لماذا تحلمون صباح مساء بأن يُطوى الإسلام حتى في المنزل، وبأن نتقمم النظم الغربية التي كانت هي السبب الماحق للأسرة؟ لماذا؟
لماذا تنظرون إلى عدالة الأسرة بالعين العوراء بالعين الحولاء لا بالعين السليمة؟
هل المرأة مكرمة في الغرب أكثر أم عندنا؟ الأعمى يعرف، الإنسان الأمي الذي لم يتعلم من أحكام المجتمعات الإنسانية شيئاً يعرف الجواب.
الملاجئ التي أصبحت في بعض بلدان أمريكا وأوربة تناهز بيوت السكن في الكثرة، أقيمت من أجل استقبال المرأة التي تفرّ من زوجها أو خليلها الذي يلاحقها بالضرب إلى القتل أو الموت. هل هذه الملاجئ موجودة عندنا؟ كم ملجأً عندنا؟ يا خدم! أيها الذين أعلنتم عن عبوديتكم للصهيونية العالمية لماذا تخرسون عن الظلم الذي يحيق بالمرأة في أوربة وأمريكا، وتختلقون المعدوم في العالم العربي وفي سورية.
كل دقيقة ست نساء يضربن إلى درجة القتل أو التحطيم من قبل زوج أو خليل. مقال موجود عندي لامرأة، نعم، بعنوان: فلندعْ أصواتنا تُسمع.
المرأة عندما تتجاوز مرحلة الكهولة وتدخل في مدارج الشيخوخة، في الغرب ما حالتها؟ بالمئة سبعون حالتها العزلة، لا الزوج يتعرف عليها، لا الولد، لا الأخ إطلاقاً. وتنظر عن يمين وشمال فتجد أنها مضطرة إلى أن تلتجئ إلى نوع آخر من الملاجئ، ملاجئ تنتظر فيها المرأة ساعة ارتحالها من هذه الدنيا، قاعة انتظار، رأيناها تلك الملاجئ، تجد المرأة تجلس في تلك القاعة وبرغم التلفاز والملهيات والمنسيات وكذا،.. واحدة تجلس على كرسي العجزة، وأخرى تتسلى بشيء في يدها، وكلهن وقت الأكل يأتي الأكل،... قاعة انتظار مثل قاعة الانتظار في المطار.
كل عدة أيام تموت إحداهن فيأخذونها وهكذا، هذا مصير المرأة التي تدخل في مدارج الشيخوخة.
المرأة عندنا كيف؟ كلما تقدمت بها السن تزداد هالة القداسة حولها، أكذلك أم لا؟ كلما تقدمت بها السن تصبح سيدة المنزل ولا يقطع دونها أمر، أليس كذلك؟ مع ذلك أصحاب العين العوراء لا ينظرون إلى هذا الواقع الذي يرفع الرأس، والذي كان بفضل ديننا وبفضل إسلامنا أيها الإخوة، هذه البقية الباقية التي نعتز بها - الأحوال الشخصية - هذه أيضاً يريدون نسفها.
ثم الغرب جنة وارفة الظلال، ومن ذهب واحتكّ بالأُسَر والمجتمعات يعلم حقيقة هذا الأمر.
إذن زبدة الكلام الذي من أجله طويت الدرس، وهنا استخرت الله مرتين، وأنا لا أخطو خطوة - أيها الإخوة - والله إلا بعد أن أستأذن ربي، لا أبحث عن رضا إنسان ولا عن سخط إنسان، نعم، ولكني وجدت أن هذا واجب. افتحوا بصائركم قبل أبصاركم جيداً، إياكم ومن يريد أن يمزق قدسية وحدة هذه الأمة. إياكم أن تستجيبوا لرعونات ما يسمى نساء سوريات، ومجتمع كذا.. إلى آخره، وبعضهم غير مرخص، نعم.
وآخر ما أريد أن أقوله رجاءٌ تقدمت به إلى أعلى سلطة في سبيل تقريب هذه الوحدة، وفي سبيل حمايتها وحراستها: أن نحرص على أن تكون مرجعيتنا الإسلامية مرجعية واحدة. وذلك من خلال إيجاد مجلس إسلامي أعلى، لجنة إسلامية عليا، أيِّ الألفاظ... كلها مصطلحات متقاربة، نعم، أفرادها معروفون، من هذه البلدة، من رجالها، معروفون بالعلم الغزير، بالإخلاص لله، بعدم وجود خلفيات انتمائية لأمور سياسية، ...منظمات و.. و.. إلى آخر ما هنالك. معروفون بولائهم الديني والوطني بحيث تمتص هذه المرجعية فقاقيع الخلافات التي تبذر من أجل خلق فتنة، وأعتقد أن هذا سيكون إن شاء الله تعالى.
