَنِّفُوْنَ السَّمْعَ بِالإِنْشَاْدِ
فَتُحَلِّقُ الأَوْطَاْنُ فِيْ عِزٍّ وَفِيْ
مَجْدٍ يَفُوْقُ بَقِيَّةَ الأَمْجَاْدِ
لَكِنَّ أَبْنَاْءَ الْعُرُوْبَةِ وَدَّعُوْا
بُلْدَاْنَهُمْ مِنْ شِدَّةِ الأَحْقَاْدِ
وَتَفَرَّقُوْا مَاْ عَاْدَ يَجْمَعُ شَمْلَهُمْ
فَرَحٌ وَلاْ حُزْنٌ بِيَوْمِ حِدَاْدِ
مُتَشَرِّدُوْنَ وَخَاْئِفُوْنَ وَعَيْشُهُمْ
رَهْنُ الْوَعِيْدِ، وَفُسْحَةِ الإِيْعَاْدِ
وَأَنَاْ كَغَيْرِيْ غَاْئِبٌ وَمُشَرَّدٌ
عَنْ مَوْطِنٍ وَمَحَبَّةٍ وَوِدَاْدِ
سَيْفٌ بِلاْ غِمْدٍ، بِغَيْرِ حَمَاْئِلٍ
وَمَوَاْطِنُ الأَسْيَاْفِ بِالأَغْمَاْدِ
صَدَأٌ يُحَاْصِرُنِيْ، وَيَشْرَبُ مِنْ دَمِيْ
وَيَلِجُّ بِالإِصْدَاْرِ وَالإِيْرَاْدِ
فَكَأَنَّ غُرْبَتَنَاْ جَحِيْمٌ مُطْلَقٌ
شَبَّتْ بِهَا النِّيْرَاْنُ دُوْنَ زِنَاْدِ
نَشْتَاْقُ لِلأَحْبَاْبِ فِيْ أَوْطَاْنِنَاْ
لاْ سِيَّمَاْ فِيْ مَوْعِدِ الأَعْيَاْدِ
لَكِنَّنَاْ نَخْشَى الْعُقُوْبَةَ دُوْنَمَاْ
ذَنْبٍ، وَنَرْهَبُ سَطْوَةَ الْجَلاَّدِ
وَنَخَاْفُ مِنْ ظُلْمِ الْحُكُوْمَةِ بَعْدَمَاْ
صَاْرَتْ ضَحِيَّةَ أَحْسَدِ الْحُسَّاْدِ
وَتَحَّصَنَتْ بِالْمُخْبِرِيْنَ وَأَصْبَحَتْ
تَسْتَأْصِلُ الأَحْرَاْرَ بِالأَوْغَاْدِ
فَتَبَاْعَدَ الأَحْرَاْرُ عَنْ أَوْطَاْنِهِمْ
وَتَجَرَّعُوْا سُماًّ مِنَ الإِبْعَاْدِ
وَالشَّوْقُ يَقْدَحُ فِي الْقُلُوْبِ زِنَاْدَهُ
وَالذِّكْرَيَاْتُ عَلَى الْقُلُوْبِ تُنَاْدِيْ
وَتُنَوِّعُ الأَصْوَاْتَ مِنْ بُلْدَاْنِنَاْ
وَتَجِيْءُ بِالآلاْفِ وَالآحَاْدِ
فَلِكُلِّ رُكْنٍ ذِكْرَيَاْتٌ جَمَّةٌ
فِيْ هَضْبَةٍ أَوْ سَاْحِلٍ أَوْ وَاْدِيْ
وَالذِّكْرَيَاْتُ عَلَى الْغَرِيْبِ مُنِيْرَةٌ
فِيْ لَيْلِهِ كَالْكَوْكَبِ الْوَقَّاْدِ
جَذَبَتْ قُلُوْبَ الْمُخْلِصِيْنَ لأَرْضِهِمْ
وَشُعُوْبِهِمْ، وَمَنَاْهِلِ الْوُّرَّاْدِ
لَمْ نُلْقِ فِيْ بِئْرِ شَرِبْنَاْ مَاْءَهُ
حَجَراً وَ لاْ كُنَّاْ عَلَى اسْتِعْدَاْدِ
كَيْ نَتْرُكَ الْوَطَنَ الْعَزِيْزَ لِغَاْصِبٍ
خَوْفاً مِنَ الإِبْرَاْقِ وَالإِرْعَاْدِ
لَكِنَّنَاْ كُنَّاْ، وَمَاْزِلْنَاْ عَلَىْ
وَعْدٍ لِيَوْمِ تَحَرُّرِ الأَنْجَاْدِ
حَتَّىْ نَعُوْدَ إِلَى الْبِلاْدِ أَعِزَّةً
وَنُحَرِّرَ الْمُنْقَاْدَ مِنْ مُقْتَاْدِ
لِتَفِيْضَ أَنْهَاْرُ الْمَحَبَّةِ بَيْنَنَاْ
حُباًّ وَنَهْنَأَ فِيْ رِحَاْبِ بِلاْدِ
وَيَعُوْدُ لِلْعِيْدِ الْمُضَمَّخِ بِالشَّذَىْ
فَرَحٌ يُبَرِّدُ لَوْعَةَ الأَكْبَاْدِ
وَتُوَدِّعُ اللَّيْلَ الْبَهِيْمَ بِلاْدُنَاْ
وَتَهُبُّ مِنْ غَيْبُوْبَةٍ وَرُقَاْدِ
تَصْحُوْ وَتَغْسِلُ بِالضِّيَاْءِ ظَلاْمَهَاْ
وَتُحَصِّنُ الأَمْجَاْدَ بِالأَطْوَاْدِ
وَتُغَرِّدُ الأَطْيَاْرُ فَوْقَ غُصُوْنِهَاْ
بِسَعَاْدَةٍ مَوْفُوْرَةِ الإِسْعَاْدِ
فِيْ رِيْفِ إِدْلِبَ وَالْمَعَرَّةِ بَعْدَمَاْ
طُوِيَتْ شِبَاْكُ الطَّاْمِعِ الصَّيَّاْدِ
وَيَعُوْدُ لِلشَّاْمِ الْحَبِيْبَةِ عِيْدُهَاْ
بِمَعِيَّةِ الأَجْدَاْدِ وَالأَحْفَاْدِ
وَتُزَغْرِدُ الأُمُّ الْحَزِيْنَةُ حَيْثُمَاْ
وُجِدَتْ بِلاْ خَوْفٍ وَلا اسْتِعْبَاْدِ
وَيُقَرِّرُ الْعَرَبُ الْكِرَاْمُ مَصِيْرَهُمْ
مِنْ عِنْدِ تَطْوَاْنٍ إِلَىْ بَغْدَاْدِ
الدكتور محمود السيد الدغيم
جرجناز - معرة النعمان - سوريا
جامعة لندن SOAS
http://dr-mahmoud.com
|