بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
قولك :
فإذا اردت أنا أن أكرر عبارتك بصورة مسيحية فسأقول (يهوه هو إسم الإله المعبود)
من أين جئت بهذا الاسم للإله ( يهوه ) ؟؟؟؟
بالتأكيد من كتابك المقدس بالنسبة لك والذي لم يرد ذكره في كتابنا ( القرآن ) ومع ذلك لك أن تعتقد أنه اسم للإله طالما أنه ذكر في كتابك وأيضا بالنسبة لنا لفظ ( الله ) ذكر اسم للإله في القرآن الكريم ولذلك نقول إنه اسم الإله المعبود بحق
والذي فهمته من كلامك :
أنك تستشكل لفظ الشهادة أساسا وأنك استنتجت من هذه الشهادة أننا نتمسك باسم الله ولا نستبدله بغيره وقد ذكرت لك في الرد السابق سبب تمسكنا بلفظ الله عن لفظ الإله وأننا نؤمن بشخص النبي وليس برسالته ولا أدري ما وجه الترابط بين الشهادة وما استنتجته منها
وعلى كل فبما أن الله عز وجل قد اختار لنا هذه الشهادة على لسان رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام فهي بكل تأكيد قد قامت بمضمون هذه الشهادة على أكمل وجه وعدم إمكانية وجود عبارة أفضل منها وإلا لأخبرنا الله عز وجل بها
على فكرة وأنا أفكر في هذه العبارة التي كتبتها خطر في بالي أن عبارة ( أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) فيها تأكيد لنبوة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يأتي زمان ويعبد من دون الله فهي واضحة وصريحة أما التي ذكرتها فلا يوجد فيها تأكيد لمعنى النبوة
وقولك :
أنا أعرف عقيدتك يا أختى العزيزة، ولكن سبق لى شرح هذه النقطة وأثبت بطلانها بالعقل وأن العقل يوافق عقيدتنا نحن ولم يعلق أحد
وسأضع لك ما كتبته من قبل وأسعد بتلقى تعليقك عليه
الذي أعلمه أن هناك فرقا بين الحياة والروح علميا وإلا فهل تعتقد أن الخلية في الأساس تملك روحا وما دام الأمر قد ورد في عقيدتي كما ذكرت فليس بإمكاني إلا الاعتقاد به كما ورد لأن العلم حاليا عاجز عن تفسير حقيقة الروح وأرجو من الأخوة المسلمين الذين يعلمون عن هذا الموضوع تفصيلا التكرم علينا بتفصيله ليتوضح أكثر
وقولك :
نعم يا أختى الفاضلة ... لا نؤمن بالجن ولا نؤمن أن الله خلق جن،
بالطبع أنت حر في عدم الاعتقاد بوجودهم ما دام كتابك لم يذكرهم لك فالإيمان بهم يبقى من جملة الإيمان بالغيبيات التي أخبرنا بها الله عز وجل عن طريق رسوله الكريم الذي بلغنا بكلام الله جل وعلا الذي ذكر فيه الجن ولذلك نؤمن بوجودهم
ولا يحق لنا مطالبتك بالإيمان بوجودهم طالما أنك لم تؤمن بالذي أخبر بها
وقولك :
فكما قلت لك أن خطيئة أدم أدت لوجود صفة بنفس أدم لم يخلقها الله به ولذلك إستحقت نفسه الموت
فالملاك الذى صار شيطانا أيضا اضاف لنفسه صفة لم يكن قد خلق بها وأصبحت نفسه مختلفة عن نفس باقى الملائكة، ولذلك إستحق الموت هو وجنوده، وصار شيطانا بعدما كان ملاكا، بينما بقى باقى الملائكة كما هم دون تغيير
أولا يجب أن تعتقد اعتقادا جازما أن لا أحد من المخلوقات مهما أوتي من قبل الله من إرادة حرة بإمكانه أن يضيف أو يحذف شيئا لم يخلقه الله فيه وإلا لكان الله عاجزا عن دفع ما لا يريده من أفعال المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
