ثانيا :
موضوع النطفة لقد أخذ الأطباء العرب كلمة نطفة و أطلقوها على الحيوان المنوي ( سبيرم) و درّسنا هذا . . لا أعرف أين المعجزة لمن يكتشف أن قطرة من السائل المنوي هي ما سبب الحمل ، فمنذ وجود البشرية على الأرض من المعروف أن السائل المنوي الذي يخرج من الرجل هو ما يسبب الحمل ، و ليس معقّدا أن نكتشف بأن المرأة لا تصبح حاملاَ ألا بعد أن تجتمع مع زوجها الذي سيعطيها قطراته .
علمياَ ليست قطرة من سائل الرجل هي ما ستأودي للحمل وأنما هو
sperm
مكوّن مجهري قادر على الحركة و تحوي منه كل قطرة من السائل عدة ملايين نراها بالمجهر ، و يمكن طبيا أن نأخذ هذا المكوّن كي نلقح بها دون الحاجة لكامل القطرة . بل أن السبيرم يجب أن يغادر القطرة كي يقوم بمهمته .
لا أرى اين هي المعجزة القائلة أن كل شيء يتقرر للأنسان من هذه القطرة . فلن يخفى على رجل العصر الحجري أن سائله المنوي أدى لتطور الأنسان بحين أن بقرته ولدت عجل بفضل قطرة من السائل المنوي للثور . و لكن الشيء الذي كان يجهله أن ليس السائل و أنما مكوناته المجهرية المتحركة و التي يفوق عددها عن عشرات الملايين ( واحدة منها فقط ) هي ما سببت الحمل و لكن ليس لوحدها و أنما بألتقاء مع البويضة
ova
الوحيدة التي أطلقتها المرأة داخل بطنها .
أولا ما أفهمه أن أستقرار النطفة هو بقائها بأحشاء المرأة لكي تتطور و تعطي جنين و لا أفهم من هذا أن النطفة متحركة و لكن القطرة ستسيل بحكم أنها سائلة و كم من سيدة أستشارتني لأنها تعتقد أنها لم تحمل لأن سائل زوجها سال منها بعد الجماع أي لم يستقر لكي يتطور لحمل.
ثانيا : ليس النطفة بمعنى قطرة ما يدخل للرحم و أنما المكون المتحرك السبرماتوزوئيد الذي أطلق عليه الأطباء العرب حديثا أسم النطفة ، و هو لا يمت لمعنى قطرة بصلة . هذا السبرماتوزوئيد يدخل لجوف الرحم بفضل مخاط العنق و يلتحم بالبويضة ليشكلان معا الجنين ليس بالرحم و أنما داخل البوق و لو فرضنا أن "دخول الملك" هو تحول النطفة الى جنين فهذا يحصل بالبوق و ليس بالرحم ، و الجنين يتابع تحركه لحد أسبوع قبل أن يستقر بالرحم ، أذن أن الأستقرار بالرحم يتم في اليوم السابع من تطور الجنين
الى أن يصل للقول أن " لا أحد يعلم ما في الارحام" فأن أخذنا اللرحم بمعناه اللغوي أي بالمكان الذي يتطور به الجنين ـ رغم ضعفي باللغة العربية ـ فأن الأطباء يمكنهم بسهولة استقصاء ما يجري داخل هذا الرحم ، حتى أنه ممكن معرفة جنس الجنينو قسم كبير من الأمراض الوراثية التي يحملها قبل أن يبدأ تعشيشه و عدد خلاياه لا يتجاوز الأربعة .
بما يخص تشبيه الجنين بالعلق ، فأن الشطحات اللغوية ليس لها من وزن لأقناعنا كمتخصصين فمنذ العصر الحجري و القابلات تعرفن أن الجنين ينمو بكيس مائي ، و هو "يعلق" بأمه بواسطة الحبل السري الذي يحتوي على الدم ، و قابلات العصر الحجري لسن بحاجة لمكروسكوبات لمعرفة هذه الحقيقة .
وصف الجنين بالمضغة :
لا أدري ما هي الحكمة الألاهية بذلك ولا المعنى اللغوي لها ، أما أن يأتي واحد من بني البشر ليقنعني ـ أنا من درس و شاهد أشكال مئات الأجنّة ـ أن الجنين يشبه الطين الممضوغ فهذا لا يدخل بالعقل ، عمري لم أرى أماكن المضغ التي يتحدث عنها القران
أما عن السؤال الدي طرحه القران أيهما أول العظام أم اللحم ، أقول أولاَ أني لا أدري ما هي الغاية الربانية من الأية القرانية التي تقول "و كسونا العظام لحما" ، و لا أدري ما هو المقصود بالعظام و ما هو اللحم بالكتاب المنزّل ( حسب زعمكم ) جملة لوحدها لا تشرح علم الجنين و لا تفسر كيف يتطور هذا الكائن الفريد .
أذا ذهبنا الجزّار و طلبنا منه أن يعطينا عضمة لأعطانا شيء قاسي سماه عظمة يعرف الجميع ما هي
و لو طلبنا منه لحمة لأعطانا شيئ رخو هو العضلات
تابع