الأخت العزيزة آية اللطف
شكرا لردك وإسمحى لى بالتعقيب
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
هذا الرد على مداخلتك قبل الأخيرة لأنني لم أقرأ الأخيرة بعد ولسوف أوافيك بالرد قريبا ولكن أرجو أن تعذر تأخري لانشغالي الشديد والأمر يحتاج فعلا لوقت
|
لا تلقى بالا لذلك، كل منا تطرأ له ظروف وله مشاغل أخرى فى الحياه، فخذى وقتك كيفما شئت
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
قولك :
وبين 1 ، 2 تضاد
فإذا كنت سأفعل إرادة الله، فمن أين لى الخيار؟
وإذا كنت سأفعل إرادة الله، فلم يحاسبنى على الشر، ألا أفعله بإرادته، وكيف أستطيع أن أخالف إرادة الله وأفعل خيرا؟
فإذا كنت سأفعل إرادة الله، فلم خلقنى ليذهب بى لجهنم وأنا لست إلا منفذا لإرادته، ألا أستحق الجنه لتنفيذى إرادة الله؟
هذه الإرادة التي تؤيدنا في حتمية أن الإنسان مختار من أين اكتسبها ؟؟؟؟؟
معنى هذا أن إرادة الله تعالى تعلقت بأن تكون مريدا فسرت إرادة الله تعالى بذلك إلى كل ما تريد وتختار من أعمال فلو فرضنا أن الله غير مريد لعمل قد اخترته بإرادتك فمعنى ذلك أن الله جل وعلا غير مريد لإرادتك التي وجهتك للفعل وهو مناقض لما ثبت من أن الله عز وجل قد شاء لك أن تكون مريدا فثبت بطلان فرض أن الله قد لا يريد العمل الذي تختاره
|
أختى الفاضله
هذه نقطة خلاف جوهرية بيننا
النقطة الأولى : تقولين سرت إرادة الله لكل ما أريد وأختار، ومعنى هذا أن كل ما أريده هو إرادة الله، فإذا اردت إرادته، ولا يوجد لى خيار أخر إلا أن أريد إرادته، فأنا بذلك نفيت التخيير، فلست مخيرا سوى لأن أختار إرادته
النقطة الثانية : عندما شاء الله لى أن أكون مريدا، كان هذا وقت خلقتى ولم تكن لى إراده بعد، وفعلا وقت الخلقة أكون مسيرا لا مخيرا، فأنا مسير أن تكون لى إراده، وبعدما تنشأ الإرادة فأنا المسؤول عنها
فقبل خلقى أنا لست مخيرا أن أكون ملاكا أم إنسانا، ولست مخيرا أن أكون إنسانا أم حيوانا أم نباتا، وهنا تسرى إرادة الله على شئ لا إرادة له، وبإرادة الله وأمره لما هو مسير لا مخير، ينشئه إنسانا له إراده، ولا تنشأ الإرادة إلا لحظة كونى إنسانا
فلا ينفى إرادته بأن تكون له الإرادة وقتما لم تكن لى إراده، وأن أريد ما لا يريده الله وقتا اصبح لى إراده
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وأضرب لك مثلا بالأب وابنه :
الأب يريد أن يختبر أمانة وصدق ولده فيعطيه مبلغا من المال ويطلب منه أن يشتري بعض الحوائج للبيت وتفسح له المجال في التصرف دون أن تضع عليه رقيبا إلا ضميره ونصائحك التي تحبب إليه الأمانة وتكره لنفسه السرقة فأنت بهذا الترتيب أعلم بطوية ابنك وما تكونت عليه نفسه - ولله المثل الأعلى فعلمه شامل ويبقى علم العبد قاصر – وأيضا ملكته كامل الحرية في التصرف فإذا عاد وقد خان الأمانة فأنت في الواقع مريد لهذه النتيجة وإن عاد وقد حقق منتهى الأمانة في عمله فأنت أيضا مريد لهذه النتيجة إذ أنت لم تطلق يده بالتصرف إلا وأنت تريد ظهور نتيجة هذا التصرف أيا كانت سواء رضيتها أم لم ترضها
|
لم أقتنع بهذا المثال يا أختى العزيزه
فكيف تقولين لو سرقت فهذا ما يريده الأب، وتقولين ايضا فلو لم تسرق فهذا أيضا ما يريده الأب
