نانا:
"ها قد اقترب الموعد كثيراً!!" .
قالت لنفسها وهي تختار ثيابها بعناية فائقة..
"أخيراً، سأراه اليوم!! يا ترى كيف سيكون شكله؟ أتخيله شاباً طويلاً، قوي البنية، ذو عينين سوداوين.. لقد سألته مرة عن هيئته، لكنه لم يجب.. أعتقد أنه أراد أن يفاجئني عند لقائنا الأول..".
نظرتْ إلى المرآة ملياً.. كانت تريد أن تكون بأجمل صورة عندما تلاقي حبيبها..
"لقد انتظرتُ هذه اللحظة ستة أشهر كاملة!! كان يقول لي دائماً أنّ الوقت لم يحن بعد.. ستة أشهر ونحن نحب بعضنا عبر الهاتف.. لا أدري كيف سلمته مفاتيح قلبي.. قررتُ مراراً ألا أتكلم معه، ولكني ما أن يرن الهاتف في غرفتي حتى يقفز قلبي من مكانه ويركض فرحاً وهو يصرخ: إنه هو.. فأنسى جميع أوهامي وأقول له: لقد اشتقت لك يا حبيبي!!"..
نظرت إلى ساعتها وقالت:
"باقي من الزمن عشرة دقائق!!"
أغلقت باب المنزل وراءها ونزلت إلى الشارع..
"إننا نشبه بعضنا في كل شيء.. حتى عندما اتفقنا على اللقاء قال أنه سيلبس قميصاً أحمر اللون، ويحمل في يده وردةً حمراء.. تماماً كما حلمتُ مراراً وتكراراً بهذه اللحظة المقدسة"..
اقتربتْ من باب الحديقة، ترددت قبل أن تدخل.. لقد كانت خائفة من المجهول الذي ينتظرها، خائفة من أن تفقد الحلم الذي عاشته في الأشهر الماضية والذي انتزعها من وحدتها القاتلة.. لكنها أخيراً استجمعت قواها ومشت إلى الداخل وهي تتلفت حولها بفضول.. فجأة رأت شاباً مقعداً يقترب منها، كان يجر نفسه على كرسيه الكهربائي.. أصابها الذهول عندما رأت لون قميصه الأحمر، تقدم منها وأعطاها وردته الحمراء قائلاً:
"أحبك...
حاولت أن تخفي تعابير الصدمة التي بدت على وجهها ابتسمت له ...........أمسكت الوردة و تقدما نحو مقعد في نهاية الحديقة جلست و تكلما ساعة كاملة طوالها كانت تحاول أن تنسى حالته حتى أنها أغمضت عينيا مرارا لتستعيد صورته كما رسمتها من قبل لم تستطع
فقد اجبرها الواقع على مواجهته ...................استسلمت فقلائل من يستطيع التغلب على الواقع استمرت باللقاء بضع دقائق أخرى انسحبت متذرعة بحجة لا يتقبلها عقل تركته وحيدا و مضت قالت لنفسها "بالنهاية هذه حياتي"
فقط للتغير
|