وبعد هذا كله أيها الإخوة: الأمل - هذا كلام ذكرناه لأنه واجب، يجب أن نتكلمه، ربنا يكلمنا بهذا الشيء أن نقوله - الأمل معقود بحماية الله لهذه الأمة، الأمل معقود بما بشرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشام في أحاديث صحيحة: ((بينا أنا نائم استلب عمود الإسلام من تحت رأسي فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع في الشام، ألا إن الأمن والأمان - عندما تكون الفتن - في الشام)).
نحن واثقون بهذا الذي يقوله لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن يا إخواننا - عندما يبشرنا رسول الله، وعندما نرى أننا قد شُرِّفنا بأن أقامنا الله فوق هذه الأرض المقدسة، الباري وصفها في القرآن بأنها مقدسة، عندما نعرف هذه النعمة الإلهية التي أكرمنا الله بها ما الذي يجب علينا فعله؟ أليس من الواجب علينا شكره قادةً وشعباً؟ أليس الواجب أن نشكره؟
وكيف نشكره؟ بالكلام. لا، يجب أن نرعى هذا الدين، يجب أن نحمي هذا الدين، يجب أن نكون حراساً لهذا الدين بالنسبة لتربية الجيل، بالنسبة لتثقيف الجيل بالثقافة الإسلامية، بالنسبة للمبادئ والقيم الإسلامية ألا تنتهك في أي موقع من المواقع بشكل من الأشكال. نعم، دروس التربية الدينية - أيها الإخوة - هي عبارة عن سدى ولحمة الأمة. وحدة الأمة ينبغي أن تعطى فعاليتها، الآن هذه أيضاً من جملة الأسباب التي تحدث زوبعة قال وقيل وفتن وما إلى ذلك. ست أو خمس ساعات من ساعات التربية الدينية في الابتدائي أصبحت في مهب الريح. لماذا؟ ما السبب؟ الآن الآن بالذات؟ ولكن أنا واثق أن قادتنا أصحاب البصائر اليقظة سيحرسون هذا النظام وهذه البلدة من أن يعبث بها عابث. والعبث ليس فقط في القاعدة الشعبية، ممكن أن يتسلل أحدهم إلى منظمة من المنظمات، نعم، يعبث أيضاً.
إذن هذه البلدة التي أثنى عليها السيد الرئيس الآن بلسان القرآن، - لا يجوز أن نقول بلسان الله، وإنما بلسان القرآن - ألا يقتضينا ذلك أن نشكره؟ الشكر كيف يكون؟ رب أقامنا على هذه الأرض المقدسة. قدسية الأرض انعكاس لقدسية الناس، أنتم لو لم يكن ربي يحبكم لم يقمكم هنا. لذا يجب أن نعرف قيمة هذه النعمة، يجب أن تكون أعيناً حارسة لهذا الدين، الغرب يهدف من كل ما يفعله إلى القضاء على الإسلام، كما قال بوش الجد: ((تدمير إمبراطورية المسلمين عن طريق القضاء على الإسلام)).
إذن أنا ماذا يجب أن أفعل؟ يجب أن أكون أكثر تمسكاً بها، يجب أن أكون أكثر اعتزازاً بها. في الوقت نفسه نفرق بين الإفراط والتفريط، نفرق بين العدل وبين - أنا لا أستعمل كلمة الإرهاب ولكن أستعمل الكلمة المعروفة في الشريعة الإسلامية، كلمة التطرف، كلمة الغلو.
هذا الذي جرى بالأمس في الأردن هذا عبارة عن أسوأ سلاح وأمضى سلاح للقضاء على الإسلام، وأنا على يقين أن الذين قادوا هذا الذي قضى على حياته ذليلاً عبداً لمن كلفه.. بعد أن غُسِل دماغه، وزرع في دماغه الباطل بعد أن كان الحق مهيمناً عليه، وبطريقة ما ذهب ففعل هذا، والهدف من ذلك أن يشوَّه الإسلامُ وأن يتأتّى للصهيونية العالمية ولأمريكا أن يقولوا: انظروا هذا هو إسلامكم، إذن فنحن معذورون إذا حاربنا هذا الإسلام.
اللهم لك الحمد وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وعليك التكلان.
وصل الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|