كيف يرد لإبنه أن يسرق وألا يسرق فى نفس الوقت؟
ما أعلمه عن الإراده يختلف عن ذلك
فأنا أريد لإبنى النجاح لا معنى لها سوى ذلك، فلا يصح عندما يفشل أن أقول هذه كانت إرادتى أيضا
فرق كبير بين علم الأب وإرادة الأب
أعلم أن إبنى لم يذاكر، وأعلم إنه لو دخل الإمتحانات بهذا الشكل سيرسب، ولا يعنى هذا مطلقا بأنى أريده أن يرسب، بل إرادتى هى أن ينجح بأى طريقه، وسأحاول بكافة الطرق مساعدته لتتم إرادتى له ألا وهى النجاح، ولو رسب سأحزن وأقول لم تكن هذه إرادتى، فهو نفذ إرادته هو ولم يذاكر فرسب
هذا مفهومى عن الإرادة، وهو يوافق مفهوم الإراده فى اللغه
الإراده : المشيئة؛ لم أقم بهذا العمل إلَّا بإرادتي وتصميمي.-: قوّة في النفس تمكِّن صاحبها من اعتماد أمر وتنفيذه؛ هو قوى الإرادة/ فاقد الإرادة/ أمر خارج عن إرادته.-: حريَّة الاختيار؛ تركتُ الأمر لإرادته يتصرَّف به كما يشاء
http://qamoos.sakhr.com/openme.asp?f...l/1061122.html
فلو كانت إرادتى هى إراده الله، لصار تبعا لذلك حرية إختيارى هى إختيار الله، ولصرت بهذا منفذا لإختيار الله وليس إختيارى
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وهكذا تعلم أن الله لا يقع في ملكه إلا ما يشاء ويريد ولا يناقض ذلك أيضا إرادة ومشيئة كما لا يناقض علمه بالأشياء كلها أنه أعطاك أنت أيضا علما ببعض يسير منها
|
أنا حتى هذه اللحظة أرى تناقضا واضحا للعيان
وأرى خلطا بين علم الله وإرادة الله ومشيئته
فأنتم مثلا تقولون (ما شاء فعل) أى هو الفاعل وهو الأمر، وما على سوى التنفيذ، فأين خياراتى وإردتى؟
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وبعد ذلك يأتي سؤالك عن معنى معاقبة الله للإنسان على فعل هو من مراداته جل وعلا بل حتى عن كيفية أن يكون السلوك الذي نهاه عنه مرادا له في الوقت نفسه ؟؟؟؟؟
والجواب : أن هذا خلط بين الإرادة والأمر وأن الواحد منهما يستلزم الآخر وهذا خطأ كبير لأنه لا يقع شيء في هذا الكون إلا بإرادة الله تعالى وإلا لكان ما هو موجود من فوق إرادته ومشيئته وهو من أجلى مظاهر العجز والضعف التي ننزه الله عنها جل وعلا يقول تعالى في كتابه العزيز : ( ولا يرضى الكفر لعباده وإن تشكروا يرضه لكم ) فمثلا كفر أبي جهل داخل في مرادات الله ولكنه غير داخل فيما يرضي الله عز وجل وفيما قد أمر به
|
سأرد عليك بعبارات بسيطة
1- الله يأمر الإنسان أن يكون مسلما لأن الإسلام هو الدين الصحيح
2- makakola ليس مسلما لأن هذه هى إراده الله ومشيئته
3- الله يدخل makakola جهنم لأنه غير مسلم
فأنا لم أنفذ أمر الله بإراده الله ومشيئته، فلم يعاقبنى؟
وأدم لم بنفذ أمر الله بإرادة الله ومشيئته، فلم عاقبه؟
لم أتلق إجابة عما سبق بل تلقيت مفهوم الإراده والأمر، وها أنا ذا أذكر لك الإراده والأمر سويا، فكيف سأطيع أمر الله وأخالف إرادة الله؟
هل إرادة الله أقوى من أمره؟
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وأنت تقول :
فمثلا تقول أختنا آية اللطف هل فعل أدم ما يخالف إرادة الله؟
أقول لها نعم، فعل أدم ما يخالف إرادة الله، ولذلك إستحق العقاب، ولو كان فعل إرادة الله لما إستحق أن يعاقب على شئ
فكيف تعاقبنى وأنا أفعل إرادتك ومشيئتك!
