عرض مشاركة واحدة
قديم 28/11/2005   #16
شب و شيخ الشباب makakola
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
383

افتراضي


(5) يقول هؤلاء الأساقفة الوحي المسيحي هو أن الكتاب المقدس كله موحي به من الله وهو كلمة الله التي أعطيت للبشر وصيغت بلغة بشرية يفهمها البشر ويكررون هذه التعبيرات بأشكال متعددة ويقولون أن الكتاب المقدس يجب أن نتناوله على ضوء معرفة أنه " كلمة الله المعبر عنها بلغة بشرية " ، والاعتراف الصحيح يجب أن يعطى لكلمة الله في أبعادها الإنسانية .

وكانت خلاصة كلامهم " لقد أعدنا اكتشاف الكتاب المقدس ككنز ثمين كقديم وكجديد دائماً ".

(6) أما القول بتشابه رواية سفر التكوين في الخلق مع ما جاء في روايات (أساطير) الخلق في الشرق القديم لا يعيب رواية سفر التكوين لسبب جوهري وهو أن هذه الروايات تتشابه مع رواية سفر التكوين في أهم التفاصيل وهي خلق الكون وخلق آدم من تراب وتفصيلات الطوفان ، ولكن تختلف عنها في أمر جوهري وحيوي وهو أن روايات أو أساطير الخلق في الشرق القديم ترجع ذلك لآلهة متعددة في حين قصة الخلق في التكوين ترجع الخلق لله الواحد "إيلوهيم – الله " أو يهوه – الرب " أو " يهوه إيلوهيم – الرب الإله " وإيلوهيم معناه القدير ويهوه الكائن الواجب الوجود ، ويهوه إيلوهيم معناه القدير الواجب الوجود .

وفي الأغلب ترجع مصادر أساطير الشرق ورواية لسفر التكوين لمصدر أصلي واحد هو نوح ثم أولاده والتي أحتفظ بها في جوهرها أبونا إبراهيم أبو الآباء ، ولكنها انحرفت على الوثنية بعيدا عن إبراهيم أبو الآباء ورأس التوحيد .

(7) ويجمع علماء المسيحية على أن سفر الرؤيا هو سفر رمزي في جوهره وتتعدد المدارس في تفسيره ، وتقول إحدى هذه المدارس أن أحداثه تمت أيام القديس يوحنا نفسه ولكنه كتبه بصورة رمزية حتى يجنب نفسه والكنيسة اضطهاد الأباطرة الرومان في نهاية القرن الأول وبداية الثاني، بينما ترى فيه المدرسة التدبيرية ، كما ترى في نبوات العهد القديم الخاصة بإسرائيل والتي تمت في عودتهم من بابل قبل ميلاد المسيح بخمسة قرون ، نبوات عن نهاية العالم ومستقبل إسرائيل وهذا ما يؤمن به الصقور في أمريكا !! ولكن هذا التفسير لا يقبله الكاثوليك والأرثوذكس والكثير من البروتستانت مثل الإنجيليين المشيخيين وغيرهم .

( 8 ) يرى هؤلاء الأساقفة مع المدرسة الرمزية لتفسير الكتاب المقدس أن هناك بعض الأحداث التاريخية في الكتاب المقدس كأحداث الخلق والطوفان لا تؤخذ بحرفيتها إنما تأخذ كأحداث إيمانية حقيقية ولكن صيغت بلغة بشرية قريبة من الفهم البشري ، ومن أمثلة ذلك قول الكتاب بخلق الأرض في ستة أيام والتي يرى البعض أنها أيام حرفية ويرى البعض الآخر أنها تعبر عن ست حقبات زمنية ، كل حقبة عبر عنها بيوم واحد .

