الموضوع: قضية الحريري
عرض مشاركة واحدة
قديم 11/12/2005   #3
صبيّة و ست الصبايا آية اللطف
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ آية اللطف
آية اللطف is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
سوريا
مشاركات:
242

افتراضي


الهدف ليس انتصاراً لبند من بنود قانون، أو إلغاءً لبند، أبداً، الهدف الإثارة، الهدف إثارة زوبعة، الهدف إحداث شقاق، لعل هذا الشقاق الداخلي يكون ثورة داخلية، ومن ثم تلتقي الثورة الداخلية مع الخط الخارجي في هذا الموضوع.

هذا شيء واقع، نعم، ولم يكن بالأمس هذا الشيء موجوداً، ونحن نقول - وقلت بالأمس -: ما الذي يحتاج إليه قانون الأحوال الشخصية السوري من تغيير وتبديل؟ كم وكم وكم غُرْبِل ونُظِر إليه ونظِر إليه. أصبح هذا القانون قانوناً مؤلفاً من مجموعة المذاهب الفقهية الأربعة أخذت ونُسِّق منها ما هو أقرب إلى حاجة المجتمع، وما هو الأقرب إلى إعطاء كل ذي حق حقه. الواقع: ليس في الإمكان أبدع مما كان. لا المرأة مهضومة في هذا القانون، ولا قانون الميراث فيه ظلم، ولا الطفولة مهضومة في هذا القانون. لماذا ألِّف قانون الأحوال الشخصية من المذاهب الأربعة بل أكثر من المذاهب الأربعة أيضاً؟ من أجل أن يغطي هذا القانون الحاجات الاجتماعية المعاصرة اليوم ومن أجل أن ينال كل ذي حق حقه.

المرأة، ماذا تريدون الآن؟ ولماذا تأسفون على موضوع المرأة؟ المرأة فتح أمامها باب الوزارات. البلد يرحب بكل امرأة تريد أن تتبوأ مكان الوزارة. المرأة أصبح لها مركز واسع واسع في مجلس الشعب، لا تصد امرأة كما تصد رجلاً، المرأة أصبحت نقابية، المرأة أصبحت تتبوأ القضاء، تتبوأ المراكز كلها.

لا يوجد مشكلة، ولكن المشكلة أن الأمة واحدة وينبغي ألا تبقى واحدة. المشكلة أن هذا الخط الذي وضعه الثنائي الصهيوني والأمريكي لكي ينجح لابد له من زوبعة داخلية.

إذا عرفنا هذه الحقيقة أعود فأسأل: ما واجبنا نحن أيها الإخوة؟

واجبنا التضامن، مزيد من لحمة النسيج الأخوي، لابد من أن نسد الثغرات فيما بيننا. هذا من ناحية الشعب.

الدولة هي الأخرى لابد أن تقوم بدور فعال من أجل دعم الوحدة التي تسمى الوطنية، الوحدة وحدة وهي مقدسة مهما كان اسمها، نعم.

وأنا هنا أقول لإخواننا المسؤولين، وأسأل الله لهم التوفيق لما يرضي الله عز وجل: عندما ننشد دعم الوحدة الوطنية، فالوحدة الوطنية لا تتحقق عن طريق الشعب وحده، كما أن الكف الواحد لا يمكن أن يصفق وحده. الوحدة الوطنية يتم دعمها بالتعاون، الشعب ينبغي أن يسقط من ذهنه المصالح الخاصة الجزئية، وأن يضحي بها في سبيل مصلحة الأمة، لا الأمة السورية؛ مصلحة الأمة الإسلامية كلها. وهنا نلجأ إلى قانون الشريعة الإسلامية ا لذي يأمرنا أن نأخذ بسلم الأولويات. كذلك الدولة ينبغي أن تسعى سعيها لسد الثغرات بينها وبين الشعب، ناظرة إلى القانون ذاته وهو تحكيم سلم الأولويات.

أنا الآن عندما أعزف على هذا الوتر (دعم الوحدة الوطنية) يأتي من يبكي ويقول: أنا مضام، أنا أعاني من كذا، وكذا، قريبي في الخارج منذ سنوات لم يتح له إلى الآن أن تكتحل عيناه بمرأى بلده ووطنه سورية.

نعم، الآخر يقول: فلان من أقاربه في السجن، وقد أمضى مدته وأنفذ حكمه ولم يطلق سراحه بعد.

الآخر يقول لي: كذا وكذا.

الواقع أنني أستطيع أن أحاججه، وإذا كان الشعور الإسلامي نامياً بين جوانحه سيقتنع. أقول له: صحيح، لكن يا أخي اطوِ مصلحتك الجزئية الشخصية في سبيل مصلحة الأمة. الآن إن نجحت الخطة الأمريكية الصهيونية والله قريبك وأنت وبلدك كلها يذهب. ممكن أن أقول له هذا الكلام، وأحاكمه إلى قرارات الشريعة الإسلامية: الأخذ بسلم الأولويات. نضحي بالتحسينيات في سبيل الإبقاء على الحاجيات، نضحي بالحاجيات في سبيل الإبقاء على الضروريات.

لكن مشاعر الإنسان تبقى مشاعر، يقول: لا بأس. لكنه يبقى مجروحاً. وعندما يكون مجروحاً عدوّي ماذا يفعل؟ يستغل جراحه، يوظف جراحه.

