[مجد حسن]

كاتب النص الأصلي : رانيا

قيل لي ان الغربة قاسية
قلت فليكن فاحيانا يشعر المرء بالغربة حتى في وطنه وبين اهله
قيل لي عليك ان تنسى ماضيك وتاريخك
قلت يكفيني الحاضر
وذهبت الى بلاد الغربة
بلاد النجاح والفرص
كان اول شي صادفني هو صقيع وبرد قارس حتى لتشعر ان راسك اصبح منفصلا عن باقي جسدك
قلت فليكن لا يهم طالما سارضي طموحي واصبح ذا شان
قلت لاتمشى قليلا
صادفني عدد هائل من الوجوه
وجوه بيضاء سمراء بنية وحتى صفراء
قلت هذا هو ما يسمى التقاء الحضارات
ولكني وجدت ان هذه الوجوه بلا ملامح
كذلك الاطعمة بلا مذاق
ووجدت ان علي ان انسى شهادتي الجامعية التي كنت احسد عليها في بلادي
وان علي ان اعمل في محل تجاري او في مقهى لاعيش
وان علي ان امحو شخصيتي واتقمص شخصية اخرى
عندئذ فهمت ما قيل لي عن الغربة
ولكن للاسف بعد فوات الاوان.

الأخت رانيا إذا تحدثنا عن الغربة التي تحدثت عنها فهي بالعكس غربة من النوع المفضل والمرغوب وهو الخروج للدراسة يعني نوعاً ما فيه الموضوع اختيار!!!!!!
ولكن الغربة التي نتحدث عنها هي التي تكون على ( النقرة) الرقبة من الخلف مطبوعة نمرة 46 لبوط عسكري ومعها روح دبر حالك ووفي ديونك!!!!
هذه الغربة المضنية والقاتلة والأكثر إيلاماً( الله لا يدوقك ياها)
أن تنزع عينيك
وتخلع جلدك ولسانك
أن تحرق كل مراكبك ولا تأخذ معك إلا ديونك وحقيبتك البالية
وتتوه في أرصفة وموانئ ومحطات
لتحلم بالعودة من أول لحظة وتترائى لك الصورة احلى هذا هو الوجع الذي نتحدث عنه!!!
وجعنا كلنا ولا نقول الا يلعن اللي كان السبب وفهمكم كفاية!!!!!!