واجعل كلامي في فمه :
تستأنف النبوة قولها ( واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه). ماذا تعني النبوة (واجعل كلامي في فمه).?
ان السيرة النبوية تحدثنا ، ان محمد صلى الله عليه وسلم، عندما بلغ من العمر اربعين عاما حينما كان يتعبد في غار حراء، الذي يبعد حوالي ثلاثة اميال عن مكة المكرمة. في هذا الغار نزل اليه جبريل وامره بلسان عربي قائلا: اقرا، امتلا النبي خوفا ورعبا منه، فاجاب ما انا بقارئ ، فرد جبريل عليه السلام : اقرا .
قال : ما انا بقارئ.
ثم اعاد الامر عليه قائلا اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم ).
ادرك النبي ان ما يريده منه الملاك هو ان يعيد نفس الكلمات التي وضعها في فمه. ثم توالى نزول القران، في الثلاثة والعشرين سنة من حياة النبوة، نزل جبريل بالقران الكريم على قلب محمد ليكون من الرسل.
اليس هذا تصديق حرفي لما جاء في نبوة الكتاب المقدس. ان القران الكريم هو في الحقيقة انجاز لنبوة موسى . انه الرسول الامي .
وضع جبريل الملاك كلام الله في فمه بالفظ والمعنى و استظهره الرسول كما انزل.
انجاز لنبوة اشعياء :
ان اعتكاف الرسول في الغار والطريقة التي انزل اليه بها القران بواسطة جبريل ، وكون الرسول اميا لايعرف الكتابة ولا القرأة . انما هي انجاز لنبؤة اخرى ، في سفر اشعياء (29 : 12). هذا نصها ( او يدفع الكتاب لمن لايعرف الكتابة ويقال اقرأ هذا ، فيقول لا اعرف الكتابة ).
ومن الزم ما يجب ان تعرفه هو انه لم يكن هنالك نسخة عربية من الكتاب المقدس في القرن السادس الميلادي ، اي حينما كان محمد حيا . فضلا على ذلك فانه امي ، يقول القران عنه : ( فأمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته )