(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ
وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157)
الإجابة ..
أولا ... ليس من حق السيد نيومان أن يسأل تلك الأسئلة .. فهو يؤمن بأمور مشابهه بتسليم مطلق .. !!
و رغم ذلك يعيب ذلك و يطالبنا بتفسير منطقي .. مثلا ..
1- لماذا انتظر الله آلاف السنين ليعلن عن حدوث الخطيئة المزعومة؟
2- إذا كان الله قد خلق آدم وحواء ليبقيا في الجنة فلماذا لم يحمِهما من كيد إبليس؟
3- لماذا لا نرى تصريحاً واحداً في العهد القديم عن الخطيئة أو بنوة الله أو تقسيمه إلى اثلاث؟
4- كيف أن الرب الإله لم يرد أن يكشف أنه مثلث الأقانيم إلا بعد آلاف السنين بحساب سفر التكوين من آدم حتى إقرار عقيدة التثليث في عام 375م تقريبًا ... ؟؟
5- موقف الرب الإله في الكتاب المقدس من العقيدة فهو الذي يكتنفه الغموض الشديد. لقد ترككم تختارون أسفار الكتاب المقدس في مجامع متعددة. كل مجمع يُخَطِيء الذي قبله. ولكل فرقة أسفارها الخاصة بها. ثم ترككم تألهون المسيح في مجمع نيقية 325م ولم يخبركم أن الروح القدس إله إلا بعد مرور 50 عامًا على تأليه المسيح، ليكتمل بذلك الثالوث. ثم ترككم تتخبطون في ماهية المسيح. هل هو طبيعة واحدة أم طبيعتان ....... الخ. وترككم تنقسمون إلى أديان شتى يُكَفِّر بعضكم بعضًا، ويحرم بعضكم الزواج من بعض. ولم يرشدكم الرب الإله حتى الآن لتتفقوا على اسمه هو وعلى ماهية ابنه!!! فلماذا ترك الرب الإله البشرية كل هذا الزمن ولم يعلم نبيًّا من أنبيائه بأنه مثلث الأقانيم؟؟؟!!! ولماذا لم يُعْلِم السيدة مريم أن ابنها إله؟؟!! ولماذا لم يحدد لكم أسفار كتابكم؟؟!! ولماذا لم يحدد لكم ماهية المسيح؟؟!! ولماذا يترككم حتى الآن مختلفين اختلافًا شديدًا في أصول الدين وعقائده؟؟!!
6- لماذا الرب الإله لم يرسل ابنه فداءً للبشرية بعد خطيئة آدم مباشرة؟؟!!
7- هلا تفضلت أنت وشرحت لنا سبب تأخر وانقطاع الوحي بعد ملاخي النبي اكثر من أربعمائة سنة ؟ .. و لا تقول كما قلت أن ذلك فقط يتعلق بنبؤات .. !! .. فإن المسيح لم يكن في اعتقادكم ( مجرد نبوءة ) .. بل هو " المخلص " الذي سينزع عن البشرية خطيئتها .. و سؤالي السابق ( رقم 6 ) و التالي ( رقم 8 ) إذا فهمتة ستفهم مغزى سؤالي .. إذ أن الثلاثة اسئله كلها تدور حول ذلك المغزى .
8-على نفس سياق تفكيرك هو هو نفس سبب ترك الرب العادل عندكم كل الأمم السابقة قبل حادثة الصلب المزعومة تحمل الخطيئة لماذا ياترى وماحال الأمم قبل تلك الحادثة هل كانوا يعذبون بها ام لا ؟؟
و ننتقل الآن للإجابة عن السؤال ..
س : اذا كانت الآيات تنكر حقيقة صلب المسيح فعلا ، فلماذا يصمت الله لمدة تزيد عن ستمائة سنة كاملة ؟؟
ج : ادعائك بأنة لم يكن هناك حقيقة بأن المسيح لم يصلب و أنة قد شبة لهم لمدة 600 سنة هو ادعاء كاذب ... فأنا أؤمن بأن هؤلاء كانوا موجودين حتى فترة قليلة جدا من ظهور محمدا صلى الله علية و سلم .. و يدل على ذلك معتقدات الغنوصيون و الأبونيون و التي استمرت بعضها حتى قرب البعثة بعده سنوات (( و لا يعنينا هنا أن تقول بأن الغنوصيون أو الانوبيون مهرطقين فنحن لا يعنينا من المهرطقين في نظركم أصلا لأنكم في نظرنا عبارة عن طائفة من المهرطقين بدئا ببولس رسول النصرانية وصولا بك أنت شخصيا )) ..
فأنت تعتمد على مجموعة من الكتب مجهولة السند و مجهولة المصدر ... و ليس عندك نسخة أصلية واحدة تستطيع أن تدعي بها أنك قد استلمت الايمان صحيح بناء عليها ... !!
والتاريخ يشكك في أن البشيرون الأربع هم الذين كتبوا الأناجيل. إن الأناجيل التي بين أيدينا هي نسخ أخذت عن أصل مفقود فمن الخطأ أن تقول أنكم تحملون الرسالة الحقيقية و تلك الطوائف لا .. لأنكم أصلا لا يوجد دليل واحد على إيمانك يحتمل النقد !!
فأنت المهرطق لا الابونيين ...
و عموما فإن وجود العديد من الفرق التي كانت تنكر صلب المسيح علية السلام و كذلك الوهيتة يقطع بأن هناك من كان يؤمن بذلك حتى فترة قريبة من ظهور سيدنا محمد صلى الله علية و سلم ..
فمثلا هناك الأبونيين !!
من هم الأبونيين ؟؟
يقول د. رمسيس عوض في كتابه " الهرطقة في الغرب " : -
" الأبيونية _ وهي كلمة عبرانية معناها الفقير أو المسكين _ حركة قريبة الشبه بالتهويدية( إحدى حركات الهرطقة في القرن الأول الميلادي) من حيث استمساكها بدرجات متفاوتة بالتعاليم الموسوية , انتشرت في فلسطين والمناطق المجاورة مثل قبرص وآسيا الصغرى حتى وصلت إلى روما . وبالرغم من أن معظم أتباعها من اليهود فقد اتبعها عدد من الأمم ( أي من غير اليهود) . ظهرت الهرطقة الأبيونية في أيام المسيحية الأولى لكنها لم تصبح مذهبا له أتباعه ومريدوه إلا في أيام حكم الإمبراطور "تراجان" (52 _117 م).
واستمرت في البقاء حتى القرن الرابع الميلادي فيما يقول المؤرخون أو نحو منتصف القرن الخامس الميلادي فيما يقول الأنبا " جريجوريوس"…
…ويقسم الباحثون "الأبيونية " إلى ثلاثة أنواع :
1- الأبيونية الفريسية المتطرفة .
2- الأبيونية المعتدلة
3- الأبيونية الأسينية.
و ما يعنينا هنا هم الأبونية المعتدلة فهم الأقرب إلى الفهم الاسلامي ...
النوع الثاني من الأبيونيين فيسميه الأنبا " جريجوريوس" الأبيونيين المعتدلين الذين اتفقوا مع النوع الأول على أن يسوع هو المسيح المنتظر وعلى إنكار لاهوته …
و يذهبون إلى الإيمان بمعجزة ميلاد المسيح من مريم العذراء .
هذا الموقع به الكتابات الخاصة بالأبونيين ...
http://www.comparative-religion.com...nity/apocrypha/
http://www.anssar.com/nadera1_files/fer%20on.jpg