رابعاً : المفقودون
يتجاوز عدد المفقودين في المعتقلات والسجون السورية أكثر من 17000 معتقل ، ألقي القبض عليهم منذ أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن العشرين، وفقدت آثارهم في مجزرة تدمر الشهيرة في السابع والعشرين من حزيران (يونيو) 1980 التي أمر بها رفعت الأسد شقيق الرئيس السابق حافظ الأٍسد، وفي المجازر والإعدامات الجماعية والموت تحت التعذيب أو بسبب الأوبئة التي شهدها سجن تدمر في عقد الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات، أو الإعدامات والموت تحت التعذيب في سجن المزة وصيدنايا وكفر سوسة وفروع الأمن والمخابرات في المحافظات ولا سيما "فرع فلسطين للتحقيق العسكري" سيء السمعة.
ويعتبر هذا العدد، الحدّ الأدنى لاستقراء شهادات معتقلين سابقين ومطابقتها مع الأبحاث الميدانية التي أجرتها "اللجنة السورية لحقوق الإنسان"، وقد وثقت اللجنة أسماء أكثر من 4000 مفقود من هؤلاء، وبقي آخرون لم يوثقوا بسبب خوف أسرهم أو بسبب الظروف الخاصة التي حالت دون التعرف على أسمائهم.
وتتمثل مأساة هؤلاء المفقودين في تكتم السلطات السورية على مصيرهم، فهم لا يزالون مسجلين أحياء في قيود السجل المدني في سورية، لكن السلطات لا تجيب على أي استفسار حول مصيرهم، بل إنها تعاقب على مجرد الاستفسار عنهم من ذويهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر اعتقلت مخابرات إدلب في أيلول (سبتمبر) 2004 أفراداً من أسرتي "مجلاوي" و"الشيخ" لمجرد السؤال عن أقاربهم المفقودين منذ الثمانينيات. وثمة قضايا شخصية وأحوال مدنية معلقة ومعقدة تنتظر أن تكشف السلطات عن مصيرهم.
وقد أقرّ وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس لمجلة "دير شبيغل" الألمانية في العدد 8/2005 في مقابلة أجرتها معه الصحفية (سوزانة كوليبل) بأنه كان يُشنق في فترة الثمانينات في الأسبوع الواحد، وفي دمشق لوحدها 150 معارضاً سياسياً، واعترف لها بأن يده وقعت على أحكام إعدام بلغت الآلاف، وهؤلاء كلهم لم يتم مدنياً التعامل مع حالاتهم، ولم يتم إبلاغ ذويهم عن وفاتهم.
ويوجد بالإضافة إلى هؤلاء عشرات البعثيين المعارضين المفقودين، ومئات الفلسطينيين من أنصار حركة "فتح" والفئات الأخرى المعارضة للنظام السوري، جرى اعتقالهم في سورية أو اختطفوا من لبنان.
خامساً : المعتقلون السوريون في الخارج
يوجد عدد من السوريين المعتقلين في الخارج، لم تسع السلطات السورية للسؤال عنهم والمطالبة بالإفراج عنهم، فهناك 14 معتقلاً سورياً في ليبيا بسبب حضورهم "حلقة ذكر" لجماعة متصوفة منذ حوالي 11 عاماً، بينما لقي عامل حتفه على أيدي الشرطة الليبية بسبب خلاف بسيط مع مواطن ليبي له معارف لدى الشرطة.
ويعتقل في العراق حالياً 33 مواطناً سورياً من المهجرين المقيمين هناك بدون أن يقترفوا إثماً سوى أنهم سوريون وعرب متهمون حالياً من قبل النظام العراقي الجديد. ويحتجز في معتقل غوانتانامو العديد من السوريين بدون أن تعرف التهم الموجهة إليهم. بينما يحتجز في سجون الاحتلال الإسرائيلي العديد من سكان الجولان السوري المحتل. وتعتقل السلطات الإسبانية منذ مدة طويلة أربعاً وعشرين مواطناً سورياً منهم الصحفي المميز تيسير علوني، وعلى الرغم من البراءة الواضحة لغالبيتهم الساحقة من التهمة الموجهة إليهم (الارتباط بتنظيم القاعدة) إلا أن السلطات السورية ربما كانت محرضاً عليهم أكثر من كونها مدافعة عن مواطنيها المظلومين.
سادسا ً: الممنوعون من السفر
تشمل قائمة الممنوعين من السفر خارج البلاد لأسباب سياسية، عشرات الآلاف من السوريين، تتكون أساساً من المطلق سراحهم من السجون، والمعارضين السياسيين، وأقارب كثير من المعارضين، وبعض الناشطين في حقوق الإنسان والمجتمع المدني، بالإضافة إلى فئات أخرى.
ويستتبع المنع حرمانهم من جوازات السفر أو تأشيرة المغادرة، ووجود أسمائهم على الحدود، بالإضافة إلى الاستدعاءات المتكررة إلى الفروع الأمنية للمراجعة والتحقيق.
ΕΛΕΥΘΕΡΙΑ ΣΤΟΝ ΣΑΒΒΑ ΞΙΡΟ