لذلك أنا مضطر أن أقول لإخواننا المسؤولين: يا إخواننا يد واحدة لا تصفق. أعلنوا العفو، أوجدوا نسيجاً من الحب والوئام. سامحوا... عندما أقول: سامحوا، أبداً لا أقولها مضحياً بالوطن في سبيل العاطفة، أبداً. كيف؟ هنالك قياديون في الخارج باعوا أنفسهم.

الآن تجد أن أمريكا تخطط للقضاء على بلدك، على سورية، وتخطط للقضاء على الإسلام، وأنت تتفاوض مع العدو المشترك؟!

كان الجواب: أنا مستعد أن أتفاوض مع الشيطان، في سبيل الوصول إلى ما نريد.

هذا الكلام... هؤلاء الأشخاص مبتورون من مجتمعنا نهائياً، طبعاً هذا الكلام، كلامٌ الرعونةُ هي التي تجعله يطفو على لسان هؤلاء الناس، لأن الشيطان الذي يعينه على إعطائه عشرة بالمئة من حقوقه ينهب له تسعين بالمئة من حقوقه. صحيح أم لا؟ هل يوجد شيطان إن كان شيطان أمريكا أم إسرائيل أم غيرها، يمكن أن تقدم له معونة تفرحه بها دون أن تأخذ منه أضعاف أضعاف أضعاف ذلك؟ إذن هو خاسر.

إذن - أيها الإخوة - نعم الوحدة الوطنية تكون بالتعاون من الطرفين، وأنا عندما أقول هذا الكلام أقول وأستدرك: كل من يضع مصالحه الشخصية القريبة، أو مصالحه السياسية القريبة لا يبالي أن يضحي بمجتمعه، ببلده. لا يبالي في سبيل ذلك أن يجعل من نفسه خادماً لهذا العدو الذي نتحدث عنه، لا، هذا مبتور عن مجتمعنا، الشعب بتره عن نفسه. والغريب أنه اليوم هنالك من يمزقون الإسلام بعد أن يرتدوا قناع الإسلام، وهذه أخطر طريقة للقضاء على الإسلام، يمزق الإسلام وهو يلبس قناع الإسلام.

وهذا يجعلني أقف دقيقة ببيان آلامي ومشاعري المؤسفة لما حصل البارحة في الأردن، الكوارث كثيرة تأتي، لكن أخطر من الكارثة التي قضت على هذه الأرواح البريئة القناع الذي ارتداه هؤلاء المجرمون، هو قناع الإسلام: جماعة منتحرون انتحروا في سبيل هذا وهم يزعمون أنهم يتقربون إلى الله بالشهادة، تتقرب إلى الله بالشهادة بقتل برآء؟! بقتل برآء؟! تتقرب إلى الله بتمزيق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((من خرج من أمتي على أمتي لا يفرق بين برها وفاجرها ولا يتحاشى مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني)). نعم، هذا ما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ها نحن هؤلاء نعلن ونقرر في كل يوم أن جسم الكيان الإسلامي بريء منهم، وأن علينا أن نفصل بين الحق الذي يتمثل في الإسلام والنابض في أحكام الله عز وجل وهؤلاء الذين يتسللون إلى الإسلام كالجرثومة القذرة التي تسلل إلى الجسم السوي.

لكن أعود فأقول: هنالك خارج سورية أناس والله أنا أعلم أن أفئدتهم تفيض حباً لبلدهم، وأنهم مخلصون لهذا النظام الذي يرعى هذه الحقوق، لاسيما السياسة الخارجية التي تحدثنا عنها والتي تقتضي أن يرفع كل إنسان الرأس بها. وكم هم في شوق لاهب إلى أن يعودوا إلى وطنهم، لكن الأبواب لا تزال غير مفتحة أمامهم، وأنا أعلم أن المسؤولين قد وعدوا، وأنهم بصدد فتح هذه الأبواب على مصارعها، لا، أقول: على مصارعها. بعد نخل، لابد من النخل، من أجل أن نتحاشى هؤلاء الذي يقولون نحن مستعدون أن نتعاون مع الشيطان. نعم، بعد النخل، وهم إذا كان الأمر كذلك فنحن نستبشر إن شاء الله.

الوحدة الوطنية هكذا تتحقق، نعم، الآلاف الذين يعيشون في الجزيرة وليست لهم جنسية إلى الآن، لكن اليوم كُررت البشارة بأن هذا الحق أيضاً سيصل إلى أصحابه.

المطلوب منا - أيها الإخوة - أن نعي واجبنا، نحن لا نملك غير هذا. سلاحنا وحدتنا، سلاحنا تضامننا، ودور الدولة هو دور التفاعل لتحقيق مزيد ومزيد من هذه اللحمة.

إذا عرفنا هذا، فإياكم وهؤلاء الذين يصكون آذانكم بالحديث عن الأحوال الشخصية، وما إلى ذلك، وحقوق المرأة، وحقوق الرجل، اعرفوا أن هؤلاء عبارة عن خدم لتحقيق الخطة الخارجية التي تحاك ضد الأمة العربية والإسلامية.

قولوا! أين كنتم قبل أن تهب هذه العاصفة من حولنا؟! أين كنتم؟ ما الشيء الذي تنقمونه في قانون الأحوال الشخصية؟ لماذا الآن تريدون أن تمزقوا نسيج الوحدة العربية السورية التي هي القلب النابض لهذه الأمة أيضاً؟ لماذا؟


نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03366 seconds with 10 queries