وأقول لك : خالف أمر الله وليس إرادته فهل من المعقول إن جئت تحاسب ابنك على عدم أمانته فيما أرسلته له أن يقول لك أنت أعطيتني النقود ولم تجعل علي رقيبا فما الذي كنت تنتظره مني ؟
فأنا وإن كنت أريد أن تظهر عليه نتائج اختباري له مع علمي المسبق للنتيجة ولكنني لا أرضى له عدم الأمانة ولسوف أحاسبه عليها
|
يا أختى الفاضله، وضحتها أكثر من مره
علمى غير إرادتى
أما عن مثالك عن الإبن، فالأب لا يمكن أن تكون فى إرادته أن يسرق الإبن
هذا أمر مستحيل، وأنت ذكرتى سابقا أن لديك أبناء، فهل تتصورين عقلا أنه يمكن أن يأتى يوم وتقولين كانت إرادتى أن يخطئ أحدهم؟
علمك بأنه سيخطئ، يجعلك تعطيه قواعد صارمه، وتنبيها دائما، ولو أخطأ فلا يمكن أن تكون هذه إرادتك، بل هو خالف إرادتك وقواعدك الصارمه وأخطأ بإرادته وليس بإرادتك
أما إذا كانت إرادتى أن يكون إبنى لصا، فكيف أعاقبه متى عاد إلى من أول سرقه فى حياته، بل سأفرح لأنه نفذ إرادتى
وختاما لنقطة التسيير والتخيير، فإسمحى لن أن أذكر لك هذه الأية الكريمة
(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)
من تفسير إبن كثير
(وَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ حِكْمَة فِي إِضْلَالهمْ فَإِنَّهُ لَوْ شَاءَ لَهَدَى النَّاس جَمِيعًا وَلَوْ شَاءَ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى " وَلَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكُوا" أَيْ بَلْ لَهُ الْمَشِيئَة وَالْحِكْمَة فِيمَا يَشَاؤُهُ وَيَخْتَارهُ لَا يُسْأَل عَمَّا يَفْعَل وَهُمْ يُسْأَلُونَ وَقَوْله تَعَالَى " وَمَا جَعَلْنَاك عَلَيْهِمْ حَفِيظًا " أَيْ حَافِظًا تَحْفَظ أَقْوَالهمْ وَأَعْمَالهمْ " وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ " أَيْ مُوَكَّل عَلَى أَرْزَاقهمْ وَأُمُورهمْ إِنْ عَلَيْك إِلَّا الْبَلَاغ كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّر لَسْت عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِر " وَقَالَ " إِنَّمَا عَلَيْك الْبَلَاغ وَعَلَيْنَا الْحِسَاب" .)
عقيدتنا نحن تختلف عن هذا تماما، فالله لا يشاء سوى أن الجميع يعرفونه، ومن يقبل فهذا بإرادته التامه، ومن لا يقبل فهذا أيضا بإرادته التامه، ولا ينفى هذا علم الله بالفعل وعدم إرادته لهذا الفعل
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : آية اللطف
وقولك :
فى جملتك السابقة العديد من الخلافات العقائدية بيننا وبينكم
1- الله خلق أدم وبنيه ليعبدوه
ولكن هذا لا يوافق عقائدنا، فلو خلق الله أدم ليعبده معناه أنه يحتاج للعباده، وحاش لله أن يحتاج العبادة من أحد
فنحن عندما نصلى نقول (لست أنت المحتاج لعبوديتى بل أنا المحتاج لربوبيتك)
وفى معتقدنا، فالله خلقنا من فرط حبه لنا، ونحن نعبده لأننا نحبه
لا يتنافى مع ما ذكرت سابقا وبالفعل فإن الله غير محتاج لعبادتنا والعبادة في مفهوم الإسلام هي المعرفة أي : خلقني لأتعرف عليه فأحبه لأنه يحبني ولا يريد لي إلا الخير ولذلك شرع لي شرعا إن التزمت به فقد حصلت على أقصى درجات السعادة فأنا المستفيد الوحيد من هذه العبادة وليس الله جل وعلا
|
لى نقطتا إعتراض هنا يا أختى الفاضلة
الأولى : تقولين أن العبادة في مفهوم الإسلام هي المعرفة أي خلقني لأتعرف عليه
ولكنى وجدت أن مفهوم العبادة فى الإسلام شئ أخر
العباده هى الخضوع للإله على وجه التعظيم (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) إقامة الشعائر الدينية
http://qamoos.sakhr.com/openme.asp?f...l/1073306.html
أى أن العبادده تعنى الخضوع على وجه التعظيم وليس المعرفه
ثانيا : يوجد لديك أية صريحه بأن سبب خلق الإنس والجن فى عقيدتك هى العباده
هذا هو السبب الأساسى بل والوحيد أيضا لخلق الإنس والجن، فالأية تقول (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وكلمة (إلا) هنا توضح المعنى تماما، فلولا العباده لما خلق الله الإنس والجن
أما نحن فى عقيدتنا يمكن أن نصيغها بالطريقة التالية (ما خلقت الإنسان إلا من فرط حبى له)
لم يخلقنا لعبادته لأنه لا يحتاج لعباده، وبالمثل لم يخلقنا لنحبه لأنه لا يحتاج أحدا يحبه، فهو كامل الصفات لا يحتاج شيئا، ولكن نحن من يحتاج
قد تسبب العباده الحب، وقد يسبب الحب العباده، ولكن الغرض الأساسى هو محور الخلاف بيننا، ألا وهو السبب الأساسى للخلق، ولذلك ذكرت لك أن هناك خلافا عقائديا بيننا هنا
يتبع ...
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
آخر تعديل makakola يوم 22/11/2005 في 13:28.
|