عرض مشاركة واحدة
قديم 15/12/2004   #3
شب و شيخ الشباب Fares
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Fares
Fares is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
1,346

إرسال خطاب MSN إلى Fares
افتراضي


سعيد:

"ها قد اقترب الموعد كثيراً!!" .
قالت لنفسها وهي تختار ثيابها بعناية فائقة..
"أخيراً، سأراه اليوم!! يا ترى كيف سيكون شكله؟ أتخيله شاباً طويلاً، قوي البنية، ذو عينين سوداوين.. لقد سألته مرة عن هيئته، لكنه لم يجب.. أعتقد أنه أراد أن يفاجئني عند لقائنا الأول..".
نظرتْ إلى المرآة ملياً.. كانت تريد أن تكون بأجمل صورة عندما تلاقي حبيبها..
"لقد انتظرتُ هذه اللحظة ستة أشهر كاملة!! كان يقول لي دائماً أنّ الوقت لم يحن بعد.. ستة أشهر ونحن نحب بعضنا عبر الهاتف.. لا أدري كيف سلمته مفاتيح قلبي.. قررتُ مراراً ألا أتكلم معه، ولكني ما أن يرن الهاتف في غرفتي حتى يقفز قلبي من مكانه ويركض فرحاً وهو يصرخ: إنه هو.. فأنسى جميع أوهامي وأقول له: لقد اشتقت لك يا حبيبي!!"..
نظرت إلى ساعتها وقالت:
"باقي من الزمن عشرة دقائق!!"
أغلقت باب المنزل وراءها ونزلت إلى الشارع..
"إننا نشبه بعضنا في كل شيء.. حتى عندما اتفقنا على اللقاء قال أنه سيلبس قميصاً أحمر اللون، ويحمل في يده وردةً حمراء.. تماماً كما حلمتُ مراراً وتكراراً بهذه اللحظة المقدسة"..
اقتربتْ من باب الحديقة، ترددت قبل أن تدخل.. لقد كانت خائفة من المجهول الذي ينتظرها، خائفة من أن تفقد الحلم الذي عاشته في الأشهر الماضية والذي انتزعها من وحدتها القاتلة.. لكنها أخيراً استجمعت قواها ومشت إلى الداخل وهي تتلفت حولها بفضول.. فجأة رأت شاباً مقعداً يقترب منها، كان يجر نفسه على كرسيه الكهربائي.. أصابها الذهول عندما رأت لون قميصه الأحمر، تقدم منها وأعطاها وردته الحمراء قائلاً:
"أحبك...
عندما قال لها هذه الكلمة , لم تعد تستطيع متابعة أفكارها و أحلامها الوردية التي كانت تبنيها في مخيلتها ..
لقد كان هول المفاجأة عليها أكبر من أن تعرف بماذا تجيب على كلمته ...
لكن سرعان ما إستجمعت قواها من جديد بنفس عميق حاولت أللا تنهيه , أغمضت عينيها لوهلة , و بدأ شريط الذكريات ينعاد في مخيلتها ...
تذكرت أول مرة سمعت على الجهة الأخرى من الهاتف صوته الرجولي , الهادئ , الواثق ,, و الإبتسامة العميقة التي إرتسمت على وجهها بعد أن أنهت تلك المكالمة معه , كان شعورها وقتئذ و كأنها بصدد العثور على كنز حياتها .
تذكرت كيف إكتشفت في المكالمة الثانية أنه كان يدخن من غليون , عرفت فيما بعد أنا من صنع يديه .. و كيف إرتسمت أول صورة له في مخيلتها .
و في المكالمة الثالثة , بدأت تتكون عندها معالم شخصيته ..و بدأ يزيد تعلقها به أكثر و أكثر ... و يزداد الصراع في داخلها أكثر و أكثر . بين قلبها و عقلها .
و مع مرور الأيام و المكالمات , إرتسمت صورة شبه واضحة المعالم عنه في قلبها و عقلها معاً , و إرتسمت صورة مشاعرها تجاهه أيضاً , التي لم تتأكد منها إلا بعد أن غاب صوته عنها يومين متتاليين , لم تعرف طعم النوم فيهما ... ولم ترتح حتى سمعت صوته من جديد يقول :
- آسف على التأخير ...
في ذلك اليوم فقط تأكدت من حبها له ... تذكرت أيضاً أول قبلة أرسلتها له عير الهاتف , و قال لها عندها :
- إن قبلتك علمتي كيف أمشي من جديد ...
عندما سمعت إجابته الغامضة , ضحكت ضحكة فيها شيء من الخجل , لكن في نفسها لم تفهم ما كان يقصد !!! لكن اليوم قد فهمت كل شيء ..
فهمت لماذا كان كل هذه الفترة يشن حرباً ثنائيةً ...حرباً, أطرافها هو من جهة و حبه لها من الجهة أخرى .
اليوم و في هذه اللحظة بالذات رأت الحرب المندلعة على الطرف الآخر من الهاتف طوال الستة أشهر السابقة.. و في نفس اللحظة بدأت هي حربها .. هذه الحرب التي لا يوجد فيها رابح أو خاسر .. بينها و بين دمعتة تجمعت في عينيها لا تريده أن يراها ...
لكن ..
لم يكن هناك وقت للتفكير , أو بالأحرى هي لم تعط نفسها و قتاً للتفكير .. و قررت إنهاء هذه الحرب حتى قبل أن تبدأ ...


- و أنا أيضاً أحبك ....
 
 
Page generated in 0.02339 seconds with 10 queries