ولو لم يكن من ضمن إرادة الله عز وجل أن يخطئ آدم عليه السلام لما خلق الشجرة أساسا بل ولما أعطاه الإرادة بل ما معنى الإرادة في الأساس إن لم تكن استطاعة فعل الخير أو الشر ؟؟؟؟؟
فبذلك يكون الله وحده هو الذي خلق الإرادة - استطاعة فعل الخير أو الشر – في الإنسان أو غيره كما نعتقد
وقولك :
وتفسير هذه الأية أن أى خطيئة يفعلها الإنسان تستحق جهنم، فلا يوجد لدينا كبائر ولا صغائر
الموت المقصود فى العقوبه هو الإنفصال عن الله وعدم القدرة على الوجود معه ثانيه
فالنفس التى تموت لا تستطيع أن تصل لله ثانية (الجنة) ويكون مصيرها الموت (جهنم)
والشيطان أخذ حكم الموت أيضا وجميعنا يعرف أين هو، وكل نفس أخذت حكم الموت ولم تتخلص منه ستكون هناك أيضا
صحيح أنه توجد ذنوب صغيرة وذنوب كبيرة في شريعتنا وهذا من رحمة الله بنا ولأن هذه الكبائر هي أمهات الذنوب والموصلة لكل إثم وإثمها متعد حتى الصغائر في حالة الإصرار عليها تصبح كبيرة للاستهانة بالله وعدم إثبات حقه من التعظيم وكلها تكفرها التوبة الصادقة إن كانت صغيرة أم كبيرة إلا أن يكون هناك حقا للعباد فتبقى معلقة حتى يسامحه صاحب الحق قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
ومادمت تعلم أن الإنسان لا بد أن يعصي فمعنى ذلك أنه مستحق لجهنم مهما فعل فما فائدة إيمانك بخلاص المسيح ؟؟؟؟
بل كيف يكون الإيمان بالمخلص في اعتقادكم قد خلص من حكم الموت ( جهنم ) والذين ولدوا وماتوا من قبل المسيح عليه السلام قد شملهم الخلاص أيضا وهم لم يؤمنوا به ؟؟؟؟؟
لوكان خلاص المسيح للخطيئة الأولى فيجب أن يشمل ذلك المؤمن به وغير المؤمن لأن سيدنا آدم عليه السلام صاحب الخطيئة الأولى لم يؤمن بخلاص المسيح لفارق الزمن بينهما
وأما قولك :
أولا : هل لديك دليل على قولك هذا أن الشيطان لو تاب لعاد ملاكا؟
ثانيا : لو كانت التوبة كافية، لم ظل بنى إسرائيل يقدمون ذبيحه على المذبح؟
قال تعالى : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )
فسبب توبة الله على آدم عليه السلام توبته وإنابته لله تعالى وبذلك يكون غضب الله على الشيطان الرجيم هو عدم توبته وعلم الله تعالى السابق بأنه لم ولن يتوب حتى يوم القيامة
يا أخي بنو إسرائيل شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم وحتى بعد أن أرسل الله لهم سيدنا عيسى عليه السلام الذي كله رحمة ليرحمهم به ويخفف عنهم بعض الذي كلفوا به كفروا به وبقوا على تشددهم بل ورموه بأقبح الشتائم وحاولوا قتله لولا أن نجاه الله منهم فنالوا غضب الله تعالى ثم أعطاهم فرصة أخرى بإرسال خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فكفروا به أيضا مع علمهم بصدق نبوته وآذوه وحاولوا قتله مرارا وحرضوا عليه القبائل فاستحقوا أيضا سخط الله عليهم ولن تنفعهم ذبائحهم شيئا إن لم ينصاعوا لأمر الله جل وعلا ويؤمنوا بجميع أنبيائه عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم
فالعبرة برجوعهم إلى الحق واتباعهم له وليس بالذبائح فلو بقوا يذبحون وعقيدتهم فاسدة كيف سيغفر لهم ؟؟؟؟
ثم بالله عليك كيف تكون توبة على رقاب الكثير من الأبرياء وتشريدهم ؟؟؟؟؟
وعلى كل تبقى الذبيحة من جملة القيام بشروط التوبة إن اشترط الله قبول التوبة بها كما ذكرت من أحكام الحج في الإسلام فنحن لا نقوم بها لأن الله لا يقبل توبة إلا بذبيحة ولكن لورود الأمر بالذبح فنحن نمتثل للأمر بدليل عدم ورود ذلك في غيرها من الذنوب فمنها ما يوجب تكفيرها الحد مثلا مثل السرقة والزنا فالتوبة تكون على مراد الله جل وعلا
ولا بد أن يصاحب كل أشكال التوبة الظاهرة التوبة الباطنة من الإقرار بالذنب وطلب الصفح والغفران ممن بيده الأمر كله
وقولك :
فى جميع الأحوال نفس الفعل، ولكن تتغير صفة المرأة من عذراء لإمرأة حتى لو لم تعاشر أحدا بعد أول مرة
فهناك فرق كبير بين أول معاشرة وبين المعاشرة الزوجية على وجه العموم
فمن المرة الأولى تغيرت صفة المرأة تغيرا مباشرا، وهذا تغيير للصفة أو الحالة التى كانت عليها قبل أول معاشرة
ولكن هل غياب هذه الحالة عن الوجود يعني أنها لم تكن مخلوقة في علم الله جل وعلا بمعنى :
أن الله خلق المرأة عذراء وأراد لهذه العذرية أن تلغى بالتزاوج فهل يمكننا القول التزاوج خلق في المرأة شيئا لم يكن موجودا عندها في الأصل ؟؟؟؟
بالطبع لا يمكن وكذلك سيدنا آدم عليه السلام خلقه الله مستعدا لفعل الخير والشر وإن لم يكن أولا قد اكتشف هذه الصفات في نفسه فهذا لا يعني عدم وجودها أصلا
وقلت :
من أعطاك هذه الصورة عن ضعف الإنسان
الإنسان هو مخلوق الله الوحيد (حسب علمنا) الذى يمتلك حرية الإختيار
الإنسان هو مخلوق الله الوحيد الذى قال عنه الكتاب المقدس على صورة الله ومثاله
التصور الإنسانى للقوة عند بعض محدودى التفكير يتحصر فى القوة البدنيه، وهذا خطأ فالإنسان فعلا من أضعف المخلوقات بدنيا، ولكن للقوة مقاييس أخرى كثيرة جدا
فأنتم تعتبرون صلب المسيح ضعفا، ونحن نفتخر به لأننا نراه منتهى القوة
هل يعني على صورة الله ومثاله أن يكون ندا لله وشريكا له في الإرادة ؟؟؟؟
أنا أرفض أن أعبد إلها أتساوى معه بالقدرة والإرادة فأنا إذا إله مثله – حاشا لله – أستطيع أن أضيف وأحذف ما أشاء وما أريد فلم أعبده إذا ؟؟؟؟
أم أن هذه طفرة لا يمكن حدوثها دائما ؟؟؟؟؟
وهذا أيضا ممالا يمكن لموحد الاعتقاد به لأنه ينافي الإله الواحد الأحد المدبر لهذا الكون فهو وحده الذي خصني بهذه الإرادة التي هي صفة من صفاته ولكن إرادة الله شاملة وإرادتي قاصرة ضعيفة مبنية على أساس اختيار شيئين محددين فقط هما الخير أو الشر والمحاطة بالكثير من الابتلاءات التي لا قدرة لي على اجتيازها إلا بالاستعانة بالواهب الأول لهذه الإرادة فهي إذا منه وبه أتمكن من استخدامها إذ لا حول ولا قوة لي إلا به جل وعلا
سأتابع قريبا بإذن الله تعالى
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
إلى كل حر يضع عقيدته من وراء عقله...
ويطلق عقله من أسر إرادته ....
يفكر .... ليختار الذي يريد ...
ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ....
أهدي كلماتي
|