(9) يرى كل المسيحيين أن الكتاب المقدس لأنه كلمة الله لا يوجد فيه خطأ علمي أو تاريخي أو جغرافي ، ولكنه ليس كتاب علم أو تاريخ أو جغرافيا إنما كتاب دين ووصايا وتشريع ، كتاب يهتم بالعلاقة بين الله والناس ويحكي قصة الخلق وملحمة الفداء من آدم للمسيح إلى الحياة الأبدية ، وبالتالي ليس من أغراضه شرح الأمور العلمية ولا يحتوي على نظريات علمية، وبرغم أنه قال أن الأرض معلقة على لاشيء إلا أنه لم يشرح قانون الجاذبية كنيوتن، وبرغم أنه سجل تواريخ ملوك إسرائيل وبعض ملوك مصر وأشور وبابل وفارس واليونان ، إلا أنه لا يشرح تاريخ العالم المدني كهيرودوتس ولكنه يشرح تاريخ الوجود الإنساني في صلته بالله والله في علاقته مع البشرية ، ولكنه لا يختلف مع التاريخ المدني في المواقف المحددة لحدث ما مثل غزوا الملك البابلي ودماره لأورشليم ومثل تواريخ الولاة والأباطرة الذين ولد المسيح في زمانهم وصلب مدة ولايتهم .

(10) كتب الكتاب المقدس على مدى ألف وخمسمائة سنة وفي ثلاث قارات وفي بلاد أعظم حضارات العالم مصر واليونان وما بين النهرين ، سوريا والعراق ، وفارس ، وكتبه بالروح القدس أربعين كاتبا متنوعين في عصورهم ولغاتهم وحضاراتهم وثقافاتهم ووظائفهم واستخدم الروح القدس قدراتهم الأدبية ومواهبهم فعبر الله من خلالهم عن كل فئات البشر في كل عصورهم وأزمنتهم في علاقتهم بالله .

(11) كانت هناك مواقف وأحداث محددة تخص فترة بعينها ولا يجوز التمثل بها أو تقليدها مثل حروب إسرائيل التي استمرت مع جيرانهم عبر تاريخهم وقد نهى المسيح عن الحرب تماماً بقوله " كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون " ، وكونهم شعب الله المختار حتى مجيء المسيح الذي رفضوا الإيمان به فرفضهم وقال لهم هوذا بيتكم يترك لكم خراب وانتهوا منذ ذلك الوقت وإلى الأبد كالشعب المختار .

وهنا تقول وثيقة هؤلاء الأساقفة أنه لا يجب لشعب أو جماعة أن تحجج ببعض آيات الكتاب المقدس لتبرر اعتدائها على غيرها أو لتبرر تفوقها على العالم " مثل هذا الموقف خطر ، على سبيل المثال عندما يرى شعب من أمة واحدة أو مجموعة في الكتاب المقدس تكريس لسيادتهم (تفوقهم) ، أو حتى يعتبرون أنفسهم مسموح لهم عن طريق الكتاب المقدس أن يستخدموا العنف ضد الآخرين " . وهذا ما يظهر في تصرفات وأقوال الرئيس الأمريكي بوش والذي يرى ، كما جاء في صحيفة الأهرام الصادرة في 7 / 10 / 2005 ، أنه يتصرف بناء على توجيه إلهي ، حيث تقول الجريدة نقلا عن تصريح لنبيل شعت وزير الإعلام الفلسطيني " أن بوش قال بالحرف الواحد أنني شعرت كما لو أن الله يقول لي يا جورج أذهب وأقضي على الطغيان في العراق 000 والآن أشعر مرة أخرى بأن كلمات الله تأتيني واضحة أذهب وأمنح الفلسطينيين دولة وحقق للإسرائيليين أمنهم وأفش السلام في الشرق الأوسط "!!

والخلاصة هي لم يقل هؤلاء الأساقفة " الكتاب المقدس يحتوي على أجزاء غير صحيحة " ، بل قالوا " لقد أعدنا اكتشاف الكتاب المقدس ككنز ثمين كقديم وكجديد دائماً " .

القس عبد المسيح بسيط أبو الخير
كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد
مدرس الكتاب المقدس
بالكلية الأكلريكية ومعهد الدراسات القبطية

لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
 
 
Page generated in 0.03629 seconds with 10 queries